دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي أبي المنى الى “البناء الدائم على مصالحة الجبل الوطنية، للاستمرار بكل ما يهدف الى تعزيز وحدة الكلمة والصف بين ابناء العائلات الروحية، وترسيخ العيش الواحد والمشترك في الوطن عموما والجبل على وجه الخصوص”.
كلامه جاء خلال استقباله في دارته في شانيه وفدا من المشايخ من بلدة بريح، في حضور عضو المجلس المذهبي الشيخ فادي العطار، في زيارة “احترام لسماحته وتقدير لجهوده الوحدوية على المستويين الروحي والوطني العام، وسعيه الدؤوب للتخفيف من وطأة الازمات المختلفة على لبنان وابنائه، الى الدور الجامع الذي يلعبه موقع مشيخة العقل على هذا النحو”. ووجه الوفد لسماحته دعوة لزيارة بلدة بريح ولقاء اهلها.
ورحب أبي المنى بوفد المشايخ، مثنيا على “جهودهم ودورهم الفاعل في العمل على جمع الكلمة ووحدة الصف، والتضحية في سبيل تعزيز العيش الواحد خصوصا في بلدة بريح الشوف إحدى بلدات جبل العيش المشترك والنموذج المتقدم على عودة الجبل الى القاعدة المضيئة التي انطلق منها، وايمان ابنائه الدائم بالتلاقي”.
عيد البشارة
وبمناسبة عيد البشارة، تمنى أبي المنى “ان يكون مباركا على الجميع والوطن الحبيب الذي بات يشكو بمرارة من الانهيار والانقسام، وحافزا للتلاقي لا للتنافر، وللتعاضد والتكاتف من أجل مصلحة لبنان وبلسمة جراح شعبه والنهوض من كبوته والانطلاق بأمل ومحبة نحو المستقبل المشرق الذي طال انتظاره”.
وقال: “في الخامس والعشرين من شهر آذار، يجمع عيد البشارة سنويا المسيحيين والمسلمين معا حول صاحبة الذكرى السيدة مريم رغم الاختلافات العقائدية، استنادا كمسلمين الى القرآن الكريم بمقتضى الآية: “إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين” (آل عمران، 42). فليكن هذا اليوم نموذجا لما يجب أن تكون عليه كل أيامنا ومناسباتنا وأعيادنا، إذ نحن بأمس الحاجة إلى التلاقي والارتقاء بانتمائنا الديني إلى الجامع الإنساني والروحي بيننا، وعلى الأخص في لبنان، وحيث يكون التنوع قائما فيتحول بفعل الأخوة الإنسانية إلى وحدة حقيقة ومصدر غنى وعافية، وليس العكس”.
تعزية
وكان أبي المنى قد زار مدينة عاليه على رأس وفد كبير من المشايخ واعضاء في المجلس المذهبي، بعد الإعلان عن وفاة الشيخ أبو سليمان رياض الغصيني، حيث تقبل التعازي الى جانب عائلة الراحل قبل موعد التشييع.
وقال الشيخ ابي المنى: “تودع مدينة عاليه والجبل المرحوم الشيخ ابو سليمان رياض الغصيني أحد الوجوه الروحية من النخبة المشهود لهم بالتقوى والكرم والحضور الاجتماعي والديني الرفيع. لقد حظينا بزيارته في منزله قبل ايام من رحيله، فتباركنا بمحبته الغامرة ودعائه الصادق وابتسامته الطيبة، وحسن ضيافة أبنائه الأكارم وعائلته وإخوانه، وهو من كان الأب الفاضل، والأخ المعطاء، والعصامي المجاهد، والعلم النقي السخي المعروف بتقواه واندفاعه وغيرته وجميل معاملته وتواضعه”.
وتابع: “لمسيرة الشيخ الجليل الممتدة من بعقلين إلى عاليه، ولسيرته العطرة الممتدة على مدى تسعة عقود شهادات تتالت من أعيان البلاد وشيوخ المجتمع التوحيدي من داخل البلاد وخارجها، ولروحه الطاهرة سيل من الرحمات هطلت من لدن الله سبحانه وتعالى على ألسنة عارفيه ومحبيه، ولأهله وأبنائه وإخوانه مشاعر العزاء وخالص الدعاء لهم بطيب البقاء والثبات على نهجه السليم، وفي ذلك عظيم الأجر ووافر الثواب”.