قد يكون حزب الطاشناق، الحزب الأبرز وربما الوحيد الذي يخرج من الانتخابات النيابية مع كل استحقاق من دون خلافات مع أي مكون سياسي، علما أنه اللاعب الأقوى والقوة الاكثر تمثيلاً على الصعيد الأرمني في الدوائر الانتخابية.
تتغير تحالفات القوى السياسية وفقا للقانون الانتخابي الذي من شأنه ان يفرض معادلات أو قواعد جديدة في الدوائر. ولذلك فإن الطاشناق أسوة بكل الأحزاب والشخصيات السياسية تعمل ماكينته الانتخابية بوتيرة سريعة من أجل تحقيق النتائج المرجوة من استحقاق 15 ايار المقبل، فكوادره ومناصروه في لبنان والخارج يغلب عليهم الطابع التنظيمي، وبالتالي فإن الترجيحات كلها تصب في خانة عدم تراجع نسبة الاقتراع عند الطاشناقيين نظراً لاقتناعهم بنهج حزبهم وما يقدمه لهم من خلال المساعدات الانسانية والخدماتية والصحية والتربوية عبر جمعية صليب إغاثة الأرمن، وجمعية الكشاف الأرمني والنوادي الرياضية والثقافية، رغم ضعف إمكانياته المادية مقارنة بالاحزاب السياسية في لبنان.
يوم غد سوف يعلن حزب الطاشناق أسماء مرشيحه للانتخابات النيابية في دوائر: المتن الشمالي. بيروت الأولى. البقاع الأولى. وفيما بات معلوما أن الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان هو مرشح الطاشناق في المتن الشمالي ضمن لائحة “معا اقوى” التي تضم أيضاً ميشال الياس المر، انطوان خليل، رندا عبود، العميد مارون ابو ديوان، ليا ابو شعيا، مارون رزق الله وجوي الجمال، فإن معلومات “لبنان 24 “تشير الى ان قيادة الطاشناق سوف تعيد ترشيح النائبين هاكوب ترزيان(ارمن ارثوذكس)، ألكسندر ابراهيم ماطوسيان(أرمن كاثوليك) في دائرة بيروت الأولى، ووزير الصناعة جورج بوشكيان في دائرة زحلة. وسوف يعلن بقرادونيان في المؤتمر الصحافي يوم الاحد تحالفاته: في بيروت الاولى مع التيار الوطني الحر وشخصيات مستقلة، وفي دائرة البقاع الاولى مع حزب اللة والتيار الوطني الحر، فضلا عن التحالف مع المر والقومي في المتن الشمالي، علما ان علاقة الطاشناق- المر علاقة دائمة ومستمرة على المستوى السياسي والوطني بمعزل عن التحالفات التي تفرضها مصالح الفرقاء كافة في الاستحقاقات الدستورية.
يطمح حزب الطاشناق الى ايصال 4 نواب الى البرلمان. فالمقترعون من حزب الطاشناق يبلغ عددهم في المتن الشمالي 6500، في حين يبلغ عدد الناخبين الأرمن في هذه الدائرة 25330 ناخباً من الأرمن الأرثوذكس، و6343 من الأرمن الكاثوليك. وفي بيروت الاولى 6500، علما ان عدد الناخبين الارمن في بيروت الاولى هو 45239 ناخبا. وفي زحلة 2000 مع الاشارة الى ان مراكز الدراسات تقدر عدد الناخبين الارمن في زحلة بنحو 10463 قد يقترع منهم 5000 أرمني كحد أقصى، وبالتالي فإن الطاشناق مطمئن الى وصول مرشحيه في المتن وبيروت الأولى، ويجهد لايصال مرشحه في زحلة التي لا يملك فيها حاصلا انتخابياً.
على عكس الاحزاب السياسية، حاولت مجموعات من الحراك المدني التواصل مع الطاشناق بهدف التحالف انتخابيا، الا ان هذه الاجتماعات رغم اهميتها على مستوى الطروحات والافكار التغييرية، وفق مصادر المجتمعين، لم تتكلل بالتحالف، ومرد ذلك ان الدراسات التي اجريت اثبتت ضرورة عدم التحالف وعدم المغامرة لضمان الوصول الى البرلمان التي تحت قبته يصنع التغيير. فالطاشناق وانطلاقا من ثوابته السياسية، يرى ان التغيير يبدأ من قلب المؤسسات وبالتالي لا بد من الوصول الى المجلس النيابي لإسماع الصوت وتحقيقق تمثيل حقيقي للارمن بشكل عام في الادارات العامة، فهذا البلد تركيبته طائفية محض، الامر الذي يستوجب درس الخطوات كلها بدقة لتصحيح ما يمكن تصحيحه خاصة وان حق الطائفة الأرمنية تم الاعتراف به في اتفاق الطائف كإحدى الطوائف السبع الأساسية في لبنان.
قبل 15 ايار كما بعده بالنسبة لعلاقة الطاشناق بقاعدته الشعبية، فمسؤولو الطاشناق بين الناس على الدوام ومقر الحزب مفتوح للجميع. هذا الامر لا يختلف بالنسبة لعلاقته بالاحزاب والقوى السياسية في الداخل والخارج. فالتعاون بين الطاشناق مع التيار الوطني الحر مستمر ضمن تكتل لبنان القوي ، رغم التمايزات والتباينات في بعض الملفات والتي تحمل أكثر مما تحتمل. اما في ما خص تطلع الطاشناق الى العلاقة اللبنانية الرسمية مع الدول العربية والخليجية والاوروبية، فتؤكد مصادره، أن لبنان في وضع حرج ومأسوي والامر يتطلب اعادة نظر بالمواقف واعتماد سياسة خارجية تخدم مصلحة لبنان ومصلحة اللبنانيين في ظل الوضع الكارثي على المستويات الصحية والمعيشية. –