كتب الان سركيس في” نداء الوطن”: بعكس ما ظنّ الجميع، فان رجل الاعمال بهاء الحريري مستمرّ بلعب دوره في الحياة السياسية اللبنانية وإن بشكل مختلف عما كان سائداً في السابق، منطلقاً من دعوة اللبنانيين إلى التصويت بكثافة في الإنتخابات النيابية.
حمل احتفال “الفورم دي بيروت” لحركة “سوا للبنان” مناسبة دلائل عدّة، الإشارة الأولى هي أن «النزلة» على الأرض إنطلقت وحان الموعد الرسمي للعمل للإنتخابات وليس فقط بالعناوين العامة.أما الإشارة الثانية، فهي لجم كل الشائعات التي أكّدت أن بهاء الحريري إنسحب من الحياة السياسية، فأرادها مناسبة جديدة يطلّ عبرها ليؤكّد عزمه على المضي قدماً في السياسة وأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء بل إن مشروعه طويل الأمد.
أما في العناوين السياسية والوطنية، فالإحتفال حمل عناوين عدة أولها دعم إنتفاضة الشعب اللبناني التي تفجّرت في 17 تشرين، والتأكيد أن الشعب ليس متروكاً لقدره وهناك من يستطيع حضّه على الإستمرار بالمطالبة بحقوقه. ووطنياً أيضاً، فان معركة إسقاط المنظومة تبنتها حركة “سوا للبنان” وحكماً بهاء الحريري، لذلك فان عناوين المعركة واضحة وهي محاربة مافيا المال والسلاح، من هنا فان الإنتخابات تشكّل فرصة لتحقيق هذه الأهداف، لذلك فان دعم “سوا” للمرشحين سيكون على امتداد المناطق والطوائف ولن يقتصر الأمر فقط على الساحة السنية.
بالطبع ان بهاء الحريري لا ينكر التاريخ، ولذلك فان ما أسسه والده سيكمل العمل به من ناحية دخول السياسة من باب الوطنية وليس الطائفية، لكنّه لا يريد بالمقابل أن تكون حركة «سوا للبنان» نسخة جديدة من تيار “المستقبل”، فهو يعمل بعيداً عن منطق الوراثة للزعامة، بل إن هدفه هو تحقيق خرق ما في جدار السلطة.