لم يمرّ هذا الأسبوع بهدوء وسلام على الكثير من العائلات اللّبنانيّة، بسبب رحيل أحد أبنائها عنها بطريقة “بشعة”، وأقلّ ما يُقال عنها “صادمة”.
يمكن بكلّ بساطة، ملاحظة ارتفاع نسبة أخبار “العثور على جثّة” في مناطق لبنانيّة مختلفة. ففي أسبوع واحد فقط، سُجّلت في لبنان نحو 10 حوادث تمثّلت بالعثور على جثث في عدّة مناطق، ومن الملاحَظ أنّ الضّحايا بأغلبيّتهم من أعمار شابّة!
في أسبوع واحد!
في حارة صيدا، تمّ العثور على جثّة المواطن “ح. خ” داخل الكاراج الذّي يملكه.
في نحلة – بعلبك، عُثر على جثّة السّوري “م. ب.” (43 عامًا)، مصابًا بعدّة طعنات من آلة حادّة داخل شقّة يسكنها.
بالانتقال إلى برج البراجنة، وُجد المدعو “م. س” (مواليد 1958) مقتولًا داخل شقّته، وقد رجّحت المعلومات أنّه أقدم على الانتحار، إذ كان يعاني من حالة نفسيّة واكتئاب منذ فترة، وفق المعلومات.في صور، تمّ العثور على جثّة شاب عشريني في ميناء المدينة، من دون معلومات إضافيّة.
وفي نهر الكلب، عُثر على جثّة عسكري في العشرينيّات من العمر، مصابًا بطلق ناري في الرّأس، ورُجّح أنّها عمليّة انتحار.
أمّا الحدث الصّادم، فتمثّل بالعثور على جثث أمّ وبناتها الثّلاث، في بلدة أنصار الجنوبيّة، بعد فقدانهنّ قبل 25 يومًا.عند وقوع كلّ حادثة، تحضر القوى الأمنيّة إلى المكان وتفتح تحقيقًا، كما يعاين الطّبيب الشّرعي الجثّة، والتّحقيق يطول!فرضيّات توضع
فرضيّات كثيرة توضع عقب كلّ حادثة، بانتظار التّحقيقات، في الوقت الّذي يكون به أهالي الضحيّة في حالة يُرثى لها. حائرون، ضائعون، مصدومون!
الفرضيّة الأولى: إقدام الشّخص على الانتحار، وتتعزّز هذه الفرضيّة إذا كان الرّاحل قد ترك رسالة وداع لأهله، أو إذا كانت منشوراته على مواقع التّواصل الاجتماعي تعكس حالةً من اليأس والحزن والإحباط. وتعود الأسباب هنا، على الأرجح، إلى الوضع الاقتصادي في البلاد، فليس من السّهل على الشّباب تأمين مستقبلهم بسهولة. وتُضاف إليه، المشاكل الخاصّة الّتي ممكن أن يمرّ بها كلّ شخص. علمًا أنّ الانتحار غير مُبرّر مهما كانت الأسباب!
الفرضيّة الثّانية: تعرُّض الضحيّة لعمليّة قتل، لدوافع خاصّة أو بسبب مشاكل كان يواجهها مع أحدهم.
الفرضيّة الثّالثة: مقتل الضحيّة خلال تعرّضه لعمليّة سرقة، سواء من قِبل أشخاص قريبين منه أو يعرفهم، أو ربّما من قِبل مجهولين. وليس خافيًا على أحد ارتفاع نسب عمليّات السّرقة في لبنان منذ العام الماضي، مع ارتفاع معدّلات الفقر والعوز ومنسوب الجريمة.
كلّ ذلك يبقى ضمن الفرضيّات الّتي يضعها أهل الضحيّة، الّذين ينزل الخبر عليهم كالصّاعقة. فما حصل هذا الأسبوع ليس طبيعيًّا، أيًّا كان السّبب! فمهما كانت الطّريقة، انتحار أو قتل، النّتيجة واحدة، وهي خسارة العائلة لأحد أفرادها بأبشع طريقة، وترك أمّ مفجوعة ووالد منهار، وأشقّاء مصدومين.ما يمرّ به لبنان من أوضاع اقتصاديّة واجتماعيّة صعبة، يتطلّب إعلان حالة طوارئ اجتماعيّة- أمنيّة والأهم تطبيقها، مع محاسبة كلّ قاتل وكشف تفاصيل كلّ جريمة، لأنّ الشّعب اللّبناني حتمًا “تعب من الزّعل”.