أحيت المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان بالتعاون مع بلدية الغبيري، وبرعاية وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى، “الحفل الخظابي الانشادي” لمناسبة يوم القدس العالمي الذي اعلنه الامام الخميني في آخر جمعة من شهر رمضان، تحت عنوان “معا من أجل القدس”، في المركز الصحي الاجتماعي لبلدية الغبيري.
وتلا وزير الثقافية محمد وسام المرتضى كلمة للمناسبة، قال فيها: “على الرغم من ضراوة يومياتها، لا تدخل القدس في متناول المعاني اليومية، ذلك أنها في معنى الحق الإلهي متجلى السماء على الأرض، وفي معنى الحق البشري خلاصة القيم الإنسانية العليا. هكذا كانت على امتداد سبعة آلاف عام من عمر وجودها، منذ أن بناها الكنعانيون اليبوسيون في القرن الخامس قبل المسيح؛ وهكذا ستبقى حين يعيدها إلى أصل معانيها السامية، أهلها الحقيقيون أبناء عدنان وقحطان وكنعان، عندما يقتلعون من ترابها المبارك يبوسة هذا الاحتلال المجرم، كما يقتلع الفلاح من سنديانة خضراء غصنا يابسا دخيلا عليها جرى ربطه فيها محاولة لتطعيمها وتغيير طبيعتها.
والقدس علاقة طردية وعكسية في آن معا بين المقدس والقانون، ولهذا كان لبواباتها أن تنفتح مصاريعها دائما على الحق وتنغلق في وجه الباطل، ولزيتونها أن تصفق أغصانه دائما للسلام وتصفع الوجوه الحاقدة، ولناسها أن يقيموا دائما على الرباط في أكنافها ذودا عن السلام والحق، ودفعا للباطل والحقد”. أضاف: “أصل الحكاية أيها الأحبة، أن ليس لليهود في أرضنا من الماضي نصيب، فالمملكة القديمة التي يزعمون أنهم أقاموها هنا، تكاد رقعة سلطانها الزمنية أن تقل ديمومة عن مدة اغتصابهم الحديث لفلسطين؛ فكيف إذا لبرهة يسيرة من الزمن أن تنتحل الزمان كله؟ وها إن الاعتداءات التنقيبية التي يجريها الصهاينة تحت أساسات المسجد الأقصى، تخيب آمالهم في العثور، ولو على حجر وحيد ينتسب لهم. هذا يؤكد أنهم لم يجيئوا إلى أرضنا طلبا لحق، بل اعتداء على أصحاب الحقوق الأصليين، ولذلك جعلوا كيانهم المعتدي ثكنة حربية متقدمة في المنطقة العربية، تهدف إلى قتل أهلها وتقسيم شعوبها والاستيلاء على خيراتها، في مقاربة سوسيولوجية لم تعرفها الحضارات: مجتمع حي يشرد إلى الشتات، وآخر مصطنع يؤتى بأفراده من أعراق الأرض وألسنة الجهات جمعاء، فلا يلتقون إلا على ظلم وتعصب وعدوان. وبعد هذا يحاضر القاتل في ثقافة الحياة”.