لا يزال الكثيرون مصرين على أن الإنتخابات النيابية حاصلة في موعدها أيًّا تكن الظروف. هذا في المبدأ. ولكن في الواقع فإن “نغمة” ما، لم يُعرف مصدرها، وبدأت تتنامى، ومفادها أن هذه الإنتخابات لن تحصل، خصوصًا أن البعض يلمّح إلى إمكانية وقوع مفاجآت في الربع الساعة الأخير، غير إعتكاف القضاة والبلبلة الحاصلة في المغتربات، يمكن أن “تطيّر” هذا الإستحقاق، الذي يُقال إنه سيعيد القديم إلى قدمه، إن لم يكن الجديد أسوأ من القديم.
هناك نظريتان متناقضتان حول الجهة المستفيدة من “تطيير” الإستحقاق النيابي. الأولى يقول أصحابها أن التغيير آتٍ حتمًا، وأن المزاج الشعبي سيحدث فرقًا كبيرًا لناحية تغيير الموازين والأرقام داخل مجلس النواب المقبل. وعليه فإن المتضررين من هذه الحال التغييرية سيعملون على نسف هذا الإستحقاق بألف طريقة وطريقة، خصوصًا أن أي أكثرية عددية ستحتاج إلى أكثرية الثلثين في أي إستحقاق مصيري كإنتخاب رئيس عتيد للجمهورية، أو إدخال بعض التعديلات على النظام السياسي المعمول به حاليًا. وأن الثلثين سيحتسب على أساس أن عدد النواب هو 128 وليس 115 كما هي الحال الآن، فيكون الثلثان 85 صوتًا، فيما هو اليوم 77 صوتًا.
وبذلك يكون من مصلحة الأكثرية الحالية أن تطيح بهذه الإنتخابات لتحافظ على أكثرية 69 نائبًا. والأرقام التي سنوردها لاحقًا توضح هذه الصورة تمام الوضوح، مع إحتمال إستقطاب ثمانية أصوات من النواب المستقلين. أما إذا كان إحتساب الثلثين على أساس الـ 85 صوتًا فأن الحصول على هذا الفارق يصبح صعبًا، ولا يعود في إمكان هذه القوى، أي قوى 8 آذار، التحكّم بنصاب جلسات إنتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.
أما النظرية الثانية المقابلة للأولى فيقول أصحابها العكس، حيث يتهمّون فريق 14 آذار بالسعي إلى تعطيل الإنتخابات لأن واقع الحواصل سيكون مختلفً كليًا هذه المرّة،خصوصًا في غياب مكّون أساسي في هذه القوى، وهو تيار “المستقبل”، وأن الذين سيفوزون من الحراك المدني لن ينضووا بالتأكيد ضمن صفوفهم، وستكون لهم حيثية مختلفة. ولذلك فمن مصلحة هذه القوى “تطيير” الإنتخابات.
وإستنادًا إلى ما تنصّ عليه المادة 49 من الدستور حول آلية إنتخاب رئيس الجمهورية فإن أي جلسة سيدعى إليها النواب تفرض غالبیة الثلثین من مجلس النواب في الدورة الأولى، ویكتفي بالغالبیة المطلقة في دورات الاقتراع التي تلي.
وإستنادًا إلى آخر إجتهاد إعتمد في آخر جلسة عامة لمجلس النواب فإنه تمّ إعتماد آلية التصويت على أساس عدد النواب الحاليين، وهو 115 نائبًا، بعد إستقالة 9 منهم ووفاة أربعة نواب.
وفي لمحة سريعة إلى خارطة الواقع الحالي للمجلس الحالي يتبيّن لنا ما يلي:
النواب المستقيلون: سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش (حزب الكتائب) مروان حماده، هنري حلو (اللقاء الديمقراطي)، نعمة إفرام، ميشال معوض، بولا يعقوبيان ( مستقلون) ديما جمالي (تيار المستقبل). (9)
النواب المتوفون: ميشال المر ( مستقل)، مصطفى الحسيني ( مستقل)، جان عبيد (الوسط المستقل)، فايز غصن (التكتل الوطني) (4)
8 آذار: (لبنان القوي): جبران باسيل،نقولا صحناوي، هاغوب ترزيان، ألكسندر ماطوسيان، أنطوان بانو،إدغار الطرابلسي، زياد أسود، سليم خوري، سليم عون، أسعد درغام، مطفى حسين، جورج عطالله، سيمون ابي رميا، روجيه عازار، ابراهيم كنعان، الياس ابو صعب، إدي معلوف، سيزار ابو خليل، هاغوب بقرادونيان، حكمت ديب، ماريو عون، الآن عون، فريد البستاني. (23)
كتلة الوفاء للمقاومة: محمد رعد، ابراهيم الموسوي، حسين الحاج حسن، علي عمار، أمين شري، حسن عزالدين، حسين جشي، حسن فضل الله، علي فياض، أنور جمعة، إيهاب حمادة، علي المقداد (12)
كتلة التنمية والتحرير: نبيه بري، محمد خواجة، ابراهيم عازار، علي عسيران، علي خريس، عناية عز الدين، ميشال موسى، علي حسن خليل، هاني قبيسي، علي بزي، أيوب حميد، ياسين جابر، أنور الخليل، قاسم هاشم، محمد نصرالله، غازي زعيتر، فادي علامة (17)
الحزب الديمقراطي: طلال ارسلان (1)
كتلة التكتل الوطني: طوني فرنجية، اسطفان الدويهي، فريد هيكل الخازن (3)
اللقاء التشاوري: عبد الرحيم مراد، الوليد سكرية، فيصل كرامي، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي (5)
المستقلون: ايلي الفرزلي، جميل السيد، أسامة سعد، هنري شديد، أدي دمرجيان (5)
الحزب السوري القومي الإجتماعي: اسعد حردان، البير منصور، سليم سعاده (3)
المجموع 69
14 آذار:
الجمهورية القوية: جورج عدوان، عماد واكيم، جورج عقيص، أنطوان حبشي، وهبي قاطيشا، ستريدا جعجع، جوزف إسحاق، فادي سعد، زياد حواط، شوقي الدكاش، إدي ابي اللمع، بيار ابو عاصي، انيس نصار (13)
تيار المستقبل: سعد الحريري، تمام سلام، رولا الطبش، نزيه نجم، بهية الحريري، عاصم عراجي، محمد القرعاوي، بكري الحجيري، وليد البعريني، محمد سليمان، طارق المرعبي، هادي حبيش، عثمان علم الدين، سامي فتفت، محمد كباره، سمير الجسر، محمد الحجار (17)
اللقاء الديمقراطي: تيمور جنبلاط، فيصل الصايغ، هادي ابو الحسن، اكرم شهيب، وائل ابو فاعور، بلال عبدالله، نعمة طعمة (7)
المجموع: 37
تكتل الوسط المستقل: نجيب ميقاتي، نقولا نحاس، علي درويش (3)
المستقلون: سيزار معلوف، جان طالوزيان، نهاد المشنوق، ميشال الضاهر، شامل روكز، فؤاد مخزومي(6)
