بعد إقفال باب تشكيل وتسجيل اللوائح غدًا الأثنين ستبدأ خارطة النتائج ترتسم وتتبلور، وسيكون في الإمكان تحديد نتائج 100 مقعد نيابي تقريبا، لتبقى التقديرات والمفاجآت مقتصرة على 28 مقعدًا التي يُصنّف أكثرها في فئة المقاعد الساخنة المحددة كأهداف أساسية، أو كخطوط حمراء ، وإليها تتجه الأنظار، وأبرزها:
أولًا، المقعد الماروني في البترون، وهو الذي يشغله النائب جبران باسيل في دائرة رئاسية، إذ أن الأنظار تتجه إلى هذه الدائرة أكثر من غيرها، لأن المعركة هي معركة وجود ومصير بالنسبة إلى باسيل، الذي نجح في انتخابات 2018 بسهولة وأحرز رقمًا تفضيليًا جيدًا. ولكن ظروف المعركة في انتخابات 2022 مختلفة، لأنه خسر من جهة الأصوات السنية التي أهداها له الرئيس سعد الحريري، ويفتقد من من جهة ثانية الى حليف أساسي.
ثانيًا، المقعد الثالث في زغرتا على افتراض أن المقعدين الأول والثاني محسومان لطوني فرنجية وميشال معوض، والمعركة تدور رحاها على المقعد الثالث.
ثالثًا،المقعد الثاني في بشري، وهو يشكل خطًّا أحمر بالنسبة إلى “القوات اللبنانية”. أما الإختراق المحتمل فهو عن طريق المرشح وليم جبران طوق الذي كانت له محاولة لم يكتب لها النجاح في انتخابات 2018 ، وستكون له محاولة جديدة في هذه الإنتخابات.
رابعًا، المقعد الماروني في بعلبك ـ الهرمل الذي يشغله النائب أنطوان حبشي، وشكل فوزه في انتخابات 2018 إحدى المفاجآت المهمة في كمنطقة نفوذ “حزب الله” مع الخرق المزدوج الذي حصل للائحة الحزب عبر مقعدين ماروني وسني. فـ “القوات” متمسكة بهذا المقعد الذي يعني لها الكثير بحكم وجودها الراسخ في منطقة البقاع الشمالي، ولكن في ظل مقاطعة جمهور “المستقبل” وفي ظل إستنفار “حزب الله” لجمهوره وللقواعد الشيعية لرفع نسبة المشاركة الى أقصى حد ممكن ورفع الحاصل في هذه الدائرة، فإن معركة المقعد الماروني تصبح حامية جدا والمنافسة قوية، خصوصا وأن حزب الله” لا يمكنه “التفرغ” لهذا المقعد وإهمال المقاعد الشيعية، وأي خرق يمكن أن يحققه “مارونيا” سيدفع ثمنه شيعيا.
خامسًا، المقعد الدرزي الثاني في الشوف الذي تتمحور حوله معركة جنبلاط في دائرة الشوف ـ عاليه، لأن خسارته لهذا المقعد يعني إختراقًا نوعيًا في معقله وقاعدته الأساسية واهتزازًا في زعامته.
سادسًا، المقعد الماروني الثالث في دائرة بعبدا، إنطلاقًا من أن الحسم حاصل في المقعدين الأول لمصلحة بيار بو عاصي والثاني لمصلحة الآن عون، فإن التنافس يدور حول هذا المقعد داخل فريق المعارضة، وتحديدا بين كميل دوري شمعون المتحالف مع “القوات اللبنانية” من جهة، ومرشح تحالف الكتائب ـ الكتلة الوطنية، حيث يدور تنافس بين ميشال الحلو المدعوم من الكتلة الوطنية وخليل الحلو المدعوم من الكتائب، صاحب الحظ الأوفر.
سابعًا، المقعد الماروني الخامس في كسروان، باعتبار أن مقاعد ثلاثة محسومة لكل من نعمة افرام وشوقي الدكاش وندى البستاني والمقعد الرابع لفريد هيكل الخازن بعدما تمكن من تشكيل لائحة تؤمن له حاصلًا انتخابيا، على أن تبقى المعركة على المقعد الخامس.
ثامنًا، المقعد الماروني في الأشرفية، التي يكتسب فيها المقعد الماروني “قيمة سياسية رمزية”، وتدور فيها المعركة على أرض أرثوذكسية بتمويل كاثوليكي في الغالب وبتأثير أرمني تقليدي. هذا المقعد شغله بعد العام 2005 النائب نديم الجميل، مستمدا قوته من عاملين: الأول كونه إبن بشير الجميل، والثاني كونه مرشح التقاطع الكتائبي ـ القواتي في الأشرفية. ولكن “القوات” لم تترك هذا المقعد شاغرًا على لائحتها وإنما قررت أن لها الحق والقدرة في الحصول عليه، فعرضت أولا على الجميل أن يكون على لائحتها وفي كتلتها النيابية لاحقا، ولما رفض عرضها، أقدمت “القوات” على إعلان مرشحها جورج شهوان للمقعد الماروني وللمرة الأولى.
تاسعًا،المقعد الشيعي السادس في بعلبك ـ الهرمل الذي يشغله النائب جميل السيد، وقد ساد في شأنه لغط وإشكال، بعدما تقدم الأمين العام الجديد لحزب البعث علي حجازي للترشح عن هذا المقعد، وتطلب الأمر عدة أسابيع قبل أن يُحسم الأمر لمصلحة السيد بعد تدخل القيادة السورية التي قررت السير في ما يقرره ويرتأيه “حزب الله” في شأن هذا المقعد. ولكن حسم مسألة الترشيحات لا تعني حكما حسم مسألة الفوز والنتيجة.
عاشرًا، المقعد السنّي السادس في بيروت الثانية الذي يضع “حزب الله” عينه عليه، إذ يرى أن لديه في فراغ “المستقبل” حصة وفرصة، وطموحه لا يقتصر على مقاعد الدرزي والأرثوذكسي والإنجيلي.
حادي عشر،المقعد الماروني الثاني في جزين، ويعدّه الرئيس نبيه بري خطًا أحمر بالنسبة إليه منذ أن كان للنائب الراحل سمير عازار ومن بعده لنجله إبراهيم عازار. ولذلك، فإنه أبدى تساهلًا ومرونة في عدة دوائر بناء على طلب وتمنٍ من “حزب الله”، وتجاوز أجواء الخلاف والتشنج مع “التيار الوطني الحر” في جبيل وبعبدا وزحلة وبيروت الثانية، ولكنه لم يتساهل ولم يقدم أدنى تنازل في جزين.