من الطبيعي ان تعمد القوى السياسية إلى شد عصب “جماهيرها” قبيل الذهاب نحو صناديق الاقتراع ، حيث من المألوف السعي إلى استقطاب الناس عبر برامج انتخابية من ناحية وتشكيل لوائح مقنعة من الناحية الأخرى، وهذا ما ليس متيسرا في دائرة الشمال الثانية.
ما يثير الدهشة إلى حد ما، الصراعات المفتوحة داخل اللوائح وليس بين اللوائح، على قاعدة “قاتل أخيه” في ظل أنانية انتخابية لا مثيل لها يعتمدها رؤساء اللوائح وهي قائمة على الركض خلف الصوت التفضيلي كسترة نجاة تمهيدا للقفز من مركب اللائحة و”عمر الشقي بقي”.لا يختلف سلوك اللواء أشرف ريفي عن عمر حرفوش ، حيث بدا فاقعا الرضوخ إلى مقتضيات القانون الانتخابي عبر تشكيل لوائح ومن ثم رميها على الأرض والانصراف إلى الحملة الانتخابية بشكل منفرد، والمعضلة بأنهما ينهلان من الصحن الانتخابي ذاته، طالما ان الأطراف السياسية ممثلة بين لائحتين اساسيتين.
بهذا المعنى، لا يستطيع حرفوش تقديم نفسه كمناضل لمجرد أنه استفاد من منحة الحزب الشيوعي للدراسة في روسيا البيضاء مع اخيه بينما عقد صفقة مع النائب جبران باسيل لتشكيل حصان طروادة .كما ليس مقنعا خطاب اشرف ريفي القائم على استنكار الوصاية الايرانية على قرار المدينة فيما هو يتحالف مع “القوات اللبنانية”.
الاشد غرابة، هو اشتعال الخنادق داخل اللائحة الواحدة من أجل تدبير “الحاصل الواحد”، حيث باتت الحملات الانتخابية تتخذ الطابع الهزلي، فحرفرش كما إيهاب مطر يعتمدان ماركة “التغيير الحقيقي” وكذلك الأمر أشرف ريفي الذي يحمل “لواء تحرير طرابلس من الغزاة”.
ما هو افدح، استنفار العصبيات وغياب البرامج الانتخابية وعدم تكوين فريق عمل متجانس، وهذا الأمر لا يساهم في تشجيع الناخبين على الاقتراع، فالمطلوب راهنا تخطي المرحلة الصعبة بأقل الخسائر الممكنة.
في هذا الجانب، يمكن القول بأن لائحة “للناس” استطاعت تأمين شكل مقبول إلى حد ما في تشكيل فريق عمل متجانس، ذلك أن حضور سليمان عبيد الماروني وقيصر خلاط الأرثوذكسي لا يتناقض مع تمثيل علي درويش منطقة التبانة بفرعيها العلوي والسني ، كما تمثيل جلال بقار القبة ووهيب ططر للميناء.
يمكن إعتبار إنضمام وهيب ططر فرادة سياسية لم تلجأ اليها اللوائح الأخرى، ليس على الصعيد الشخصي فحسب ، بل نظرا لتمثيل الميناء بالدرجة الأولى ولكون ططر لديه سجل عريق في العمل بين الجمعيات الأهلية والحملات التطوعية من دون أن يلجأ إلى تصديع الرؤوس بالخطابات المليئة بالوعود الانتخابية كما الاستعراضات الشعبية.