فصول من خلافات اللحظات الأخيرة… بين “التيار” وحلفائه

29 مارس 2022آخر تحديث :
فصول من خلافات اللحظات الأخيرة… بين “التيار” وحلفائه


كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: لم يهضم رئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل مشهد انضمام الحزب السوري القومي الاجتماعي، بجناحه الرسمي إلى تحالف الطاشناق – المرّ في دائرة المتن الشمالي، ولم يكترث في المقابل إلى انفصاله عن الحزب الأرمني بعد أكثر من عقد من التفاهم السياسي والانتخابي. في لعبة الأصوات التفضيلية التي تطغى على العملية الانتخابية، ما يشغل باله في هذه الأيام، هو كيف يؤمن الفوز للنائب ادي معلوف، ولذا حاول تجيير أصوات كل الحلفاء لمصلحة هذا السيناريو. ولمّا قرر الحزب القومي تأمين مصلحته الانتخابية في دائرة المتن وقع الخلاف، مع العلم أنّ بعض المتابعين يؤكدون أنّ هذا الخيار جاء بتزكية من القيادة السورية.

اذ أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» رفع من وتيرة ضغوطاته تجاه «حزب الله» والحزب القومي، مع العلم أنّ العارفين يؤكدون أنّ أصوات القوميين في المتن ستتوزع بحكم الأمر الواقع بين مرشحهم الرسمي انطوان خليل، وبين ادي معلوف والياس بو صعب. اذ تشير المعلومات إلى أنّ باسيل «فرمل» مشاوراته مع الحزب القومي خصوصاً في دائرة عكار وفي دائرة بشري- زغرتا- الكورة- البترون.
باسيل يقود الانتخابات على قاعدة تعويض الخسائر التي لحقت به جرّاء تراجع تياره وانحسار نفوذه الشعبي، وهو لذلك يضغط على حلفائه، وتحديداً «حزب الله»، لـ»قشّ» كل ما يمكن تحصيله من بلوكات أو مقاعد «فلتانة»، فيما «الحزب» يحاول الموازنة بين حلفائه، مع ترك الأرجحية «للتيار الوطني الحر» لتحسين وضعيته الانتخابية.
كذلك فإنّ حرص «حزب الله» على الموازنة بين حلفائه، هو الذي لم يدفع به إلى فرض خياراته على الحزب القومي من باب تجيير أصواته المتنية لمصلحة ادي معلوف، وفق ما يبتغيه باسيل الذي يضغط على «الحزب» تحت عنوان أنه يخوض مواجهة ضدّ «القوات» ولا بدّ من تكريس كل جهود قوى الثامن من آذار وتوظيفها في هذه المعركة لمصلحة العونيين… وهذا ما يزيد من حالة التشنّج في مفاوضات الأيام الأخيرة قبل اقفال باب تسجيل اللوائح في الرابع من نيسان المقبل.ويتردد أنّه بحجة انزعاجه من قرار الحزب القومي في المتن، سيرفع من منسوب مطالبه في دوائر أخرى، كأن يطالب مثلاً بالمقعد العلوي في عكار، أو أن يضغط على «حزب الله» لضمّ وليم طوق إلى تحالفه الشمالي في بشري، مع العلم أنّ هذا الأمر ليس بيد الحزب، أو أن يمنع أي صوت شيعي ولو «حركيّ» عن فريد الخازن…وكتبت رلى ابراهيم في” الاخبار”: فرط التحالف الانتخابي بين التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي ــــ قيادة الروشة. الخلاف في الحسابات الذي استجدّ عند الوصول الى دائرة المتن الشمالي، أجهض الاتفاق على باقي الدوائر، فكانت النتيجة تعليق المفاوضات. دخل حزب الله على خطّ تقريب وجهات النظر لسدّ إحدى الثغرات التي بإمكان خصوم هذا الفريق التسلل منها لتسجيل ربح انتخابي سهل.المفاوضات بين التيار الوطني الحر والحزب القومي ــــ قيادة الروشة بدأت منذ أكثر من شهر، وتخللتها جلسات عديدة بين الطرفين تضمّنت عرضاً انتخابياً شاملاً من الشمال الى الجنوب. عملياً، هناك 3 مرشحين للحزب القومي في كل من الشمال الأولى (شكيب عبود على المقعد الأرثوذكسي) والشمال الثانية (وليد العازار على المقعد الأرثوذكسي في الكورة) والمتن الشمالي (أنطون خليل عن المقعد الماروني). الخلاف بين التيار والقومي برز حول ترشيح خليل في المتن الشمالي. أولاً، لأن حظوظه بالفوز معدومة نتيجة مقاطعة جزء من القوميين له وخصوصاً في بلدات عينطورة وضهور الشوير وجوارهما، وبالتالي هناك من يرى أن تسميته غير موفقة ومضرّة بجسم الحزب، وخصوصاً أنه كان مقرباً من رئيس الحزب السابق أسعد حردان وأن ترشيحه لن يظهر حجم الأصوات القومية بل سيبدّدها. وثانياً، لأن ترشحه على لائحة ميشال الياس المر أثار حفيظة التيار الوطني الحر، إذ يرى رئيس التيار جبران باسيل أن التحالف مع القومي إما أن يكون في كل الدوائر بما فيها المتن الشمالي، وإما لا يكون. من هنا، بدأ التفاوض يفقد حرارته بين الطرفين اللذين كانا قد تبادلا التحفظات حول مجموعة تراكمات سياسية جرى التطرق الى جزء منها خلال الجلسات.اليوم، لا يزال هذا الفراغ طاغياً على مصير التحالف بين التيار والحزب القومي، رغم مصلحة الطرفين فيه. ولأن الجمود بات بحاجة إلى مخرج ما، بدأ حزب الله مسعاه لمعالجة الخلافات. فافتراق الحزبين في عكار والكورة والمتن سيجيّر الربح لحزب القوات من جهة، وستكون حظوظ بعض المرشحين معدومة، إضافةً الى ثقل الخسارة على الاثنين معاً.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.