مفاجآت الربع الساعة الأخير في إنتخابات 2022… ما هي؟

7 مايو 2022
مفاجآت الربع الساعة الأخير في إنتخابات 2022… ما هي؟


إنه موسم إنتخابات. لا أحد يتحرّك اليوم سوى على إيقاع ما ستسفر عنه هذه الإنتخابات، التي قد تحمل معها الكثير من المفاجآت، خصوصًا أن ثمة أجواء داخل البئيات الحزبية، على تنوّعها وإختلافها، توحي بظاهرة يمكن التأسيس عليها للمرحلة التي تلي الإنتخابات. فلبنان مقبل على الكثير من التطورات التي تفرض على الجميع التعاطي مع مستجداتها بذهنية مختلفة عن السابق. 

ماذا يقول بعض الحزبيين الذين لا ينتمون إلى حزب أو تيار سياسي واحد، بل هم يعبّرون عن شريحة واسعة من الملتزمين حزبيًا؟ 
يقولون، وبصدق، أن أحزابهم وتياراتهم كانوا في صلب المعادلة السياسية، التي قامت على أساس تقاسم الحصص والتوافق على إدارة شؤون الدولة بما يتوافق مع مصالحهم الذاتية ومنفعتهم الخاصة، حتى ولو بدوا في كثير من الأحيان مختلفين على أكثر من عنوان، ولكن في النهاية هم مشاركون فعليون في إيصال البلاد إلى الإفلاس والإنهيار. 
ولذلك فإن الحديث عن خيارات أخرى ستظهر داخل صناديق الإقتراع بدأ يتنامى داخل هذه البئيات الحزبية، وهذا الأمر إعتبره المراقبون للحركة السياسية بداية تغيير حقيقية ربما تفوق برمزيتها أهمية الأصوات المطالبة بالتغيير. 
فلو كان الساعون إلى التغيير، في رأي هؤلاء المراقبين، أكثر تنظيمًا وتوحدًّا، لكانوا إستطاعوا أن يحقّقوا نتائج أكبر من تلك المنتظرة، خصوصًا أن المتذمرّين من أداء الأحزاب والتيارات السياسية كانوا على إستعداد لأن يمدّوا الحركات التغييرية بمزيد من عناصر القوّة لو أنها تصرّفت على نحو مغاير مما هي عليه الحال اليوم. 
فالإنتخابات ستنتهي. وسيفوز فائزون، ويخسر خاسرون. إنها لعبة ديمقراطية. لها أصولها وأساليبها ونتائجها.  
ولكن ماذا بعد هذه الإنتخابات، وهل يعي الفائزون والخاسرون معًا أنهم جميعًا على مركب واحد تتقاذفه الأمواج من كل حدب وصوب، وهو مهدّد في أي لحظة بالغرق؟ هل يدركون أنهم إن لم يكونوا جاهزين ومتأهبين ومنتظرين قطار الحل الإقليمي الآتي حتمًا بكل جهوزية سيمرّ بهم بسرعة لا يتوقعّها أحد. فإذا لم يكن اللبنانيون مستعدّين ومتأهبين فلن يتمكّنوا من الصعود إلى متنه، وستفوتهم الفرصة المنتظرة. وهيهات أن تعود. 
وهنا يحضرنا كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمام المجلس الأعلى للدفاع، والذي أعرب فيه عن خشيته من أن تكون البلاد مقبلة على إشكالات سياسية جديدة. وهذه الخشية هي نتيجة قراءة موضوعية لمسار الأمور وللأجواء الضبابية المتوقعة لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية.  
فتحذير الرئيس ميقاتي لم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة ما تجمّع لديه من معطيات دولية وإقليمية حول ما يمكن توقعّه من نتائج لأبرز العناوين التي ستحملها المرحلة السياسية الجديدة، والتي دفعته إلى إطلاق هذا التحذير الذي فيه دعوة صريحة للجميع إلى إستباق ما يمكن أن تحمله المستجدات المنتظرة من صعوبات. 
فهذه القراءة الإستشرافية تؤكد أن لبنان يقف بعد مرحلة “سكرة” الانتخابات على شفير مرحلة جديدة تتعلق بإعادة تكوين السلطة بدءاً بتشكيل الحكومة العتيدة المفتوحة حتماً على انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس ميشال عون المنتهية الذي تنتهي ولايته في 31 تشرين الأول المقبل.  
ما يقلق الرئيس ميقاتي، وهو غير المعني بمعارك طواحين الهواء الإنتخابية بالمباشر، الا يختلط حابل نتائج الإنتخابات بنابل الكيدية السياسية فتكون الترجمة السلبية على إمكانية تشكيل حكومة جديدة بالسرعة المطلوبة، مع ما ستكون عليه من إفرازات سياسية تعطيلية قد تدخل البلاد في أزمة حكم تستدعي التمديد للحكومة الحالية بتحويلها إلى حكومة تصريف الأعمال على نطاق ضيق، وعلى مدى طويل، خصوصًا أن الإستحقاقات المؤجلة ومن بينها المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تفرض وجود حكومة فاعلة بكل مقاييس هذه الفاعلية، مع خشية الدخول في أزمة فراغ جديدة عندما يحين موعد إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع ما يختلج البعض من شعور من تكرار تجربة العام 2014، وبالأخصّ إذا لم يكن اللبنانيون مستعدّين للدخول في مسار الحلّ الإقليمي المنتظر.