اقتصاد وسياسة ومؤتمر سياسي بعد الانتخابات

16 أبريل 2022
اقتصاد وسياسة ومؤتمر سياسي بعد الانتخابات


بالتوازي مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، يعود النشاط الاوروبي عموما والفرنسي خصوصا بالظهور الى العلن، اذ ان التواصل الفرنسي مع القوى السياسية المحلية لم ينقطع يوما لكنه بقي بعيدا عن الاضواء خلال المرحلة الماضية.

 
يرغب الاوروبيون في أن يبقى لبنان مستقرا، وهذه قناعة اوروبية منذ بداية الانهيار، حتى انها كانت احدى معالم ونقاط الخلاف مع الولايات المتحدة الاميركية خلال ولاية الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لكنها باتت اليوم قناعة مشتركة مع واشنطن تهدف لترتيب البيت اللبناني الداخلي تماشيا مع التطورات الاقليمية وتعايشا مع الحراك السياسي الداخلي.
 
تعمل باريس على ترتيب الساحة اللبنانية تمهيدا للمرحلة المقبلة التي ستلي الانتخابات النيابية، والتي قد تكون مرحلة تزايد الدور الفرنسي في لبنان، سواء من خلال مؤتمر  للسياسيين اللبنانيين في فرنسا بدأ الحديث عنه يأخذ طابعا اكثر جدية او عبر استمرار التنسيق مع مختلف القوى على رأسها حزب الله.
 
استمرت الجهود الفرنسية اشهرا طويلة حتى تمكنت من اقناع الرياض بالعودة الى لبنان وحل الخلاف الديبلوماسي معه، لكون الهدف الفرنسي ينطلق من اعادة تكريس نوع من التوازن الاقليمي في بيروت خصوصا ان الامر يساهم في تعزيز الاستقرار السياسي ويزيد من قدرة الساحة اللبنانية على تقبل اي تسوية سياسية في المستقبل.
 
تنصلت باريس نسبيا من قوى المجتمع المدني، اقله اذا تمت مقارنة الامر بالاشهر الاولى من الحراك المدني، لكن الاولوية الاوروبية والفرنسية لا تزال إجراء الانتخابات النيابية في موعدها من دون اي تأجيل، لان ذلك، من وجهة نظرها، يعيد تكوين التوازنات الشعبية والنيابية ويغلق الباب امام الانهيار الشامل، وهو اخر ما تريده فرنسا.
 
لا ترتبط باريس بلبنان سياسيا فقط، ويلعب العامل الاقتصادي دورا كبيرا جدا وان لم يظهر للعلن في المرحلة الماضية، والاهم هو الترابط الذي يشكله لبنان مع ساحات المنطقة بالنسبة للفرنسيين ، من هنا جاء التواصل العميق مع حارة حريك والذي يشمل قضايا محلية وغير محلية تمهيدا للتسوية الايرانية الاميركية.
 
بعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية سيزداد انخراط فرنسا بالساحة اللبنانية بالتوازي مع اتمام التحضيرات للانتخابات، في حين تتسابق ساحات المنطقة نحو التسوية الكبرى…