البقاع الغربي… هل يخوض “حزب الله” معركة المقعد الدرزي

25 مارس 2022
البقاع الغربي… هل يخوض “حزب الله” معركة المقعد الدرزي


 
لائحتان اساسيتان تتنافسان في البقاع  الغربي وراشيا، الاولى لائحة تحالف الثامن من اذار وتضم كلا من الوزير السابق حسن مراد وحركة امل والتيار الوطني الحر ونائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي والثانية لائحة تحالف النائب محمد القرعاوي والحزب التقدمي الاشتراكي، وبإستثناء هاتين اللائحتين يصعب  على اي لائحة اخرى الاقتراب من العتبة الانتخابية في هذه الدائرة. 

 
باكرا خرجت القوات اللبنانية من الحسابات الانتخابية في البقاع الغربي، فبعد ان كان تحالفها مع الحزب الاشتراكي شبه مضمون، صدم النائب وائل ابو فاعور بالموقف الشعبي السني من اي تحالف قد يعقد مع القوات ما جعل حصول اللائحة على اصوات سنية مستبعدا، الامر الذي يهدد اصل وصولها الى الحاصل الانتخابي. ما زاد الازمة هو رفض اي شخصية سنية، وابرزهم القرعاوي، الدخول في لائحة بو فاعور في ظل وجود اي مرشح قواتي.
 
قبل التحالف بين القرعاوي وابو فاعور كانت قوى الثامن من اذار تطمح بالفوز بـ٥ مقاعد من اصل  ستة في الدائرة، لكن هذا الامر بات من الماضي، اذ ان فوز لائحة القرعاوي بمقعدين بات امرا شبه محسوم وفق ارقام الانتخابات النيابية السابقة، الامر الذي يجعل المعركة في الدائرة تتركز على اختيار المقاعد التي ترغب كل لائحة بحجزها دون غيرها. 
 
بحسب سلم الاولويات من المرجح ان تترك لائحة الثامن من اذار المقعد السني الثاني فارغا، ما يعني ان مقعد القرعاوي بات محجوزا بمجرد فوز لائحته بالحاصل الاول، وهذه الخطوة تهدف اولا الى اظهار عدم وجود اي رغبة بوراثة الحالة السنية وثانيا الى ضمان الفوز بالمقاعد المسيحية، الارثوذكسي للنائب ايلي الفرزلي والماروني للتيار الوطني الحر. 
 
لكن قليل من التمعن يظهر ثغرة كبيرة في لائحة ابو فاعور – القرعاوي قد تهدد فوز الاول بالمعركة الانتخابية، اذ ان اللائحة لم تستطع حتى اللحظة ايجاد اي مرشح شيعي يخوض الانتخابات النيابية الى جانبها، اذ ان استمرار هذا الواقع  سيفرض على اللائحة ترك المقعد الشيعي شاغرا ما يضمن فوز المرشح قبلان قبلان حكما بمجرد وصول لائحة ٨ اذار الى الحاصل الاول. 
 
فوز قبلان المضمون سيعطي هامشا كبيرا لحزب الله بتحريك اصواته التفضيلية بالدائرة، وعندها سيكون بإمكانه التصويت للمرشح الدرزي على لائحة الثامن من اذار لجعله قادرا على الفوز بالانتخابات على حساب ابو فاعور الاقوى بقدرته الذاتية شعبيا وتنظيميا لكن اذا اضيفت اصوات حزب الله الى خصم ابو فاعور سيكون هناك تهديدا جديا له . 
 
هذه الفرضية تتطلب امرين هما اتخاذ حزب الله القرار السياسي بفتح معركة كبيرة مع الحزب التقدمي الاشتراكي والمخاطرة بخسارة التيار الوطني الحر المقعد الماروني في دائرة البقاع الغربي علما ان الحزب يسعى الى تعزيز كتلة “التيار” النيابية في مختلف الدوائر..