كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”:
لا يطمح «حزب الله» كما يؤكد المعنيون، إلى تأمين حصوله على أكثرية نيابية، يكفيه أن لا تكون هذه الأغلبية بيد الخصوم، خصوصاً وأنّ تجربة برلمان 2018 بيّنت أنّ هذه الأغلبية لم تصمد، وتفرّقت مكوّناتها في معظم الاستحقاقات، والأرجح أنّ السيناريو ذاته سيتكرر.اشتغل «حزب الله» منذ أشهر على خطّ المصالحات بين حلفائه وهؤلاء عابرون للطوائف والمناطق، لجهة البيت السنيّ، والبيت الدرزي وطبعاً البيت المسيحي. نجح في اتمام الاولى والثانية قبل اقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية، لكن المصالحة المسيحية – المسيحية بين حلفائه كان عليها انتظار تأليف القوائم. وهذا ما حصل.ولعل الهدف الأول من هذا المشروع هو التأكيد على تماسك حلفائه أمام الآخرين بشكل خاص. أما الهدف الثاني فهو تحسين وضعهم الانتخابي، ومن ثم مقاربة المرحلة المقبلة بأقلّ الخلافات الممكنة، ولو أنّ الاستحقاقات المنتظرة قد تشكل فرصة للتباين: فرئاسة مجلس النواب التي ستعود حكماً للرئيس الحالي نبيه بري خصوصاً اذا نجح الثنائي في اقفال البيت الشيعي، وهو الاعتبار الأساسي الذي حال دون ترك أي مقعد فالتاً قد يتسرّب من «شباكه»، قد تكون موضع تباين بين الثنائي و»التيار الوطني الحرّ». كذلك الأمر بالنسبة لرئاسة حكومة ما بعد الانتخابات حيث يبدو أنّ الفرنسيين متحمسون لعودة رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي إلى السراي، لا بل يتردد أنّ ثمة اتفاقاً مسبقاً معه تحت عنوان أنّه انطلق في مسار التفاوض مع صندوق النقد الدولي وستسرّع عودته عجلة تنفيذ الشروط.
كذلك الأمر بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، اللغم الماروني الأكثر تشظياً. إلى الآن نجح «حزب الله» في إجراء المصالحة الشخصية بين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ورئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، ولكن لحسم الرئاسة لا بدّ من مجهود مضاعف، مع العلم أنّ تسوية العلاقة بين الرجلين هي مصلحة مشتركة، لأنّ صاحب الحظ الأوفر للوصول إلى قصر بعبدا بعد الرئيس ميشال عون سيحتاج إلى شريك مسيحي لتأمين الميثاقية المسيحية، وإلّا فإنّ هذا الشريك المفترض، سيتحوّل إلى خصم ينضمّ إلى بقية الخصوم ليشكّلوا معاً «فيتو» مسيحياً قد يحول دون تولي صاحب الحظّ الأوفر، الرئاسة. وبالتالي إنّ تفاهم باسيل- فرنجية يؤمّن غطاء مسيحياً لا بدّ منه. وطبعاً، الأرجحية لرئيس «تيار المردة».
ويفترض «حزب الله» أنّ تحصين التفاهمات بين الحلفاء مسار طويل يحتاج إلى جهود مكثّفة في المستقبل، حتى لو أنّ البعض يتعاطى مع حكومة ميقاتي الحالية بكونها آخر حكومات العهد. ولكن الانهيار الحاصل يدفع بالبعض إلى التأكيد أنّ الاستحقاق الرئاسي سيحصل في مواعيده بلا أي تأجيل. وهو جهد سيمارسه أيضاً «حزب الله».