أي نتيجة للانتخابات لن تنفع في مواجهة حزب الله

14 أبريل 2022
أي نتيجة للانتخابات لن تنفع في مواجهة حزب الله


أكد رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” السيد هاشم صفي الدين “أننا وكل المخلصين والشرفاء والمقاومين وأهل المقاومة سنكون حاضرين في الانتخابات النيابية القادمة لنبطل مقولات البعض التي يطلقونها اليوم في لبنان، ولندحض أكاذيبهم، ولنقضي على كل وساوسهم وتخيلاتهم وأوهامهم، ولنبقى كما كنا على مدى أربعين عاما، المقاومة القوية والمقتدرة التي بنت مجتمعا مقاوما، وستبني إن شاء الله وطنا مقاوما عزيزا كما يجب بإذن الله تعالى”. 

كلام السيد صفي الدين جاء خلال “الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد مهدي محمد مغنية” في حسينية بلدة عيتيت الجنوبية، في حضور رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في “حزب الله” عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفاعليات والشخصيات وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي”. وقال: “نحن نعرف تماما أن في البلد أزمات ومصاعب ومصائب ومشاكل كثيرة، وبالتالي يجب أن نتعاون جميعا لمعالجتها. نحن لم ندع في يوم من الأيام أننا سنعالج مشاكل البلد وحدنا، وهذا أيضا من المفارقات في الخطاب السياسي لخصومنا في لبنان، إذ أننا دائما ندعو إلى الشراكة، فيما هم دائما يدعون إلى التفرقة. وهم يعلمون أن في لبنان لا يمكن لأي حل سياسي إلا بالشراكة”. 

وأشار السيد صفي الدين إلى أن “الضعفاء والعاجزين والفاشلين الذين يرفعون اليوم شعارا جديدا وهو استهداف المقاومة والنيل من حزب الله من خلال الانتخابات النيابية، يعلمون جيدا أن أي نتيجة للانتخابات لن تنفعهم في مواجهة حزب الله، والذي يشغلهم يعلم جيدا أن الانتخابات ليست الفرصة المناسبة لمواجهة حزب الله أو للانتقام منه أو لإضعافه، وعليه، فإن من دفع الأموال لهؤلاء البعض، ويدفع لهم اليوم الأموال ويغيثهم في حالة ضعفهم، يعلم تماما أن هذه الأساليب والمحاولات فاشلة وبائسة، وبالتالي هم يضيعون الوقت ويضحكون على الناس بالكذب والدجل والتلاعب بالألفاظ”. ونبه “كل اللبنانيين الذين ينصتون إلى الشعارات الانتخابية لأتباع السفارات الأميركية والسعودية وبعض السفارات الخليجية، من الخداع المنظم إعلاميا والمدفوع خارجيا، والذي يهدف إلى التلاعب بمشاعر الناس بأمور زائفة لا توصل إلى أي نتيجة، لا سيما وأن البعض اليوم يستخدمون كما في كل الأيام الماضية شعارات جديدة من أجل أن يوهموا أتباعهم الذين يدعونهم لانتخابهم أنهم حاضرون في الساحة وفي الجبهة والمواجهة، وأنهم سيصلون إلى نتيجة مهمة في مواجهة حزب الله والمقاومة. 

ورد على “بعض الذين يتهمون حزب الله بالتنكر للعمق العربي للبنان”، فقال: “إن أي أحد من حزب الله لم يقل إننا لا نريد الانتماء العربي للبنان، فنحن عرب أقحاح حتما أكثر بكثير من هؤلاء البعض الذين يدعون اليوم الدفاع عن العرب والعمق العربي، ولكنهم يتهموننا بذلك، حتى يتمكنوا من تركيب قصصهم ويحصلوا على الأموال. معنى الانتماء العربي للبنان هو حمل قضايا العرب، وأهم قضية للعالم العربي التي يجب أن يحملها كل من يدعي بالانتماء للعرب والعروبة هي قضية فلسطين والقدس. وعليه، فإن الذين سكتوا وبلعوا ألسنتهم في الأسبوع الماضي، ولم يتحدثوا بكلمة عن الأعمال الفدائية والبطولية في فلسطين، ليسوا عربا ولا ينتمون إلى العروبة بأي معنى من المعاني”. أضاف السيد صفي الدين: “البعض هم مع العرب الذين يسارعون إلى التطبيع ويتنكرون للحق الفلسطيني ويدينون العمليات البطولية في فلسطين، فهذه ليست عروبة وليست انتماء، وكفى ضحكا على الناس، فالانتماء للعمق العربي يعني أن الأنظمة والشعوب التي تقف إلى جانب قضايا الأمة العربية، هي التي يجب أن نقف إلى جانبها وندافع عنها، وهل يحتاج الأمر إلى استدلال اليوم أن هؤلاء الأزلام في لبنان الذين يزايدون علينا بالانتماء العربي، هم يناصرون ويدعمون ويدافعون عمن فتك بالعرب وفلسطين والقدس وتآمر عليها وما زال إلى يومنا هذا”. وتابع: “إن تاريخ معظم الذين يزايدون علينا اليوم بالانتماء إلى العمق العربي، كان إلى جانب الصهاينة، وكذلك كانت قضاياهم ومشاريعهم. وحينما يكون الوقوف إلى جانب المشاريع الأميركية والصهيونية يحتاج إلى كلمة عربي وعروبة، فإنهم يستخدمون كلمة “عربي”، وحينما يكون الطعن بأمتنا وشعوبها والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لا يحتاج إلى كلمة عربي، يتنكرون للعروبة. هذا هو تاريخهم، وليس صدفة أبدا أن الذي يحمل هذا التاريخ البشع، أصبح اليوم المندوب الأول للدفاع عن قضية انتماء لبنان للعمق العربي، لأن في نظر هؤلاء، أن العمق العربي هو نفس العمق الإسرائيلي والأميركي، ولذا فإن هذه الشعارات التي ترفع اليوم، هي من جملة الأكاذيب والخدع التي يراد تمريرها من أجل مكاسب انتخابية”. وختم صفي الدين: “إن بعض الدول اليوم يشحذون كل إمكاناتهم وأحقادهم وسكاكينهم من أجل أن ينالوا من هذه المقاومة، والسبب أننا ثبتنا وصمدنا ووصلنا إلى مقاومة متعاظمة وقوية وأصبحنا مجتمع المقاومة القوي والمتين والمتماسك والموحد، ولأننا أصبحنا المقاومة التي تتحدث عن مستقبل مشرق نحو فلسطين والقدس وتحريرهما، والمقاومة المهابة التي أصبحت متغلغلة في وعي الصهاينة وقلوبهم وعقولهم وثقافتهم لتقض مضاجعهم، ولأننا أصبحنا هذا المحور القوي والمتماسك والمترامي في منطقتنا من فلسطين إلى اليمن، لافتا إلى أن التجربة علمتنا أنه لطالما عرفنا وثبتنا وصمدنا واستمرينا بنفس الوعي والقوة، فلن تتمكن أي قوة في العالم أن تنال من عظمة وقوة وقدرة هذه المقاومة بإذن الله تعالى”.