دخل لبنان فعلياً مرحلة أزمة الرغيف على وقع الإضراب المستمر لأصحاب المطاحن، والذي سيلمس المواطنون مفاعيله السلبية على لقمة الفقير إعتباراً من الاسبوع المقبل، عندما ينفد مخزون الطحين في المخابز الكبرى، ويبدأ فقدان هذه السلعة الحيوية تدريجياً عن الرفوف.
في هذا الوقت، يزداد الحديث عن الإتجاه إلى رفع الدعم كلياً عن الخبز، ما سيؤدي حتماً إلى ارتفاع سعر الربطة بشكل جنوني، حيث قدّر البعض بأن يلامس عتبة الـ30 ألف ليرة. ولكن ما هي أسباب المشكلة وأين يكمن الحلّ؟عن هذا السؤال يجيب رئيس نقابة أصحاب المطاحن أحمد حطيط، الذي يحمّل المسؤولية إلى مصرف لبنان المركزي، الذي لم يعمد الى تحويل الأموال الخاصة للدعم، وهو مصرّ على الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة حول هذا الأمر، خصوصاً وأنه سيضطر الى المسّ بالاحتياط الالزامي الموجود لديه لتأمين الدولارات للدعم.
واذ أكد أن الأمور ستتجه إلى الاسوأ، أشار في حديث عبر “لبنان 24” إلى أنه إذا لم يتمكّن رئيس الحكومة اليوم من اعطاء الموافقة على هذا القرض، بعد الأخذ برأيي مجلس شورى الدولة، فإن أزمة الخبز ستتفاقم كثيراً الأسبوع المقبل، لأنه حتى لو تمّت الموافقة على القرض في الساعات المقبلة، فإن بواخر القمح لن تصل بيروت قبيل نهاية الأسبوع المقبل، وبالتالي فإن المخزون المتبقّي لن يتمكّن من تأمين حاجة السوق في هذا الوقت.واذ أثنى على تفهّم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمطالب أصحاب المطاحن وسعيه الحثيث لإيجاد الحلول المناسبة لهذا الموضوع، اعتبر أن المشكلة باتت لدى مصرف لبنان الذي عليه العمل على تحرير الأموال لاستيراد القمح.ورداً على سؤال حول ما إذا كانت التأكيدات التي تُعطى من الحكومة عاملاً مسهّلاً للعودة عن الإضراب، أكد حطيط أن الوعود لم تعد تنفع، لأننا تلقينا الكثير من الوعود بحلّ هذه الأزمة منذ أكثر من 12 يوماً ولم يتحقق أي شيء حتى الساعة، والمطلوب اليوم وعدٌ من حاكم مصرف لبنان بالدفع لأن الأمور عالقة في مكاتبه.
في المقابل، يرى مدير عام الحبوب والشمندر السكري في وزارة الاقتصاد المهندس جرجس برباري أن هناك من يسعى الى افتعال ازمة للطحين والخبز في لبنان، مشيراً الى ان الباخرة التي يحكى أنها تعرضت للرطوبة، هي ليست الوحيدة التي تدخل البلاد وهي كانت بحالة جيدة ومطابقة للمواصفات بعد ان خضعت لفحوص مخبرية عالية الجودة.واذ اعتبر في حديث عبر “لبنان 24” اننا أمام أزمة كبير وهي ستزداد عندما ينقطع الطحين عند المطاحن الكبرى، لفت الى ان الكمية الموجودة عند بعض المطاحن لا تلبي حاجة السوق كلها.واذ وصف المرحلة التي نمر بها بالاستثنائية، دعا الى ان تكون القرارات متناسبة مع هذه المرحلة، سواء الحكومة او القضائية أو الادارية، مؤكداً أن الجميع اليوم يعمل على ادارة الازمة من دون السعي الى ايجاد الحلول الجذرية لها.ولفت الى ان الجميع اليوم ينتظر قرار مصرف لبنان حول ابقاء الدعم على الطحين او رفعه، مشيراً الى انه وعلى الرغم من عمليات التفريغ المستمرة لبواخر القمح في لبنان، الا ان الجميع ينتظر قرار الحاكم ليبنى على الشيء مقتضاه.والى حين الوصول الى الحل، تؤكد المصادر المتابعة ان الايام القليلة المقبلة، ستكون صعبة على المواطن لا سيما لناحية قدرته على تأمين الخبز.