بقيت الزيارة المرتقبة للحبر الأعظم البابا فرنسيس الى لبنان في حزيران المقبل محل اهتمام سياسي داخلي نظراً لأهميتها لجهة اهتمام الفاتيكان بلبنان وتوقيتها الذي يحمل دلالات سياسية لكونها تأتي بين استحقاقين أساسيين لإعادة دفع وتجديد العملية السياسية في البلاد وفتح ثغرة في جدار الأزمات المالية الاقتصادية، وهما الانتخابات النيابية والرئاسية.
ورحّب المطارنة الموارنة إثر اجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بزيارة البابا فرنسيس إلى لبنان في حزيران المقبل. وعبروا “عن فرحهم بإعلان زيارة قداسة البابا فرنسيس الرسوليّة إلى لبنان في شهر حزيران المقبل، وفي انتظار إعلان تفاصيل البرنامج الرسمي لهذه الزيارة يسألون الله أن يباركها ويحقق أمنيات قداسة البابا بما فيه خير لبنان واللبنانيين”.
وكتبت” البناء”: أكد مجلس المطارنة الموارنة ما سبق وأعلنته رئاسة الجمهورية عن زيارة البابا فرنسيس إلى لبنان في شهر حزيران المقبل، فورد في بيان المطارنة ترحيب بالزيارة المقررة في حزيران، ما حسم الجدل حول صحة المعلومات، بعدما صدرت منسوبة لجهات في الفاتيكان تتحدّث عن الزيارة كمجرد فرضيّة قيد الدرس لم يتمّ البت بها بعد، وتقول مصادر كنسية إن الترحيب في البيان كان بطلب فاتيكاني لقطع الشك باليقين بشأن الزيارة، بينما قالت مصادر قصر بعبدا إن رئيس الجمهورية تلقى رسالة خطية تحدد موعد الزيارة وترك التفاصيل دون إعلان احتراماً لصلاحية إعلانها من الفاتيكان. وقالت مصادر سياسية متابعة للانتخابات النيابية والرئاسية إن الزيارة بعدما ثبتت صحتها تمثل دليلاً ذا قيمة على قرار دولي بإجراء الاستحقاقين الانتخابيين النيابي والرئاسي في موعدهما، ودليلاً مهماً على نية توافقية لمقاربة الانتخابات الرئاسية تستدعي رعاية بابوية لتخفيض منسوب التوتر بين الأطراف المسيحيّة من جهة، وفي خطاب ومقاربة الكنيسة من جهة موازية.
وكتبت” النهار” انه في حال ثبت ان الزيارة ستحصل خلال حزيران المقبل أي غداة شهر الانتخابات فسيكون البابا فرنسيس البابا الثالث الذي يزور لبنان خلال 25 سنة بعد انتهاء الحرب فيه . اذ ان الزيارة الأولى بعد الحرب كانت للبابا يوحنا بولس الثاني في 10 و11 أيار عام 1997 في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي حيث سلم الإرشاد الرسولي من اجل لبنان، فيما كانت الزيارة الثانية للبابا بنديكتوس السادس عشر بين 14 و16 أيلول 2012 في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان حيث حمل أيضا الإرشاد الرسولي من اجل كنائس الشرق الأوسط . وقد بدأ رصد زيارة البابا فرنسيس من زوايا عدة خصوصا انها في حال حصولها في حزيران ستأتي وسط ظروف بالغة التعقيد والدقة والغموض في لبنان غداة الانتخابات التي يفترض ان تجرى في ايار وعشية بدء الأشهر الأخيرة من ولاية العهد الحالي بما يعني ان زيارة شخصية دينية ومعنوية عالمية بهذا الوزن الذي يمثله البابا فرنسيس للبنان ستطلق العنان لتأثيرات لا يمكن الا ان تترك تداعيات كبيرة على واقعه الدراماتيكي من جوانب كثيرة.وكتبت” الديار”: استغربت مصادر مطلعة على جو بعبدا، محاولة بعض الاعلام “شيطنة” الزيارة، مؤكدة ان ما نقل عن مدير المكتب الاعلامي للكرسي الرسولي في الفاتيكان لا يناقض ما ورد من جانب القصر الجمهوري، الذي كان واضحا لجهة ان البابا سيزور لبنان في حزيران، من دون تحديد موعد الزيارة. وكشفت المصادر ان الرسالة الخطية التي تسلمها رئيس الجمهورية من السفير البابوي تتضمن موعدا مقترحا للزيارة، لكن بعبدا لم تتطرق للموعد، بانتظار اعلان الفاتيكان الرسمي عن اليوم والتاريخ المقرر للزيارة.وفي هذا السياق، اكدت اوساط متابعة ان البيان الرسمي الذي خرج من بعبدا، تم بالاتفاق بين لبنان والسفير البابوي، لا سيما ان الفاتيكان لا يعلن عن الزيارة الا بعد اتمام كل الترتيبات المتعلقة بها.اكثر من ذلك وتأكيدا على زيارة البابا المرتقبة في حزيران، كشفت اوساط كنسية بان بطاركة الكاثوليك، كانوا تبلغوا من السفير البابوي بزيارة البابا الى لبنان، وبدأوا التحضير للترتيبات اللازمة، حتى ان تفاصيل الترتيبات تطرقت للمكان الذي سيحيي فيه البابا القداس.تكتسب زيارة قداسة البابا للبنان وشعبه الجريح اقتصاديا واجتماعيا اهمية بالغة، تلخصها مصادر متابعة بان زيارة البابا من شأنها ان تؤكد بان المظلة البابوية تخيم فوق لبنان، وهذه رسالة للجميع سواء في الداخل او الخارج، لا سيما انه يعيد لبنان الى الواجهة العالمية من باب تحريك الديبلوماسية البابوية لمساعدة لبنان.اما لتوقيت الزيارة في شهر حزيران، اي بعد موعد الانتخابات المقررة في 15 ايار، فهو يحمل اكثر من مؤشر يظهر، بحسب المصادر المتابعة، اهتمام الكرسي الرسولي ورهانه على وجوب اتمام الاستحقاق الانتخابي بموعده. فهل يكون تحديد موعد الزيارة رسالة لمن يفكر بتطيير الانتخابات تحت ذريعة تولد في اللحظات الاخيرة؟وكتبت” الشرق الاوسط” :جددت مصادر مقربة من الرئاسة التأكيد على حصول الزيارة، معتبرة أن الذين ينتقدون الإعلان عنها يركّزون على الشكل ويتجاهلون أهمية حصولها. وأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «سفير الفاتيكان في لبنان (المونسنيور جوزيف سبيتري) أبلغ الرئاسة بحصول الزيارة واتفقنا على الإعلان عنها في شهر يونيو من دون تحديد التاريخ، وذلك بعدما انتشر الخبر في الإعلام ومنعاً لحصول اللغط». وشددت المصادر على أنه «كالعادة سيتم تشكيل لجنة مشتركة من البلدين لترتيب تفاصيل الزيارة، ثم يعلن عن اليوم تحديداً والبرنامج».