كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”:تشكل بيروت العاصمة نقطة الفصل في الانتخابات، يتعاطى «حزب الله» بدقة في معركة بيروت فيؤثر عدم التدخل المباشر، ومرشحو لائحة الثنائي يقولون إن تحالفهم هو مع الرئيس نبيه بري وليس مع «حزب الله» لتلافي العواقب، غياب الحريري صعَّب شروط المعركة على الجميع. يريد خصوم «حزب الله» الفوز بكتلة وازنة في مواجهته متكلين على ايعاز خارجي يعيد توجيه البوصلة باتجاه دعم لائحة السنيورة. شكلت عودة السفير السعودي وليد بخاري بارقة أمل بالنسبة لهم. البلورة النهائية للموقف ستنجلي في المرحلة الأخيرة الفاصلة عن موعد فتح صناديق الاقتراع أي ما بعد العشرين من الجاري، حيث سيظهر الدعم من خلال مشاركة المفاتيح الانتخابية المرتبطة بدار الفتوى وصندوق الزكاة فإذا ما تحرّكت، تصير شروط المعركة أصعب. إذا كان «حزب الله» يخوض الانتخابات مطمئناً إلى الانتخابات في مناطقه فعينه على الحلفاء وعلى المقاعد التي يحشد لدعمها، وقد قالها أمينه العام السيد حسن نصرالله إن المعركة ستكون معركة دعم الحلفاء طالما أن الثنائي مطمئن إلى نجاحه بالفوز بكامل النواب الشيعة في البرلمان. بطبيعة الحال فالتدخل السعودي إن حصل لن يسحب من رصيد الثنائي بقدر ما يؤثر في صفوف السنة وينعكس ذلك داخل صناديق الاقتراع وما بعدها.وكتبت ميسم رزق في” الاخبار”: عودة البخاري وزملائه الخليجيين أعادت معها «الانتعاش» إلى لائحة «بيروت تواجه» وراعيها، رغم الالتباس الذي لا يزال يحيط بوجهة الدعم السعودي المنتظر.ويقول عاملون في الماكينة الانتخابية للائحة إن الحراك السعودي الأخير «رفع منسوب الثقة لديها وأعطاها جرعة منشّطة»، كما أن «تعددية اللوائح، ولا سيما التي تعدّ نفسها تغييرية ومن خارج المنظومة، تريحنا لأن الأصوات ستنقسم ولن تصب في مصلحة لائحة واحدة».
وتعوّل اللائحة على أن «بعض الجمعيات البيروتية التي كانت تتحسّب للرئيس سعد الحريري وقراره أصبحت تسوّق لفكرة أن الفراغ في الساحة السنية سيتيح لحزب الله التحكم بقرار العاصمة»، وأنه «رغم أن الحريري لا يزال الزعيم بالنسبة إلى هؤلاء، إلا أن غيابه يفترض وجود بديل يواجه». وتلفت المصادر إلى أن «المكتب الانتخابي للائحة قرب منزل السنيورة بات أكثر اكتظاظاً بالمفاتيح الانتخابية المعروفة ومخاتير وأعضاء مجلس بلدي سابقين وحاليين، لم يكونوا يرتادونه سابقاً».
وبحسب خبراء انتخابيين، فإن الفترة بين ١٥ و٢٠ الشهر الجاري، أي قبلَ شهر من موعد الانتخابات، والتي تُسمى بالـ«zone الرابع»، تعدّ «من أهم المراحل قبل الاستحقاق، إذ إن الجميع يحسم خلالها خياره». وعليه، من المفترض بدءاً من الأسبوع المقبل ارتفاع وتيرة نشاط السنيورة وأعضاء من اللائحة في بيروت. وبما أن الدعم السعودي الذي أراده السنيورة ظفرَ به، ولو على شاكلة اتصال هاتفي حتى الآن، فإن معركته المقبلة ستكون في وجه تيار المستقبل لرفع نسبة التصويت السني «لإعادة إنتاج توازن سياسي في بيروت في وجه حزب الله الذي يريد تغيير وجه المدينة سياسياً وتمثيلياً، مستغلاً غياب الحريري عنها». كما يراهن السنيورة أيضاً على أن يدفع الموقف السعودي، في حال كانَ جاداً وتظهّر في خطوات أخرى، دار الفتوى إلى التراجع عن انكفائها.
«الانتعاش» المستجدّ للائحة «بيروت تواجه» دفعَ المنافسين إلى استشعار الخطر، بعدما كانت كل المؤشرات تؤكد ضعف حظوظ السنيورة ولائحته. ومن بين هؤلاء النائب فؤاد مخزومي الذي «هاله التواصل السعودي مع السنيورة»، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، بعدما أخفق هو في نيل الرضى السعودي رغم كل أوراق الاعتماد التي قدمها ويقدمها بالهجوم على حزب الله.