قد تكون نسبة التصويت السنيّة في الانتخابات النيابية المقبلة هي احدى عوامل تحديد وحسم نتيجة الانتخابات، من هنا يبدو الكباش حول استقطاب الشارع والناخب السني في اعلى درجاتها بين القوى والاحزاب السياسية المشاركة في الاستحقاق.
حتى ان عودة السفير السعودي والسفراء الخليجيين المتوقعة خلال فترة قريبة، يعطيها البعض معاني مرتبطة بالانتخابات ومشاركة السنّة فيها، وهذا ما قد يكون جزءا من محاولة اعادة التوازن الى الساحة السياسية على اعتبار ان انكفاء السنّة سيؤدي الى انتصار كاسح لحزب الله.لكن هذا الغياب السنّي عن الساحة الانتخابية له فوائد سياسية كبرى على تيار المستقبل، وليس غريبا ان يكون هو اكثر المتحمسين لفكرة المقاطعة والساعين اليها بكل الطرق غير المباشرة وهذا ما قد يتحول في اي لحظة الى تدخل مباشر في العملية الانتخابية والى دعوة علنية لعدم المشاركة.
تقول المصادر ان جزءا من ابتعاد تيار المستقبل عن المشهد السياسي هو فعل سياسي بحد ذاته، اذ لا يزال بيت الوسط احد اكثر المؤثرين بالعملية الانتخابية مثلا من خلال ايحائه لجمهوره بالمقاطعة. في الاصل تعليق العمل السياسي اعاد شد العصب المستقبلي الى حدود لم تكن ممكنة في حال شارك في الانتخابات وهذا قد يكون اول نتائج هذا الفعل السياسي.سيحقق تيار المستقبل فوائد سياسية كبرى في حال حقق مقاطعة سنيّة كبيرة، اذ سيظهر مجددا باعتباره الزعيم الاساسي للطائفة السنّية والاقدر على التأثير عليها سياسيا، وهذا يناقض سردية الضعف والتراجع التي اسقطت عليه في السنوات الماضية والتي اثرت بشكل جدي على واقعه السياسي.كما ان بيت الوسط سيضع المملكة العربية السعودية، التي تجافيه سياسيا، امام الامر الواقع وسيصبح مجددا المدخل الوحيد للحضور السعودي في لبنان، وسيقضي على طموحات خصومه بوراثته سياسيا، خصوصا اذا عادت العلاقات بينه وبين الرياض الى سابق عهدها، وقد يكون هذا احد ابرز اهداف الرئيس سعد الحريري في كل ما يقوم به.
سيفشل خصوم الحريري في مواجهة حزب الله انتخابيا، وسيظهر ان الرجل هو الاقدر على فرض توازن سياسي مع الحزب داخل المؤسسات وخارجها وهذا سيكون احد اهم مكتسبات الحريري التي سيحصل عليها في حال تجاوب معه جمهوره وقاطع الانتخابات.