كتبت صونيا رزق في” الديار”:
كل فترة يتلقى المسؤولون اللبنانيون رسائل ديبلوماسية غربية، بضروة تنفيذ الاستحقاقين النيابي والرئاسي في موعدهما، مخافة الوقوع في الفراغ، وهذه الرسائل تتكرّر بصورة خاصة من مسؤولين فرنسيين وديبلوماسيين غربيين، وآخرها منذ فترة وجيزة في ظل ما يسمعونه عن وجود مخاوف لدى بعض الافرقاء، الذين يفضّلون ضمناً عدم إجراء الانتخابات النيابية، والدخول في معركة إثبات الوجود على ساحته، والمحافظة على كتلته النيابية المتعددة الطوائف، او بسبب وجود صعوبة بالفوز بمقاعد نيابية خارج دائرة منطقته.
لذا تتكرّر هذه التحذيرات مع عنوان عريض، «بأن لا تأجيل للانتخابات النيابية مهما كانت الظروف»، والقرار الدولي إتخذ ولن يُسمح لأحد بالعرقلة، وبالتالي ما يظهر على الخطين السياسي والديبلوماسي، يؤكد إتجاه لبنان نحو مرحلة من التحسّن شيئاً فشيئاً، وفق مصادر سياسية نقلاً عن ديبلوماسيين اشاروا الى انّ الحراك الغربي والعربي الذي بدأ يظهر منذ فترة، سيتواصل بقوة قريباً، وقد بدا لافتاً هذا الاهتمام خلال تصريحات المرشحين الى الرئاسة الفرنسية ماري لو بان وايمانويل ماكرون اللذين وعدا لبنان بالمساعدة، وبأنه سيكون من ضمن اولوياتهما في حال وصول احدهما الى الرئاسة خلال الانتخابات هذا الاحد.
كما يبدو لافتاً عودة الحراك الخليجي منذ فترة وجيزة، على أثر مطلب فرنسي مفاده ضرورة مساعدة لبنان وعدم تركه وسط هذه الظروف الصعبة التي يمّر بها، فضلاً عن مساعدات مرتقبة فرنسية – سعودية تعني الشعب اللبناني أي مساعدات انسانية، مع مطالب من المسؤولين الرسميين بوجوب تهيئة المناخات والظروف الملائمة، من أجل إتمام الانتخابات كونها مرتبطة بالدعمين المالي والاقتصادي الذي يحتاجه البلد، ومن ثم العمل على تنفيذ الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري، أي انّ الترتيبات في هذا الاطار قد وُضعت دولياً وعربياً على السكة، والمطلوب ان يكون المسؤولون اللبنانيون ضمن هذه الاجواء والقرارات، لان الغلط ممنوع مقابل تحقيق الاصلاحات التي وعدت بها الحكومة.