عصام فارس: الغائب الذي تفتقده عكار

28 أبريل 2022
عصام فارس: الغائب الذي تفتقده عكار


لا يمكن قراءة المشهد الانتخابي في عكار من دون استعراض مرور  عصام فارس في التمثيل النيابي كما في المعترك السياسي. فامام  تعقيدات المشهد العام، كما الارباك الواضح و الذي لا يقتصر على لائحة دون أخرى ، يمكن الجزم بانه لم يستطع احد ان يختزل تطلعات عكار بشخصه كما فعل فارس الذي مضى ولم يعد و تجربته لن تتكرر .

 
ما من شك، باستمرار تلك الاوجاع الدفينة الكامنة في النفوس جراء الشقاء المزمن وظلم النظام السياسي الذي تجاوز كل الحدود في عكار، ورغم ذلك تبدو ملفتة للنظر تلك  العلاقة الجدلية  بين الحرمان من أبسط الحقوق و الاصرار على الالتزام الوطني.
 
بهذا المعنى، يمكن القول بأن عصام فارس شكل علامة مضيئة في عكار عندما  دفعها نحو أعلى مرتبة “دولة الرئيس” وهو المنصب المتاح بحكم طائفته، كما فتح أمامها  أفاقا واسعة وثقلا سياسيا كان يحسب له حساب، فضلا عن بصماته الانمائية التي يشهد لها الخصم قبل الصديق.
إستذكار فارس في لحظة انتخابية وفي ذروة الحملات الناشطة  ليس عن عبث، ففي المعطى السياسي ينبغي الاعتراف بأن انتخابات 2005 افرزت طابعا طائفيا مقيتا لم تعهده عكار ، فمفهوم القوة السنيّة الكاسحة يتناقض تماما  مع مفاعيل  الفقر التاريخي  الجاسم فوق صدور العكاريين، وإلقاء التهم والتعرض للكرامات كما حصل مع عصام فارس لا يتناسب مع طبيعة عكار المتسامحة.
فارس لم يتوانَ عن وضع مكتبه في حلبا بتصرف مرشح  العزم و السعادة هيثم عز الدين ، في دلالة واضحة علي إيجاد قواسم مشتركة لتنمية مستدامة، ورؤية سياسية خارج منطق  العصبيات الطائفية او العائلية، و هذا ما ثبّت حاجة عكار لتضافر جميع الجهود لتمرير الكارثة  المعيشية الحاصلة.
لذلك يمكن القول بأن عكار  تفتقد عصام فارس، كونه كان استثنائيا بعطائه وعفويته ، واستطاع ان يدخل في الوجدان العكاري ليس من باب الوراثة السياسية او  الزعامة التقليدية، بل انطلاقا بل من باب معايشة شخصية في  تل عباس وبينو، لذلك كانت اغلب مقارباته نابعة من منطلقات عاطفية استطاع ان يعكسها مشاريع انمائية رائدة .
يروي أحد مساعديه ، بأن عصام فارس لم يتوان عن شق اتوستراد الجومة من ماله الخاص، فور علمه بانقلاب باص ركاب على طريق ضيقة، كما يستذكر صحافي من عكار  انه  حاول احراجه من خلال المجاهرة  بأن بلدته أجمل من بينو رغم علمه مدى تعلق فارس الشديد ببلدته، لكنه فوجئ بفارس يبتسم قائلا “اكيد  يا ابني،  انا لا احب مكانا في هذا العالم اكثر من هذه القرى الساحرة”