يتجه حزب الله لحسم معركة بعلبك-الهرمل قبل الانتخابات النيابية، اذ، وبدل ان يستغل خصوم الحزب قدرتهم على خرق لائحته في احدى اهم “معاقله الشعبية” بمقعدين خلال الانتخابات السابقة، يرى البعض أن الحزب سيفوز بالمقاعد العشرة في مقابل لا شيء لخصومه في الدائرة. وبعيدا عن واقع الحزب الشعبي والذي سيظهر بشكل دقيق جدا في الانتخابات من خلال حجم الاصوات التي سينالها مرشحوه، الا ان اللعبة الانتخابية التي مارسها الحزب في البقاع الشمالي ساهمت في انهاء اي امل لخصومه بالفوز بمقعد او اكثر.
يخوض حزب الله المعركة في بعلبك- الهرمل من اجل هزيمة القوات اللبنانية واخراجها سياسيا من الدائرة، وهو يعمل في الوقت نفسه على ضمان الفوز بالمقاعد الشيعية من دون اي خرق، لذلك يسعى الحزب الى حسم خياره حول المقعد الشيعي السادس بالتوافق مع الدولة السورية على ان يلعب حزب البعث دورا جديا في بعض القرى السنيّة في الدائرة.
يعتبر خبير انتخابي” ان ازمة القوات اللبنانية الانتخابية في بعلبك- الهرمل متشعبة، فأولا هي لا تستطيع الوصول الى الحاصل الانتخابي بقوتها الذاتية، لا بل تحتاج، وبحسب ارقام الانتخابات النيابية السابقة الى نحو ٤ الاف صوت تفضيلي في حال حافظت على قوتها التجييرية السابقة، وثانيا تعاني القوات من اشكالية في البيئة السنيّة تجاهها ، بسبب تداعيات الخلاف مع تيار المستقبل ، الامر الذي سيحرمها حتما من اصوات سنيّة وازنة في الدائرة.
ما زاد من أزمة القوات في الشارع السني هو توجه حزب الله الى تسمية مرشح سنيّ من بلدة عرسال من آل الحجيري، الامر الذي سيدخل لائحة الحزب بشكل جدي الى اكبر قرية سنيّة في البقاع الشمالي والى اكبر عشيرة سنيّة في المنطقة، كذلك فإن الحزب سيرشح شخصية سنيّة ثانية من آل الصلح من مدينة بعلبك حيث يتركز الثقل السنّي ايضا.
أزمة القوات الثالثة هي الصوت الشيعي، ففي العام ٢٠١٨ استفادت” القوات” من تحالفها مع يحيى شمص للحصول على نحو ٥ الاف صوت شيعي للائحتها لكن هذا الامر غير متوفر هذا العام، فشمص انسحب من المعركة بعد لقائه الامين العام لـ”حزب الله السيد حسن نصرالله وهناك احاديث تشير الى انه سيجير اصواته للائحة الحزب. حتى ان الشيخ صبحي الطفيلي لا يبدو انه سيدعم اي مرشح شيعي هذه المرة ما يخرج الشخصيات الشيعية الوازنة المعارضة للحزب من المعركة لتبقى القوات وحيدة وغير قادرة على استقطاب اي مرشح شيعي لديه قدرة شعبية حقيقية.
وفي الوقت الذي ستخوض فيه قوى الثورة الانتخابات النيابية بلوائح متعددة في بعلبك الهرمل اضافة الى وجود لائحة للعشائر، تمكن حزب الله من جمع وتوحيد كل حلفائه وصحح الخلل الذي حصل الانتخابات السابقة على الساحة المسيحية اذ سيكون “التيار” الى جانبه وسيرشح شخصية كاثوليكية تستقطب اصواتا من بلدات راس بعلبك والقاع، وبدوره سيرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي شخصية مارونية على لائحة حزب الله.
وفق هذه المعطيات ستكون المعركة قاسية جدا على” القوات اللبنانية”، المنافس الوحيد لحزب الله في بعلبك الهرمل، الامر الذي قد يحسم نتيجة الانتخابات في هذه الدائرة قبل ان تبدأ، الا اذا حصلت مفاجآت غير محسوبة.