قدر اللبنانيين أن يعيشوا معًا 

24 مارس 2022
قدر اللبنانيين أن يعيشوا معًا 


لمناسبة عيد بشارة مريم العذراء خصّ راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت “لبنان24″ بلفتة تمنى من خلالها لجميع اللبنانيين في الوطن الأم عمومًا وفي كندا خصوصًا أن يكونوا يدًا واحدة لمواجهة العواصف الكثيرة التي تعصف بالوطن الذي يعاني وينزف، وقال: ” لا يسعني في هذه المناسبة الدينية والوطنية إلاّ أن أتوقّف عند معانيها الروحية أولًا، والوطنية ثانيًا.  

وأضاف: “روحيًّا لهذا العيد في الكنيسة أبعاد لاهوتية عميقة. فهو بداية مسيرة الخلاص، وفيه ظهرت ألوهية الله بأقانيمه الثلاثة، ولأول مرّة، حيث جاء في انجيل القديس لوقا (1/35) الروح القدس يحلّ عليك وقدره العلي تظللك لذلك يكون المولد منك قدوسًا وابن الله العلي يدعى.  
وللعذراء مريم مكانة خاصة لدى المسلمين، فهي السيدة الوحيدة التي سميت سورة باسمها وذكرها الله باسمها في القرآن وهي سيدة نساء العالمين. 
وأضاف المطران تابت: “إنطلاقًا من هذه القيم الروحية لعيد بشارة أمنا مريم العذراء نتطلع إلى ما يعنيه هذا العيد على الصعيد الوطني، وهو العيد الوطني والديني الوحيد، الذي يحتفل فيه المسيحيون والمسلمون معًا، مع ما لرمزية هذه المشاركة من معانٍ يُفترض بنا التوقّف عندها والتمعّن بعمقها الوطني. 
أضاف: “قدر اللبنانيين أن يعيشوا معًا في بلد واحد، وتحت سماء واحدة. تجمعهم قيم إنسانية واحدة. وهم اليوم يعيشون معًا الهمّ المعيشي والإقتصادي. فالأزمة التي تعصف بالوطن تطال كل المناطق من دون إستثناء. أزمة الرغيف والدواء والمحروقات والكهرباء هي ذاتها في كسروان وبيروت وطرابلس وبعلبك والنبطية وزحلة وعاليه والشوف وعكار.  
أضاف: “أملنا أن تكون منطلقاتنا جميعًا  المصلحة الوطنية، ، وبوحي من هذا العيد المبارك، وأن تكون خياراتنا لبنانية مئة في المئة، وألا نفسح في المجال أمام الخارج ليصب الملح على جراحنا وخلافاتنا الداخلية، التي يجب أن نجد لها إطارًا للحل من ضمن رؤية مشتركة، ووفق أولويات وطنية من شأنها تعميق وحدتنا الداخلية على أسس متينة وواضحة وليس العكس. 
وتوجه المطران تابت إلى جميع اللبنانيين في كندا داعيًا إياهم إلى المزيد من رصّ الصفوف وتوحيد جهودهم لمدّ يد المساعدة إلى إخوتهم في الوطن الأم المعذّب والمثخن بالجراح. 
وختم بدعوة الجميع إلى المشاركة بكثافة في الإنتخابات النيابية المقبلة “لكي تأتي نتائجها على قدر طموحات اللبنانيين، علّها تكون بداية نهوض لبنان من كبوته وبدء مسيرة التعافي”.