أكثر من 500 ألف عاطل عن العمل.. “يوم توظيف مفتوح” في لبنان!

24 مارس 2022
أكثر من 500 ألف عاطل عن العمل.. “يوم توظيف مفتوح” في لبنان!


كتبت نوال نصر في “نداء الوطن”: إذا كان هناك أكثر من خمسين ألفا قد تركوا أعمالهم في الفترة الأخيرة، لينضموا الى صفوف أكثر من 500 ألف عاطل عن العمل. وإذا كان هناك 1,5 مليون لبناني تحت خط الفقر، ونسبة أعداد الفقراء في لبنان تجاوزت الـ 61 في المئة. وإذا كانت نسبة اللبنانيين الذين لا يتجاوز مدخولهم اليومي أكثر من 3,84 دولارات تزيد عن 28 في المئة. وهناك شاب واحد عاطل عن العمل بين كل ثلاثة. فماذا تتصورون أن تكون الحال حين تستعين بعض الشركات في لبنان بثقافة: يوم التوظيف المفتوح المعتمدة عالميا؟
 
أهلا بكم في يوم التوظيف المفتوح. شركات لبنانية كثيرة بعثت برسائل هاتفية تدعو فيها الى المشاركة بذلك. “بيرغر كينغ” الذي سبق وأقفل فروعاً له في لبنان، أسوة بما فعل “هارديز”و”بيتزا هات”، قد ارسل رسالة يقول فيها: يوم توظيف مفتوح في “بيرغر كينغ” الروشة في 24 مارس (اليوم) من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الخامسة عصراً. الدعوة جذابة. والقيمون عليها يستعدون “لهجومٍ صاعق” اليوم من شباب ينتظرون على جمرٍ فرصة عمل. عزت الداعوق سبقه بذلك حيث دعا الى الإنضمام الى يوم التوظيف المفتوح لديه في الحادي والعشرين من هذا الشهر من الساعة التاسعة صباحاً حتى الخامسة بعد الظهر. فلماذا هذه الدعوة المفتوحة؟ وهل هي لمصلحة الشبان والشابات بالفعل؟ ومن لبى النداء؟
 
“غبار العمل ولا زعفران البطالة”. هو مثلٌ يعرفه كثيرون حتى من لم يتذوق منهم الزعفران في حياته. في “عزت الداعوق” إستعانوا منذ يومين بثقافة “يوم التوظيف المفتوح” لأول مرة، في تاريخ الشركة، بحسب المسؤولة عن التوظيف هناك، والنتائج أتت ممتازة مع بعض الملاحظات. فاللبنانيون، كما عادتهم، ما زالوا يأتون حتى اليوم. اللبنانيون الباحثون بالسراج والفتيلة عن فرصة عمل لم يلتزموا بيوم توظيف مفتوح فقط. وفي التفاصيل “خصصت الشركة اليوم المفتوح لوظائف شاغرة فيها وعددها 20. ولبى النداء العشرات. والتوظيف تمّ على الفور بعدما التقى القيمون على قسم الموارد البشرية (human resources) طلاب العمل ومن وُجدت فيهم المعايير المطلوبة تمّ تحويلهم مباشرة الى الأقسام المعنية فوراً لتقديم العرض من دون ان ينتظــروا طويلاً مشقة ارسال السيرة الذاتية وانتظار الرد والموافقة.
 

الشركات الصغرى
ثقافة “يوم التوظيف المفتوح” موجودة في الغرب وفي دولة الإمارات وحتى هي معتمدة من قبل الشركات الكبيرة في لبنان مثل “أ ب ث” و”آزاديا” لكنها أول مرة تعتمد من قِبل الشركات الأصغر منها . وفي الملاحظات التي تبديها الشركات الصغرى أن “الحاجة” اليوم كبيرة لكن هناك حاجة أيضاً الى أن يفهم طالبو العمل هذه الثقافة الوظائفية. في هذا الإطار أرسلت شركة “عزت الداعوق” 500 ألف رسالة أس أم أس بشكل عشوائي الى الناس في سبيل أن يعرفوا بذلك.
 
لبنانياً، 65,676 لبناني ولبنانية اصبحوا خارج تغطية الضمان الإجتماعي، بحسب “الدولية للمعلومات”، في خلال الأعوام 2019 و2020 و2021 بينهم 15 ألفا تركوا بسبب الوفاة أو العجز أو بلوغ السن القانونية. ما يعني أن من بين هؤلاء أكثر من 50 ألفاً ما زالوا في عداد من ينشدون عملاً ليتمكنوا من العيش في ظل الفاقة الهائلة.
 
ثقافة “يوم التوظيف المفتوح” هو طريقة مبتكرة في التوظيف لا تعتمد على السيَر الذاتية والتحقق من البيانات الشخصية، خصوصاً أن كثيراً من الشبان والشابات لا يملكون أصلا سيَراً ذاتية يتكلون عليها ويخشون، في أولى تجاربهم، إجراء المقابلات الشخصية. صحيح أن هناك قطاعات كثيرة كالتعليم والقطاع الحكومي والرعاية الصحية والقطاع المالي تحتاج الى التوغل أكثر في السيَر الذاتية غير أن “يوم التوظيف المفتوح” يتلاءم أكثر مع القطاعات الخدماتية التي تستهوي الشباب والتي يحتاج فيها الى توظيف شباب مثل قطاع المبيعات في الشركات. وهنا يتاح لهؤلاء تخطي روتين التوظيف. في كل حال، هناك شركات في الغرب تعتمد تلك الثقافة منذ عقود، بينها شركة “غرايستون بيكري” للمخبوزات في نيويورك أو سلسلة متاجر :هوول فودز”. تلك المتاجر تستقبل طالبي العمل من دون أن تلزمهم بتقديم سيرة ذاتية.