بات من المؤكد أن مصير المنطقة عالق بين نتائج المفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني والمحادثات الايرانية مع السعودية بواسطة سلطنة عمان، فيما إيران تشكل ، في الحالتين، جدلية استراتيجية قائمة بحد ذاتها.
يمكن الجزم، أن لبنان حالة منفصلة عن الملفات التي تدور حولها المفاوضات، من اليمن الى الممرات البحرية وصولا لما يسمى بالمشروع التوسعي للجمهورية الإسلامية والذي يصل الى عمق الخليج العربي، فلطالما جرت اتفاقات حول تحييد لبنان عن التجاذبات الحاصلة والسعي لتثبيت استقراره الداخلي.
في هذا الإطار، يؤكد مسؤول إيراني زار بيروت مؤخرا رغبة بلاده بالوصول إلى نتائج إيجابية تعيد الاستقرار للمنطقة التي تتناتشها الصراعات والنزاعات، وبالتالي تبذل إيران جهودا حثيثة وتنتظر بالمقابل خطوات متبادلة وهي لا تجد حرجا في الغوص بأكثر القضايا الشائكة بما في ذلك الحرب الدائرة في اليمن.
يسرد المسؤول الايراني المذكور طويلا النقاط الساخنة، ليس من باب الاشتباك السياسي، بقدر ما هو عرض لنقاط الخلاف، ليجزم بحتمية الوصول إلى قواسم مشتركة، حيث أن المعضلة الأساس من وجهة نظر إيران تكمن في عدم تبلور مشروع عربي موحّد لصون المصالح الحيوية، ورغم ذلك تنفتح الجمهورية الإسلامية على الحل، كون لا إمكانية لتثبيت معادلة إقليمية صلبة من دون الشراكة مع السعودية.
لذلك ، وبعد الانتكاسة التي تعرضت لها جلسات التفاوض مع السعودية عقب تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطنين شيعة في السعودية، من المتوقع ان تسير الوساطة العُمانية قدما من احل استئناف الحوار في ظل أجواء تميل صوب الايجابية.
هذا الامر يتطلب من وجهة نظر إيرانية، ان تبادر السعودية إلى وقف دعمها لما تسميه طهران التطرف في المنطقة، ورفض اية شروط تعيق مشروع التوسع الايراني على الا تتدخل ايران في الشؤون الداخلية للدول العربية وتستمر في المجاهرة علنا بدعم حركات المقاومة ومناهضة الظلم.
أمام هذا الوقائع ، اعطت الازمة الاوكرانية دفعا لمسار التفاوض مع الطرف الأميركي حيال البرنامج النووي ، من دون أن ينسحب ذلك بالضرورة على المحادثات في مسقط، حيث يشير المسؤول الايراني إلى عدم الارتباط بينهما ما يعني حكما الوصول إلى انضاج ظروف الاتفاق بمعزل عن العامل الزمني.