في بيروت.. لصّ يسرق “ثروة” وما فعله داخل المطبخ لا يخطر في البال!

29 مارس 2022
في بيروت.. لصّ يسرق “ثروة” وما فعله داخل المطبخ لا يخطر في البال!

كتب المحرر القضائي: 

يقيم المدّعي ميشال.ق في محلة المدوّر- الأشرفية في الطابق الأول من بناية تيان، وبسبب إنفجار مرفأ بيروت وتضرّر منزله، إنتقل للعيش في الطابق الأرضي من المبنى نفسه.
وفي ليل ١١/٢/٢٠٢١، تفقّد المدّعي منزله ثم عاد الى منزل ذوي زوجته في الطابق الأرضي، وقرابة الساعة الثالثة فجراً سمع صوت إرتطام شخصٍ بالأرض، وعند الساعة الثامنة من صباح اليوم المذكور، قصد منزله فشاهد بعثرةً في داخله وتفقد الغرف ليجد باب الشرفة مفتوحاً، فعلم أن مجهولاً أقدم على دخول المنزل والسرقة من داخله، فإتصل بالقوى الأمنية حيث تولّت فصيلة النهر التحقيق بالموضوع.
وتبيّن أن السارق أقدم على أخذ مسدس حربي من نوع باريتا ومبلغ ٣١٥٠ دولاراً أميركياً و٢٨٠٠ يورو ومصاغ ذهبي لزوجته بقيمة ٧٠٠٠ دولار أميركي ومحبس بقيمة ٤٥٠ دولار وخاتم ألماس وحلق وسلاسل وقطع أخرى لأولاده، وساعة من الذهب ومسابح بقيمة ١٥٠٠ دولار، وبلاك ذهبي وسلسال ذهب من والدته وجهاز(I pad) وبعض الأغراض الخاصة، لافتاً الى أن هناك سقالة حديد لمبنى مجاور قيد الترميم، مرجحاً أن السارق دخل عبرها الى الشرفة.
ولدى مقارنة مكتب الحوادث المركزي البصمات المرفوعة من مكان السرقة مع تلك الموجودة لديه، تطابقت مع بصمات المتّهم خضر.ك ( مكتوم القيد).
وقد جرى توقيف خضر الذي أفاد أنه يقوم بسرقة المنازل عبر التسلّق والدخول من النوافذ والأبواب، وأنه بتاريخ ١٢/٢/٢٠٢١ قصد منطقة الكرنتينا الساعة الخامسة صباحاً بهدف السرقة فشاهد منزلاً قيد الترميم تتدلى من جدرانه سقالات حديد وبالقرب منه شرفة لطابق أول، فقام بالتسلّق عبر إحدى السقالات الى الشرفة حيث قام بكسر الباب الخارجي المصنوع من الألومينيوم عبر قصّه بقطعة حديد أخذها من الورشة ثم رماها بعد فتح الباب ودخل الى الشقة المذكورة، فقام بتفتيش الأغراض وبعدها قصد المطبخ حيث أكل cake، وشرب عصيرا، مضيفاً أنه بحث عن الأغراض الثمينة، فأخذ مسدساً حربياً أبيض اللون كان موضوعاً في حقيبة داخل خزانة، ومبلغاً من المال بالدولار واليورو لم يعرف قيمته بالتحديد وقد صرفه بشراء المخدرات، كما سرق ثلاث مسابح، موضحاً أنه باع المسدس الى الظنّين إبراهيم.خ المقيم في محلة أرض جلّول، مؤكداً أنه لم يجد ذهباً داخل المنزل.
وإتصل القائم بالتحقيق بالظنّين إبراهيم.خ الذي إعترف بشرائه المسدس من المتّهم خضر لقاء مبلغ مليوني ليرة لبنانية، لافتاً أنه باعه الى شخص لم يذكر إسمه، رافضاً الحضور الى مركز مفرزة بيروت القضائية بحجة مرض في الشرايين يعاني منه.
وأمام قاضي التحقيق، تخلّف إبراهيم عن المثول فيما إعترف المتّهم خضر بما هو منسوب اليه.
وفي الجلسة العلنية أمام المحكمة، إعترف خضر بسرقة المسدس والمسابح والمال، نافياً سرقته لأي مصاغ ذهبي، مضيفاً أنه باع المسابح وإشترى بثمنها مخدرات، أما المسدس فباعه الى إبراهيم لقاء مبلغ مليوني ليرة.
وبإستجواب إبراهيم، أفاد أنه لم يكن يعلم بأن المسدس مسروق، وأنه شاهد المتّهم في مقهى يملكه شقيقه، فعرض عليه شراء المسدس طالباً في البداية ٣ ملايين ليرة، فساومه على مليونين فقط، وكان حينها سعر صرف الدولار حوالي سبعة الآف ليرة، أي أن سعره بلغ في حينه ١٥٠ دولاراً أميركياً، وأنه لا يعرف كثيراً بالمسدسات مشككاً بأن يكون المسدس الذي إشتراه مقلّداً، مبدياً إستعداده لإعادة المسدس للمدّعي.
كما أفاد المتّهم أن إبراهيم لم يكن يرغب بشراء المسدس وقد تركه معه، على أن يعطيه المال لاحقاً إلا أنه لم يذهب اليه.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي سامي صدقي حكمت بالإجماع بتجريم المتّهم خضر.ك بالجناية المنصوص عنها في المادة ٦٤٠/٦٣٩ من قانون العقوبات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة به، ومنحه الأسباب التقديرية المخفّفة، وتخفيض العقوبة المقضي بها والصادرة بحقه الى خمس سنوات، على أن تُحتسب له مدة توقيفه الإحتياطي، والسنة السجنية تسعة أشهر.
وأدانت الهيئة الظنّين إبراهيم.خ بالجنحة المنصوص عنها في المادة ٢٢١ من قانون العقوبات، وحبسه سنداً لها مدة سنة واحدة وتغريمه مبلغ مليوني ليرة لبنانية، على أن تُحتسب له مدة توقيفه الإحتياطي والسنة السجنية تسعة أشهر.
وقضى الحكم بإلزام خضر وإبراهيم بأن يدفعا، بالتكافل والتضامن في ما بينهما، مبلغاً وقدره ٣٠٠ مليون ليرة لبنانية للجهة المدّعية كتعويض عن العطل والضرر اللاحق بها.