في غرفة أحد فنادق محلة سن الفيل، عُثر على المدعو ضياء.ظ جثة هامدة، وبالكشف المجرى على الغرفة تم العثور على كيس نايلون شفاف يحتوي على بودرة بيضاء زنتها ١١ غراماً قائماً وهاتفين خليويين بداخلهما شرائح، ومفتاح عائد لسيارة من نوع كيا، وحقيبة سوداء فارغة ومشروبات كحولية وأغراض خاصة.
وأجرى الطبيب الشرعي كشفاً على الجثة ووضع تقريراً أفاد فيه أن لا أثر لأي إعتداء جسدي أو عنف على الجثة أو لحراك داخل الغرفة.
وقد تم أخذ عيّنات دم من الجثة ومن البودرة البيضاء لتحليلها، وتبيّن بنتيجة التحليل المخبري من قبل مكتب المختبرات الجنائية أن عيّنة الدماء المأخوذة من الجثة تحتوي على مادة الكوكايين، وأن البودرة البيضاء تحتوي بدورها على المادة نفسها، وقد حدّد الطبيب سبب الوفاة بجرعة زائدة من مادة الكوكايين.
وبالإستماع الى موظف الإستقبال في الفندق راغب.ب أمام فصيلة سن الفيل، أفاد أن ضياء حضر الى الفندق برفقة فتاة يجهلها، بعد أن كان قد حضر قبل ساعة تقريباً الى الفندق بمفرده وطلب منه حجز غرفة له وأعلمه أنه سيستخدمها مع فتاة، رافضاً الإفصاح عن هويتها، مضيفاً أنه لم يشاهد الفتاة إلا من خلال كاميرات المراقبة، حيث توجّه ضياء برفقتها الى الغرفة مباشرة من مصعد مرآب السيارات، وأنه سبق لضياء أن حضر مرات عدة في السابق الى الفندق، إلا أنها المرة الأولى التي تحضر فيها الفتاة التي كانت برفقته، وأنه قبل منتصف الليل ورده إتصال من المستخدم المناوب أبلغه فيه أنه حاول مراراً الإتصال بغرفة ضياء من دون طائل، وأنه لدى حضوره الى العمل، إتصل بدوره بالغرفة من دون جواب ما دفعه على الصعود الى الغرفة حيث إكتشف الجثة.
وبمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة داخل الفندق ومرآبه وعلى مداخله من قبل عناصر درك فصيلة سن الفيل، تبيّن أن توقيت الكاميرات متأخر عن التوقيت الأصلي بفارق ساعة وست دقائق، وأن ضياء حضر بمفرده الى الفندق وحجز غرفة له ولفتاة لم يُصفح عن إسمها، ثم غادر بعد ورود إتصال على هاتفه من شخص يُدعى ” ميشو”، ثم عاد بمفرده مجدّداً الى مرآب الفندق على متن سيارة كيا، ودخلت بعد ذلك سيارة جاغوار ليظهر بعدها ضياء وبرفقته فتاة غادرت الفندق بمفردها بعد نحو ساعة وكانت بحالة طبيعية، كما تبيّن من كاميرا المراقبة المثبتة على مدخل الفندق حضور سيارة جاغوار بالتزامن مع حضور ضياء، ما يفيد بأن الفتاة التي كانت برفقته حضرت على متن السيارة المذكورة.
وتبيّن بنتيجة التدقيق في الهاتف العائد للمتوفى من قبل عناصر فصيلة سن الفيل تواصله مع عدد من الأرقام الخليوية.
وتبيّن من الإستقصاءات التي أجراها مكتب مكافحة المخدرات المركزي، ومن خلال التدقيق في جدول الإتصالات الخاصة برقمي هاتف المتوفى، وجود تواصل مع المتّهم يحيى ع.ش بحقه أكثر من ثلاثين أسبقية بجرم الإتجار المخدرات وترويجها، وتواصل مع الرقم العائد للظنّين إيلي.ش بحقه ثلاث أسبقيات بتعاطي المخدرات والإشتباه بترويجها، وتواصل مع الرقم العائد للظنّين سيزار.ع.ب بحقه خمس أسبقيات بجرم تعاطي المخدرات وترويجها، والرقم العائد للظنّين مجد.ح بحقه أربع أسبقيات بجرمي تعاطي المخدرات وترويجها، والرقم العائد للظنّين علي.ن.د بحقه ثلاث أسبقيات بتعاطي المخدرات وترويجها.
وبالتحقيق مع الظنّين سيزار أمام مكتب مكافحة المخدرات المركزي، إعترف بتعاطي المخدرات التي يستحصل عليها من التاجر يحيى.ش بواسطة مروجيه، مفيداً بأن ضياء صديقه وهما كانا يتعاطيان المخدرات معاً، وأن الأخير كان بمثابة اليد اليمنى للمتّهم يحيى، وكان يتولّى تسليم المخدرات الى المروجين وإستلام الأموال منهم، وأنه إلتقى ضياء قبل ساعات من وفاته وأعلمه أنه ذاهب للقاء صديقته ريتا التي تعرّف عليها منذ نحو شهرين في فندق في سن الفيل، وأنها تتعاطى المخدرات ولا تروّجها، وهي تستحصل عليها من ضياء ويحيى بواسطة مروجيه، وأنها تملك سيارة جاغوار.
وبالتحقيق مع الظنّين علي.ن.د أمام المكتب المذكور، إعترف بتعاطي المخدرات التي يستحصل عليها من مروّجي المتّهم يحيى الملقّب بجعفر، وأنه يعرف المتوفى ضياء الذي كان يعمل لصالح يحيى في تجارة المخدرات وترويجها.
وبالتحقيق مع الظنّين إيلي.ش، إعترف بتعاطي المخدرات التي يستحصل عليها من مروّجي يحيى، مدلياً بأنه على معرفة بضياء المدمن على تعاطي الكوكايين، وأن تواصله مع هذا الأخير كان بهدف الإستعلام منه عن موعد حضور المروّج.
وبالتحقيق مع الظنّين مجد.ح، إعترف بتعاطي مادة الكوكايين التي يشتريها من ضياء، وأن تواصله مع هذا الأخير كان بهدف الحصول منه على المخدرات.
وتبيّن من الإستقصاءات والتحريات أن المدعوة ريتا معروفة من قبل الظنّين طوني.م، كما تبيّن وجود تواصل بين طوني وضياء، وآخر بين ريتا وضياء.
وبالتحقيق مع طوني، إعترف بتعاطي مادة الكوكايين التي يستحصل عليها من جعفر لقاء مبلغ مئة دولار أميركي للغرام الواحد، نافياً معرفته بضياء، وأنه على صداقة بالمدعوة ريتا.خ، إلا أن العلاقة بينهما توترت منذ سنة تقريباً، وهي تملك سيارة جاغوار وتقيم في أحد الشاليهات في مجمّع سياحي في جونية، وأنها تتعاطى المخدرات التي تستحصل عليها من المدعو جعفر.
وبنتيجة سؤال دورية من مكتب مكافحة المخدرات المركزي لإدارة المجمّع السياحي عن هوية الفتاة المذكورة في إفادة الظنّين طوني، تبيّن أنها الظنّينة هدى.م الملقّبة بريتا، وهي شريكته بالشاليه.
وبالتحقيق الإبتدائي مع المتّهم يحيى، أنكر ما نُسب اليه، كما أنكر معرفته بضياء، أو أن يكون لديه أي لقب.
أما الظنّينة هدى فإعترفت بتعاطي المخدرات وأنكرت ترويجها، كما أنكرت معرفتها بضياء، مفيدة بأن لقبها هو ريتا، وأنها كانت تستخدم رقماً تركته لخطيبها السابق طوني منذ حوالي سنة ولم تشترِ رقماً بعد ذلك، وأن طوني كان يتواصل مع ضياء لشراء المخدرات منه، ثم عادت وأفادت أنها توجّهت بالفعل الى فندق في سن الفيل لشراء المخدرات من ضياء، وأنها لا تعرف إسمه وإنما لقبه ” الطويل”، نافيةً معرفتها بباقي الأظنّاء.
وبإستجواب المتّهم يحيى من قبل رئاسة المحكمة، أنكر ما هو مسند اليه لناحية ترويج المخدرات والإتجار بها، وأيّد مضمون أقواله الواردة في سياق التحقيق التكميلي، موضحاً أنه يعرف ضياء الذي كان يعمل سائق تاكسي، وكان في كثير من الأحيان يكلّفه بإحضار أغراض وحاجيات له من السوبرماركت، كما نفى معرفته بأي من الأظنّاء.
هيئة محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي كمال نصار حكمت بالإجماع بتجريم المتّهم يحيى.ش بجناية المادة ١٢٥ من قانون المخدرات، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة بحقه، وتغريمه مئة مليون ليرة لبنانية، وإستبدال العقوبة تخفيفاً بالأشغال الشاقة مدة ست سنوات، وغرامة خمسة ملايين ليرة لبنانية.
وأدانت الهيئة الأظنّاء هدى.م، علي.ن.د، سيزار.ع.ب، إيلي.ش، مجد.ح وطوني.م بجنحة المادة ١٢٧ من قانون المخدرات، وحبس كل واحد منهم ثلاثة أشهر وتغريمه مليوني ليرة لبنانية، وإستبدال العقوبة تخفيفاً بتغريم كل واحد منهم مليوني ليرة لبنانية، وتضمين المتّهم والأظنّاء الرسوم والنفقات كافة.