تفيد التقارير المتعلقة بالاحوال الجوية بتأثر لبنان بدءاً من يوم غد الأربعاء، برياح خماسينية حارة وجافة محملة بالغبار وتستمر حتى يوم الجمعة مع درجات حرارة اعلى من معدلاتها الموسمية لشهر نيسان.
فما هي هذه الرياح وهل من أضرار تحملها على صحة الانسان والبيئة، وخصوصاً أنّها ستأتي مترافقة مع درجات حرارة اعلى من المعدلات الطبيعية؟ يشرح رئيس حزب البيئة العالمي والخبير البيئي الدكتور ضومط كامل في حديث لـ”لبنان 24″ ماهية هذه الرياح ودرجة خطورتها، مشيراً الى أنّها تتسبب اولاً بأضرار كثيرة على صحة الانسان، مثل أمراض الحساسيّة، وتهيُّج الجهاز التنفسيّ.وبحسب كامل فإن هذه الامراض تسبب سيلاً في الانف وانسداده، وبحّةً في الصّوت، وضيقا في التنفس والسعال والتهاب العينَين والرَمَد الربيعي، بالإضافة إلى زيادة أعراض الحساسية لدى مرضى الرّبو، إذ يُصاب العديد من الأشخاص بحساسيّة موسميّة في كلّ عام، وتحدث هذه الحساسيّة أثناء هبوب رياح الخَماسين المُحمَّلة بالعواصف الرملية.
ويتابع كامل: “تزداد الحالات الطّارئة في زمن هبوب هذه الرّياح، وتتنوّع بين أزمات ونوبات سُعال شديدة، إضافةً إلى ضيق في التنفُّس وخاصّةً بين الأطفال وكبار السنّ، ويحدث ذلك غالباً نتيجة عدم اتباع سبل الوقاية من الرّياح المُحمَّلة بالأتربة والرّمال”.ذرات خطيرة وتحمل رياح الخماسين الغبار الذي يحتوي على ذرات صغيرة جدا مثل: الأتربة، والرمال، بالإضافة إلى مركَّبات الرصاص، والكثير من الميكروبات، وتحمل أيضاً سموم البكتيريا، حيث تنتشر الجُزيئات الّغيرة عندما تتفكّك البكتيريا في الهواء وتتطاير في الجوّ ليتنفَّسها الإنسان، ثم تنتقل إلى الّم مسببة التهابات الشعب الهوائية، والتهابات الرّئة، وحساسية الصدر.ويتابع كامل: “يوجد في رياح الخَماسين سموم كثيرة تسبب التهابات الجهاز العصبي، وتقلل إنتاج العديد من الموصلات العصبية، مثل: السّيروتونين، والأستيل كولين، والّوبامين، إضافةً إلى أنواع أخرى تُسبّب النّسيان وفقدان التركيز، وينتج عنها القلق، والمزاجيّة، والتوتُّر. كما يوجد فيها عشرات الانواع من الفطريّات المُسبِّبة لحساسية الّصدر، إضافةً إلى أنواع أخرى تسبب احتقان الأنف والشعور بالتعب”.
أضرار على القيادة
كما يتحدث كامل عن اضرار تتعلق بالسيارات والقيادة، حيث يشير الى أنّ رياح الخماسين تسبب الكثير من الاضرار للسيارات أثناء فترة هبوبها، ويكون الضّرر الأكبر على السيّارات التي تسير باتّجاه مُعاكس لاتّجاه هبوب الرّياح. ويتابع: “لتجنُّب أضرار الرّياح الخَماسينيّة، يُفضَّل تجنُّب القيادة في فترة تأثير الرّياح، كما يُنصَح بعدم القيادة بسرعة زائدة لتقليل احتكاك حبّات الرّمل بهيكل السيارة، ومن الأضرار التي تتسبب بها رياح الخَماسين للسيّارات حدوث خُدوش في زجاج أنوار السيّارات، ممّا يُضعِف الإنارة. تآكل الأجزاء الداخليّة لمحرّك السيّارة على المدى البعيد، وهذا يزيد سخونة المحرّك”.أمّا على النباتات، فتسبب رياح الخَماسين اضراراً كثيرة على النّباتات، ومنها سقوط الأزهار والثِّمار بسبب شدّة الرّياح. تمزُّق اوراق النّباتات. زيادة سرعة نضج الثّمار.