لا تتوانى الماكينة الانتخابية للائحة “بناء الدولة” التي يرأسها الشيخ عباس الجوهري والمدعومة من القوات اللبنانية والرئيس فؤاد السنيورة في دائرة بعلبك- الهرمل عن بث الاجواء الايجابية في الاجتماعات والزيارات التي يقوم بها اعضاؤها في عدد من قرى دائرة البقاع الثالثة. الا ان ذلك لا يخفي حالة القلق والترقب التي يعيشها المشرفون الفعليون على اللائحة وهم القوات والسنيورة، اذ بعد انسحاب ثلاثة مرشحين شيعة من اللائحة والذين كان يعول عليهم كثيرا في دعم اللائحة والوصول الى الحاصل الانتخابي، برزت مؤخرا اشكالية على صعيد الصوت السنّي ايضا. لا يبدو الامر مطمئنا بالنسبة للسنيورة نتيجة الشرذمة الحاصلة، رغم تدخله المباشر اكثر من مرة لرأب الصدع وجمع العائلات السنيّة ودفعها للتصويت للائحة “بناء الدولة”.
في عرسال التي تعتبر معقلا اساسيا للصوت السنّي في الدائرة الثالثة تنشط القوات والسنيورة لدعم لائحة “بناء الدولة” ومرشحها زيدان الحجيري، فيما ابناء عرسال المنضوون تحت “تيار المستقبل” ملتزمون بقرار الرئيس سعد الحريري “الا قلة منهم خالفت قرار الحريري ظاهرا ، بحسب احد فاعليات بلدة عرسال الذي اكد على الميل الاكبر تجاه المقاطعة .
اما مرشح “لائحة الوفاء والامل” ملحم الحجيري فينشط داخل البلدة بشكل ناشط مدعوما من ابناء العائلة .
وكان الشيخ عباس الجوهري قال في حديث صحافي قبل يومين “القاصي والداني بدأ يتلمّس حجم الضغوط الهائلة التي يمارسها حزب الله على الناخب وعلى المرشح من خلال عملية الإكراه، ومن خلال التواصل مع كل من يدعونا إلى لقاء في بلداته، والتعرّض له معنوياً ومادياً وبشتّى أنواع الترهيب والترغيب وآخرها استعمال أزيز الرصاص لإرهاب الناس وتخويفهم في بلدة الخضر البقاعية. والحادث يؤكد أن هناك منطقا لا يقبل الشراكة والتنافس الديمقراطي، ويريد أن يمارس سطوته الأمنية والعسكرية”.
وعن التحالف مع ” القوات اللبنانية” قال: أعتقد أن من يريد التغيير، يجب أن يتحلى بالواقعية خصوصاً في الوسط الشيعي ولا يمكن أن لا يعير اهتماماً لمكونات معارضة لحزب الله. ومن يريد إحداث خرق في الساحة الشيعية يجب أن يتعامل واقعياً مع الصوت السنّي الوازن والمسيحي الوازن الذي هو خارج قبضة حزب الله مهما اختلفت التسميات من حزب قوات لبنانية إلى تيار مستقبل أو مرجعيات سنيّة جديدة وغيرها ولكن في النهاية هناك ذوق مسيحي وسنّي ليس مع حزب الله. وعندما شكلت اللائحة جعلت من خلال هذين الصوتين أجنحة لإقلاع طائرتي بالتغيير بالوسط الشيعي. فواقعيتي تسمح لي بالتحالف مع نائب مارس عمله لمدّة 4 سنوات وهو أنطوان حبشي وحتى الآن لم أتحالف سياسياً مع حزب القوات اللبنانية بل تحالفت انتخابياً مع حبشي والذي بالمناسبة لم يكن مصدر توتر في المنطقة بل العكس. وكان مثالاً للنائب الذي يعتبر نفسه نائباً عن الجميع. كما أنّه ما يزال يحافظ على غالبية الأصوات المسيحية في بيئته. التقيت أكثر من 10 آلاف شخص ممن أيّدوا هذا التحالف وهم تجاوزوا ما حاولوا أن يوقظوه من فتنة خلال أحداث الطيونة ولا يعتبرون أن النائب أنطوان حبشي يمثّل هذا النوع من السياسة.
المصدر:
لبنان 24