ايام قليلة تفصل عن موعد فتح صناديق الاقتراع، حيث بدأ العدّ العكسي للمنازلة الانتخابية التي تأخذ طابعاً حاداّ وانقساما شديدا حول الخيارات الوطنية في كل المجالات.
ففي السادس من ايار الجاري تفتح صناديق الاقتراع للمغتربين المسجلين في الدول العربية، وفي 8 منه لباقي المنتشرين في انحاء العالم. ويلي ذلك بعد اسبوع الفصل الاساسي للعملية الانتخابية الكبرى على مساحة البلد.
وفي هذا السياق كتبت ” النهار”: بين تهديد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من عكار بتعليق مشاركة التيار في الانتخابات في ظل الإرباكات والإشكالات الأمنية التي واجهته في جولته العكارية وكادت تنسفها وإعلان النائب السابق فارس سعيد عن رصد مسيرة حلقت فوق منزله في قرطبا، مؤشرات لتصاعد الحمى الانتخابية تبعث على إثارة الشك في المقبل من الأيام لجهة متانة الإجراءات الموعودة في حفظ أمن العملية الانتخابية.
وتسبّبت زيارة باسيل إلى عكار، بتشنّج في المنطقة التي شهدت تحركات شعبية كثيفة رافضة لزيارته. وكانت الاحتجاجات على الزيارة بدأت أول من أمس واستمرّت أمس، عبر قطع الطرق في بعض البلدات وحرق صور لباسيل، ولكنه تمكّن من الوصول إلى المنطقة، رغم وقوع إشكالات وسقوط عدد من الإصابات.
وذكرت «الأخبار» أنّ القوى الأمنية والجيش اتخذوا قراراً بمنع قطع الطرق، وتأمين وصول المشاركين في المهرجان مهما كانت الظروف.
وقالت مصادر التيار لـ«الأخبار» إننا «نعيش في بلد ديمقراطي، ولدينا الحق في التعبير عن رأينا وممارسة نشاطنا السياسي ولن نسمح لأي كان بسلبنا هذا الحق».
وأكدت المصادر أنّ «ما يجري يضع الدولة أمام مسؤولياتها، ولا يمكنهم على الإطلاق إلغاءنا ونحن نحذر من فتنة. فالمعتدون معروفون وبالأسماء وعلى القوى الأمنية التصرف بحزم إزاء الاعتداءات التي نتعرض لها وما زلنا منذ عامين».
ولعل اللافت أن بروز مؤشرات التصعيد السياسي وممارسات الترهيب جاء مع تكثيف التطمينات الأمنية في ظل الاستنفار الذي بدأ مع اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في بعبدا الذي عرض للتحضيرات للانتخابات.
وعقد أمس اجتماعٌ ثان للغاية عينها، لمجلسُ الأمن المركزي في وزارة الداخلية. وأكد وزير الداخلية بسام مولوي أن الأجهزة الأمنية جاهزة بشكل تام لاتخاذ التدابير اللازمة حفاظاً على الاستقرار والهدوء في يوم الانتخابات. وقال إن “المجتمعين أكدوا ضرورة منع التجمعات الكبيرة التي قد تؤدي إلى خلل أمني ووقف الأنشطة الرياضية والمباريات”. وأكد أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمعلومات ستكون موجودة بشكل دائم لتفيدنا بكل الأمور التي نحتاج إليها، ونؤكّد جهوزية القوى الأمنية اعتباراً من اليوم لمتابعة كل الأمور بتفاصيلها.
وكتبت” الديار” على ابواب موعد الانتخابات نشطت القوى السياسية لتفعيل حملاتها في كل المناطق والدوائر، وحث الناخبين للاقبال على صناديق الاقتراع والتصويت لصالح لوائحها، لا سيما ان الاستطلاعات التي اجريت حتى الان لا تؤشر الى ان النسبة ستكون مرتفعة رغم كثرة اللوائح وحدة المنافسة في كثير من الدوائر، لكن التحشيد بكل الوسائل اخذ يعطي بعض النتائج بانتظار اكتمال المشهد في يوم المعركة.
ونقلت «الديار» عن مصادر مطلعة ان قيادة “تيار المستقبل” بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري اكدت الاستمرار على موقفها المعلن من الانتخابات، وعممت على محازبيها وانصارها الالتزام بهذا القرار دون الانجرار الى مشاكل او اشكالات في الشارع، خصوصا بعد حصول احتكاكات محدودة بسبب الخلاف على تعليق الصور وتمزيق بعضها.
مصادر سياسية متابعة تحدثت عبر “الانباء” الالكترونية عن الكثير من المطبّات والفجوات التي ترافق العملية الانتخابية، كاشفةً عن نقص فاضح في التحضيرات اللوجستية ومن أبرزها الكهرباء، متسائلة عن مدى قدرة شركة كهرباء لبنان الالتزام بالقرار الذي تم الإعلان عنه بأنها ستقوم بتأمين 14 ساعة كهرباء في مراكز لجان القيد. وبالتالي كيف ستتم أعمال الفرز التي تبدأ لحظة اقفال الصناديق وقد تستمر الى ما بعد منتصف الليل أو حتى ساعات الفجر الأولى في ظل لوائح كثيرة ومعقدة، وبالتالي مَن يضمن شفافية أعمال الفرز في حال انقطاع الكهرباء. هذا عدا الأمور اللوجستية الأخرى من مالية وغيرها.المصادر رأت أنه من غير المنطقي ترك الأمور على عاتق البلديات التي بغالبيتها لا تملك ثمن مادة المازوت وتأمين الكهرباء للناس لمدة ست ساعات يومياً، لأن المطلوب من البلديات تأمين أكثر من مولد أو مولّدين لكل قلم.