في استطلاع المؤشرات المعمّقة للمعركة الانتخابية الممتدّة على مساحة دوائر جبل لبنان، يتظهّر أن التنافس الانتخابي يدور حول مجموعة مقاعد يمكن أن تشكّل نتيجة دسمة في أهميّتها لجهة قلب المعادلة الانتخابية كلياً وتحقيق الفوز لمصلحة محور معين أو فريق سياسي على الآخر.
وثمة 7 مقاعد مارونية هي محل تنافس بين القوى السياسية الرئيسية في دوائر جبل لبنان الأولى والثانية والثالثة والرابعة؛ في وقت تبدو نسبة من المقاعد محسومة النتائج على امتداد هذه الدوائر.
وانطلاقاً من دائرة “جبل لبنان الأولى” (كسروان – جبيل)، فإنّ معطيات مصادر مواكبة عن كثب لطبيعة التنافس الانتخابي ومعنية بدراسة الحواصل، تشير عبر “لبنان الكبير” إلى أنّ المعركة تدور بشكل أساس حول مقعدين مارونيين في كسروان، باعتبار أن مقاعد جبيل الثلاثة شبه محسومة لمصلحة النائب سيمون أبي رميا والمرشح رائد برو عن لائحة تحالف “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحرّ” والنائب زياد الحواط عن لائحة “القوات اللبنانية”.
وثمة 3 مقاعد شبه محسومة على صعيد كسروان، بحيث الحاصل الانتخابي مضمون للنائب نعمة افرام الذي حلّ أولاً في أكثر من استطلاع رأي.
وتشير الاحصاءات الى ضمان كلّ من “القوات” و”التيار الحر” حاصلاً واحداً في القضاء. وتبقى المنافسة محصورة بحاصلين تتنافس اللوائح للفوز بهما، في ظلّ تراجع التيار الذي ضمنت لائحته 4 حواصل بمفردها على صعيد الدائرة في الانتخابات الماضية، منها 3 حواصل في كسروان، مع الاشارة إلى أن التحالفات تغيّرت بخروج افرام من لائحة التيار.
وفي الانتقال الى دائرة “جبل لبنان الثانية” (المتن الشمالي)، تستقرئ ماكينة لائحة بارزة وأساسية في الدائرة عبر “لبنان الكبير” أن المعركة الانتخابية ستدور حول حاصلين اثنين، وفق الاستطلاعات، باعتبار أن لائحة “الكتائب” تضمن حاصلين، ولائحة “القوات” تضمن حاصلاً، ولائحة “التيار الحرّ” تضمن حاصلين (حاصل وكسر كبير)، ولائحة تحالف “الطاشناق” – المرّ – “القومي” تضمن حاصلاً على الأقل.
وفي وقت ترشح أكثر من لائحة أساسية مفتاحاً انتخابياً عن المقعد الأرثوذكسي والمقعد الكاثوليكي (ملحم الرياشي عن “القوات” والياس بو صعب عن “التيار الحر”)، تبدو المعركة محصورة بمقعدين مارونيين ستضطلع لعبة الكسر الانتخابي الأكبر بدور في ترجيحهما. وتضع اللوائح السيادية تركيزها على الفوز بالمقعدين المارونيين الاضافيين اللذين ستدور المنافسة حولهما، علماً أنّ المجموعات المحسوبة على قوى المجتمع المدني تبدو متجهة نحو خوض الانتخابات من خلال أكثر من لائحة، بحيث تلفت المعلومات الى أن الاتجاه ينحو باتجاه تشكيل لائحتين حتى الساعة.
وإلى دائرة “جبل لبنان الثالثة” (بعبدا)، حيث تؤشر الاستطلاعات الى معركة محصورة بمقعد واحد من أصل 6 مقاعد.
وفي وقت يبدو الخرق على صعيد المقعدين الشيعيين غير ممكن بشكل شبه محسوم، فإن مقاعد النواب بيار بو عاصي وآلان عون وهادي أبو الحسن تبدو شبه مضمونة؛ في وقت ستتنافس اللوائح في كليتها على نيل المقعد الماروني الثالث الذي كان يشغله النائب حكمت ديب، علماً أن ثمة لوائح اضافية تسعى إلى تحقيق خرق انتخابي إضافة الى حواصل اللائحتين اللتين تتّخذان طابع 14 و8 آذار.
ووصولاً الى دائرة “جبل لبنان الرابعة”، يؤكد مصدر سياسي مرشح مطلع على الدراسات الحسابية التي أجريت بطلب من أحد الأحزاب الرئيسية في الشوف وعاليه عبر “لبنان الكبير”، أن مقاعد عاليه الخمسة محسومة لناحية ضمان الحزب “التقدمي الاشتراكي” حاصلين، وضمان “القوات” حاصلاً واحداً، وضمان “التيار الحر” حاصلاً واحداً، وسهولة فوز طلال ارسلان بالحاصل في غياب المنافس على اللائحة الأساسية المقابلة.
لكن المعطيات تشير الى أن المعركة ستكون في الشوف على نيل المقعد الماروني الثاني والمقعد الماروني الثالث باعتبار أن التيار يخوض معركته الانتخابية انطلاقاً من تجيير أصواته التفضيلية لمصلحة المرشح الكاثوليكي، في حين أنّ المقعد الماروني الأول مضمون لجهة خوض “القوات” المعركة في الشوف من خلاله كمفتاح انتخابي.
كما سيصب “الاشتراكي” أصواته لمصلحة المقعدين الدرزيين في الشوف لضمان فوز كلّ من مرشحيه.
وفي المحصلة المعتمدة على جمع الحواصل الانتخابية غير المحسومة على صعيد الدوائر الأربع، يتظهر أنها تشكّل 7 مقاعد مارونية، سيكون لها دور طليعي في ترجيح كفّة المحور الذي سيفوز بالعدد الأكبر من المقاعد النيابية في الاستحقاق الانتخابي، باعتبار أن المعركة سترتبط عموماً على صعيد الدوائر الانتخابية كافة بعدد قليل من المقاعد التي ستحسم الأكثرية النيابية لمصلحة فوز محور على آخر.