حماوة في الحملات الانتخابية.. وفتور شعبي واتصالات فرنسية لضمان الاستقرار

19 أبريل 2022
حماوة في الحملات الانتخابية.. وفتور شعبي واتصالات فرنسية لضمان الاستقرار


انعكست عطلة عيد الفصح المجيد جموداً في المشهد السياسي باستثناء الصخب الذي تحدثه التحضيرات لاستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، مع تصعيد الخطاب الانتخابي وشدّ العصب الطائفي التي تلجأ إليه معظم الأحزاب والقوى والشخصيات والمرشحين لجذب الناخبين ورفع حواصلهم الانتخابية وأصواتهم التفضيلية، وسط توقعات بأن ترتفع وتيرة الخطاب الانتخابي حتى موعد الانتخابات في 15 أيار المقبل.

وكتبت” النهار”: المفارقة التي برزت الى الواجهة في العطلة المديدة منذ الجمعة العظيمة لدى الطوائف المسيحية الغربية الى اثنين الفصح ظهرت الى حدود بعيدة الفارق الواسع الذي لا يزال قائما بين حماوة الحملات والمواقف الانتخابية والفتور اللافت الذي يطبع الواقع الشعبي اقله مع تقدم العد العكسي للانتخابات من مراحله النهائية. واذا كانت لهذه الظاهرة أسبابها الموضوعية بحيث لم تعد تفاجئ أحدا، فان التطورات الاخرى من مناخات الاستعدادت للاستحقاق المتصلة بخريطة الاستقطاب السياسي بدأت تشكل واقعيا الجانب الأشد اثارة للاهتمامات الداخلية والخارجية نظرا الى الانعكاسات المنتظرة لهذا الاستقطاب على تحفيز الناخبين أولا للاقبال على الاقتراع وتجنب نسبة انكفاء “قاتلة” عن المشاركة من شانها ان تحدث واقعا اشد دراماتيكية من الواقع الحالي. كما ان مناخ الاستقطابات السياسية برز في ذاته كمؤشر حاسم الى استمرار احتلال الانقسام السياسي والوطني الحاد أولوية التعامل مع الانتخابات كخيار حاسم للبنانيين على رغم التداعيات الكارثية للانهيار المالي والاجتماعي الذي سيجعلهم يقترعون للمرة الأولى في ظل هذا الانهيار المتواصل الحلقات.
وتبعا لذلك، بدا لافتاً ما شهدته الأيام الأخيرة من تصاعد في منسوب “النبرة السيادية” واتخذها مقياسا أساسيا في المواقف من الانتخابات المقبلة التي ليس خافيا ان تحالف قوى السلطة الحالية واكثريتها النيابية يراهن بقوة على استعادة أكثرية نيابية مريحة بما دفع القوى على الضفة المناهضة للعهد ولـ”حزب الله” وحلفائهما الى الشروع بقوة في حملات الاستنهاض لقواعدها عبر الحملات التي صار عنوانها الأساسي الوقوف ضد سلاح هيمنة “حزب الله ” وارتباطه بايران .وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» الى «دور فرنسي فاعل في تحضير البيئة الداخلية والإقليمية لاتفاق سياسي داخلي يسهل تطبيق الإصلاحات واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي وعقد مؤتمرات الدعم الدولية للبنان لا سيما مؤتمر سيدر لاستعادة النهوض الاقتصادي»، كما لفتت إلى أن «باريس تجري اتصالات مع أكثر من دولة إقليمية لا سيّما السعودية وإيران للتمهيد لحوار لبناني – لبناني في فرنسا أو في لبنان لإنتاج تسوية سياسية جديدة تحفظ الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والاقتصادي وتحول دون الوصول الى الانهيار الكامل»، ولفتت الى أن «العودة الخليجية والسعودية الى لبنان هي جزء من تمهيد الساحة الداخلية لمرحلة ما بعد الانتخابات».
وكتبت ” اللواء” تؤكد المعطيات استمرار المسار المتعلق بالملفات الكبرى، كالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، أو متابعة الانفراج في علاقات لبنان مع دول الخليج وسط معلومات عن اهتمام دولي وعربي بالعملية الانتخابية التي سيترتب عليها الكثير في ما خص مستقبل الوضع في لبنان.ومع ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مشغول بالانتخابات الرئاسية، في دورتها الفاصلة في 24 الجاري بمواجهة منافسته اليمينية لوبان، فإن المعلومات تُشير إلى حرص فرنسي على توقيع اتفاق عمل مع صندوق النقد الدولي لضمان الاستقرار المالي والنقدي في البلاد، بانتظار المسار السياسي بعد الانتخابات.