بيروت الثانية… المعركة على نسبة التصويت السنيّة

1 أبريل 2022
بيروت الثانية… المعركة على نسبة التصويت السنيّة


اعلن النائب فؤاد مخزومي لائحته امس في بيروت في ظل احاديث عن ارباك يعاني منه الرجل بسبب تكاثر منافسيه على الصوت السني وهذا ما يدفعه الى رفع سقف خطابه السياسي ضد “حزب الله” في محاولة لشد العصب الشعبي في العاصمة. 

حتى اليوم لا يزال مخزومي بحاجة الى اعادة بحث واقع ادارته للمعركة الانتخابية، اذ ان الرجل يطمح لتشكيل كتلة نيابية صغيرة تنقله من مستوى النائب الى مستوى الزعيم السياسي، و هذه الكتلة التي يجب ان تكون بيروتية بإمتياز، الا ان الامر سيكون بعيد المنال اذا لم يسع المخزومي الى تجنب افخاخ خصومه داخل الطائفة السنيّة. لا تشكل خسارة مخزومي لاصوات الشيعة بعد اصطفافه الكامل ضد حزب الله خسارة تقلب الموازين الانتخابية، لكن المشكلة الحقيقية والتي يجب عليه حلها بسرعة هو قطع الطريق عليه من قبل “تيار المستقبل” ما يعرقل اي محاولة مخزومية لوراثة قاعدته من خلال الهجوم العنيف الذي يطاله من قبل قياديي وكوادر وبيئة التيار الازرق.

وما زاد الطين بلة هو الدعم العلني لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لاحدى اللوائح البيروتية التي باتت اقدر من مخزومي على استمالة قاعدة المستقبل الشعبية، اذ استطاع السنيورة ان يشكل سدا منيعا امام اي تقدم شعبي  من قبل مخزومي وهذا ما كرسته ايضا لائحة نبيل بدر الذي بات تيار المستقبل يوحي بأنه احد ابرز داعميها. بات المخزومي عاجزا بالكامل عن الخرق في القواعد الشعبية لخصومه خصوصا في ظل ما يوحي به من تقارب سياسي مع حزب القوات اللبنانية. في موازاة ذلك، وبعيدا عن لائحة المخزومي، يخوض تيار المستقبل معركة اقصاء الرئيس السنيورة عن الواقع السياسي، اذ اشعل المستقبل الضوء البرتقالي للائحة نبيل بدر لتكون الوريث شبه الرسمي والمؤقت للتيار في بيروت الثانية كما فعل مع لائحتي وليد البعريني ومحمد القرعاوي. اعطت الليونة المستقبلية مع لائحة بدر امكانية جدية للائحة بالوصول الى الحاصل الانتخابي. 

كذلك تعمل لائحة الثامن اذار بشكل جدي على تحقيق نتائج كبرى في الدائرة خصوصا في ظل انكفاء تيار المستقبل، ما يجعلها تطمح الى الفوز بأربعة مقاعد وربما اكثر من دون احتساب مقاعد لائحة جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية التي تأمل الفوز بمقعدين. احدى العوامل الاساسية التي ستحدد نتائج الانتخابات النيابية في دائرة بيروت الثانية هي نسبة التصويت السنية، فكلما ارتفعت هذه النسبة انخفضت قدرة خصوم تيار المستقبل التقليديين ، وهذا ما لا يمكن حسمه قبل يوم الانتخابات.