“ثنائية الترشيح” في عكار تُربك “التيار والقوات”

21 أبريل 2022
“ثنائية الترشيح” في عكار تُربك “التيار والقوات”


لطالما شكل الوجود الحزبي عنصرا مهما في الحياة السياسية و الشأن العام ، كما مدار اختلاف حول تعارضه مع المجتمع المحلي الذي يتعارض مع الطبيعة الريفية بتناقضاتها العائلية وحتى المناطقية.

في الماضي ، كان الانقسام على أشده في عكار  بين خيارات فكرية لا طائفية، فصعود اليسار والأفكار العلمانية منذ ستينيات القرن الماضي شكل عامل جذب للشباب بالدرجة الأولى في زمن النضال ، فبرز الحزب القومي كما الشيوعي بوجه اليمين المتمثل بالاحرار والكتائب و بينهما التقليد العائلي.
 
كانت تجربة ثورية رائدة في عكار، سجلها  خالد صاغية  و استشهد في سبيلها حيث تركت بصمات في عمق الوجدان العكاري ، قبل أن تهب رياح الحرب الأهلية بجنونها الطائفي والمذهبي ، والتي ادت إلى نفور شعبي من  الاحزاب بشكل عام  كونها مرادفة لمنطق المليشيات.
 
في زمن الطائف، اختزل الأمن السوري مفاصل عكار فشهد حزب البعث انتعاشا ملفتا سرعان ما انحسر ، لتبرز على المسرح حالات خاصة لا يمكن إعتبارها زعامات حقيقية ، كونها استفادت من التراجع الحزبي لصالح إعتبارات أخرى.
 
في اللحظة الانتخابية، تبدو هناك جوانب مختلفة للإشكالية الحزبية ، فامام ضمور الايدولوجيا يضعف  العصب الحزبي او يتلاشى الا بحالة السلطة ، وهذا هو واقع الحال مع حزبي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”.
فرغم التوقعات بمعارك طاحنة بين الطرفين تبرز تناقضات قد تقلب المعادلات، حيث لا يمكن الاستهانة بتداعيات  التنافس داخل البيت الواحد،  في قانون انتخابي يعترف الجميع بعيوب كثيرة تشوبه اقلها انه مركب بين الأكثري والنسبي.
وفق “الثنائية الحزبية” ، يمكن إعتبار النائب اسعد درغام الخصم الأول للمرشح جيمي جبور عند “التيار”، وكذلك الأمر عند “القوات” بين وسام منصور و ميشال خوري ، وهو عنصر إرباك كبير للطرفين لناحية المفاضلة التنظيمية بين مرشح وآخر داخل الحزب الواحد، و هذا ما يسبب صراع الديوك لنيل  أصوات القاعدة الحزبية قبل “التنقيب” عن الصوت التفضيلي في إماكن أخرى.
 
هذه الاجواء ، قد تستدعي اجراءات عاجلة عند “القوات” كما “التيار”  في الأسابيع المقبلة تجنبا لخسارة محتملة، حيث من المرجح بان يتم المفاضلة بين درغام وجبور لحصر الأصوات بمرشح مضمون نسبيا ، وعلى ضفة القوات يبدو الأمر أشد تعقيدا ومرده ترشيح وسام منصور من  خارج التنظيم ما يزيد صعوبة تسويقه حزبيا قبل العمل على تسويقه شعبيا.