معركة “القوات” الانتخابية.. مع “المجتمع المدني” اكثر منها مع “التيار”

18 أبريل 2022
معركة “القوات” الانتخابية.. مع “المجتمع المدني” اكثر منها مع “التيار”


عادت “القوات اللبنانية” للمنافسة الجدية على الحصول على اكبر كتلة مسيحية في المجلس النيابي، وذلك بعد ازمة انتخابية عانت منها في عدة دوائر بسبب خلافها الكبير مع تيار المستقبل والذي انعكس بشكل حاسم على القواعد الشعبية في الطائفة السنيّة، لكنها وبطرق مختلفة وجدت بعض الحلول مما حسّن واقعها الانتخابي والنيابي.
 
اللافت في معركة “القوات”، انها وبعكس ما توحي في حملتها الاعلامية والسياسية، معركة تنافسية جدية مع المجتمع المدني وقوى التغيير، وليس ضد “التيار الوطني الحر” بإستثناء بعض التفاصيل وعلى نوعية بعض المقاعد لكن ليس على الاحجام والتمثيل.
 
بإستثناء معركتها في بعلبك-الهرمل لا معركة جدية ل” القوات اللبنانية” مع حزب الله، حتى في الجنوب اتجهت القوات للمقاطعة وليس لدعم لائحة المجتمع المدني التي يغلب عليها الطابع الشيوعي والتي عملت وطمحت في الاسابيع الماضية لاستقطاب الجمهور القواتي من خلال الهجوم السياسي على حزب الله على اعتبار ان الفوز او الخرق غير ممكن من دون استقطاب البيئة المسيحية والسنيّة في الجنوب الثالثة.
 
وجهت “القوات” ضربة انتحابية للمجتمع المدني في الجنوب من خلال اعلانها علنا التخاصم معه في المعركة المقبلة، وهذا هو  انعكاس للمعارك التي تخوضها القوات مع المجتمع المدني في اكثر من دائرة.
 
في بيروت الاولى مثلا تخوض “القوات” معركة استقطاب الناخبين ضد لائحتين بشكل اساسي، هما لائحة بولا يعقوبيان التي تنافس “القوات” في الموضوع الخدماتي في الاشرفية ولائحة تحالف الكتائب وانطون الصحناوي، في حين ان حجم التيار الوطني الحر بات معروفا ولا يمكن ل “القوات” بشكل كبير الاستقطاب من القاعدة العونية.
 
في الشمال الثالثة، تدور المعركة بشكل مباشر بين “القوات” ولائحة “شمالنا” في بشري حيث ينشط مرشحو “شمالنا” داخل البيئة القواتية لانهم خرجوا منها في حين ان الواقع العوني محدود في القضاء، اما في البترون فالمواجهة واضحة بين “القوات” وتحالف الكتائب مع مجد حرب، خصوصا ان كل الحسابات الرقمية تؤكد ان رئيس التيار جبران باسيل يضمن مقعده النيابي لتبقى المعركة على المقعد الثاني.
 
في زحلة لا يعتبر “التيار” منافسا وازنا ل”القوات” في حين ان خطاب قوى التغيير المشابه نسبيا في السياسة لخطاب “القوات” يشكل عامل استقطاب لفئات شعبية داخل القاعدة المشتركة لمعراب وهو امر، ان لم يكن له تأثير فعلي في زحلة لكنه يفتح المجال امام تصادم سياسي واعلامي قد يطول بين الطرفين. 
 
في المتن الامر مشابه، اذ ان “التيار” قرر الانسحاب سياسيا من معركة اسقاط ملحم رياشي التي حاولت معراب فرضها في الدائرة ليترك “القوات” تنافس حلفاءها السابقين الذي شكل بعضهم لوائح تغيير ومجتمع مدني في المتن، ليبقى المنافس الاكبر هو لائحة الكتائب اللبنانية الاقدر على جذب جمهور الرابع عشر من اذار الذي كانت تضعه “القوات” في سلم اولوياتها..