كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”:قبل حوالى أسبوعين من فتح صناديق الاقتراع، وحوالى أسبوع على مشاركة غير المقيمين (6 و8 أيار المقبل)، تقود حالة الفوضى السائدة على الساحة السنيّة بعد قرار سعد الحريري بالاعتكاف، إلى السؤال: هل هو فعلاً منكفئ عن المسرح السياسي، وتالياً الانتخابي، أم قرّر الانخراط في وحول الانتخابات ولو على نحو غير رسمي وغير مباشر؟
لا شكّ في أنّ قرار رئيس تيار «المستقبل» كان مفصلياً بتبعاته، وترك تداعيات كبيرة على الجسم الأزرق، بعدما كرّت سبحة الاستقالات لا سيما من جانب الراغبين في المشاركة في الاستحقاق النيابي، وسادت حالة التخبّط بين القواعد نتيجة التضارب والانقسام في المواقف والسلوكيات، بين من قرر الالتزام بقرار الحريري، ومن قرر معاكسته كرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، وبين من يسوّق أنّ الحريري سيمدّه بالأصوات ولكن من تحت الطاولة، وبين من يعتبر أن سلوك الحريري الانتخابي هو سلبي من باب النكاية ومحاصرة «القوات» و»ورثته». فعلاً، تحوّل المشهد إلى أشبه بطبق «فتوش» فيه كلّ المكونات.
يؤكد أحد المعنيين أنّ الحريري منكفئ عن المشهد الانتخابي، ولا نيّة لديه بالتراجع عن قراره، حتى أنّ بعض من يلتقونه يكشفون أنّه طلب منهم الامتناع عن مناداته بلقب «دولة الرئيس» وكأنه قرّر أن يقطع حبل السرّة مع السياسة اللبنانية وزواريبها، فيما تحوّل «تيار المستقبل» إلى أجنحة متكسرة، موزّعة القوى والأطراف. ومع ذلك، ثمة ودائع حريرية في بعض اللوائح، هي أقرب إلى الحريري من غيرها من الترشيحات، والأرجح أنّها تستفيد من هذه الحالة لكي تستميل بعض مفاتيح «تيار المستقبل»… لا أكثر.
وكتبت ميسم رزق في”الاخبار”:يسود الظن بأن «الحملة» التي يتعرّض لها فؤاد السنيورة بـ«أمرٍ» من الرئيس سعد الحريري هي ما يُهدد فوز اللائحة المدعومة منه في دائرة «بيروت الثانية» أو في دوائر أخرى. لكن الواقع هو أن قلقاً شديداً ينتاب السنيورة بعد فشله في تشكيل نواة كتلة نيابية ترث تيار «المستقبل»، ينبع من إدراكه بأنه شخصية «غير مرحّب بها» في قسم كبير من الشارع السني، وأن كثُراً ممّن قد يُقاطعون صناديق الاقتراع سيفعلون ذلك رفضاً للسنيورة بمعزل عن التعاطف مع زعيمهم.
هذه الأجواء ناقشتها شخصيات مع السفير السعودي. وعندما ذُكر أمام البخاري أن الحريري «قد يخرج بكلمة علنية قبلَ يوم الانتخابات ليطلب من جمهوره مقاطعة صناديق الاقتراع»، أجاب بأن الحريري «خاسر، إن فعلها وإن لم يفعلها». ولم يجِد الضيوف تفسيراً لذلك سوى أن «الحريري في حال دعا إلى مقاطعة الانتخابات سيزيد السخط السعودي عليه». بعد أيام قليلة، بحسب مصادر مطلعة، كرر البخاري كلامه بصيغة أوضح، مشيراً إلى «احتمال أن تطلب الرياض من الإمارات إبلاغ الحريري الخروج قبلَ الانتخابات ببيان يدعو الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات»، وهو ما وصل الى مسامِع الحريري. لكن المفارقة أن تمزيق صور المرشحين في بيروت أتى بعد أيام قليلة على نقل كلام البخاري!