هو ملحم طوق أو وليام طوق، لكن الأهمّ من كل هذا أنه يحمل اسم جبران في اسمه الثلاثي فيعرف الكل عمّن نتحدّث في بشرّي والجوار. قد يكون المرشّح إلى الانتخابات النيابية من برج الجوزاء، يحمل اسمين، وله خطابين، وحتى خطّتين للسير في خياراته الانتخابية. وإن صحّ أنه من برج الجوزاء، فمن خصائص مواليد هذا البرج أنهم قابلون للتكيّف مع شتّى الظروف والمواقف، وفي حالتنا ع شتّى اللوائح التي يمكن أن يخوضوا من خلال غمار الاستحقاق الانتخابي.
وليام جبران طوق كما هو معروفاً على المستوى الاجتماعي، ملحم جبران طوق كما هو معروفاً على لوائح الشطب وفي القوائم الانتخابية، حاول اللعب على أكثر من خطّ تحضيراً للانتخابات. كانت خطوطه مفتوحة مع التيار الوطني الحرّ طمعاً بتأمين حاصل انتخابي، وكذلك الحال مع النائب المستقيل ميشال معوّض الذي يمكن أن تتناسب سيرته مع الطوق. لكنّ الأخير حار ودار وعاد إلى مربط الخيل نفسه إلى جانب بنشعي تيار المردة بما يتناسب مع مواقفه السياسية والشخصية مع حلفاء حزب الله والنظام السوري المباشرين والثابتين.
في انتخابات 2018، حصّل وليام طوق أو ملحم طوق 4649 صوتاً تفضيلياً لم يخوّلوه الدخول إلى الندوة البرلمانية فكان أول الراسبين في القضاء بفارق يزيد عن 1300 صوت. ويبدو أنّ هذه الجبهة الطوقية لم تنجح في تحسين واقعها في بشرّي، إذ أنّ طوق الأب نال 4089 صوتاً في انتخابات 2009، أي أنّ الابن نجح في تسع سنوات من استمالة 560 صوتاً فقط، وهو رقم حرج لشاب في أول طلعته السياسية ومسيرته الانتخابية.
بعد تجربة انتخابية أولى مني فيها بخسارة واضحة، يخوض وليام أو ملحم طوق السباق الانتخابي في بشري مجدداً هذا العام، ولا بد من القول إنّ حظوظه تراجعت عن الدورة السابقة بالتأكيد خصوصاً بعد انتفاضة 17 تشرين وبروز لوائحها الكاملة وانتشارها الفعلي في كل أقضية هذه الدائرة. إن كانت الناس قد ثارت على شيء، فهو كل ما هو تقليدي من شأنه أن يأكل على حساب أموال الخزينة والمال العام، وعلى الإقطاع العائلي والحزبي في السلطة كان أو خارجها. وأهالي بشري الثائرين يعرفون تماماً أنّ الاقتراع لوليام طوق كالاقتراع للقوات اللبنانية، إذ أنّ للطرفين المنطق نفسه في التعاطي مع الناس، من فوق.
في مهرجان إطلاق ماكينته الانتخابية أكد وليام أو ملحم طوق على أنّ “تحالفنا انتخابياً مع المردة عن قناعة برغم وجود اختلاف في بعض العناوين السياسية الأساسية لكن في الواقع والحقيقة فإن الذي يجمع بين أهلنا في جبة بشري وأهلنا بزغرتا الزاوية هو أكبر بكتير من مجرد انتخابات نيابية…ونابع من جذورنا المسيحية المارونية الحقيقية”. مسكين، يحمل خطاباً طائفياً مسيحياً، مذهبياً مارونياً، كما لو أنه يخوض المعركة الانتخابية ضد غير مسيحيين وغير موارنة. وهنا الفارق بين وليام طوق أو ملحم طوق، ولوائح 17 تشرين، فهو يمثّل فعلياً السياسة التقليدية التي أوصلت اللبنانيين إلى هذا الذلّ.