شهدت مختلف المناطق اللبنانية في الساعات الماضية حركة ناشطة للماكينات الانتخابات تمهيداً ليوم “المنازلة الكبرى” في 15 الجاري.
وكانت عاصفة المواقف والسجالات الحادة التي سجلت في الاسابيع الاخيرة بين القوى والتيارات المتنافسة قد هدأت نسبيا بفعل الصمت الانتخابي.
وتركز الماكينات الانتخابية على تأمين أكبر نسبة من المقترعين لمصلحة لوائحها آخذة بعين الاعتبار الصعوبات والعناصر التي تواجه هذه العملية، وفي مقدمها توفير وسائل النقل للناخبين للوصول الى مراكز الاقتراع، لا سيما أولئك البعيدين عن هذه المراكز. كما تسعى خلال الاسبوع الذي يفصل عن موعد الانتخابات في لبنان الى اقناع المترددين للذهاب الى صناديق الاقتراع.
وبحسب ” الديار” فان القضية الابرز في هذا المجال هي قضية مقاطعة جمهور الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل التي خلقت اجواء من الارباك وخلط الاوراق في الدوائر ذات الغالبية السنية.
ووفقا لاحدى الماكينات الانتخابية للمتمردين على قرار الحريري في بيروت، فان اللوائح المتنافسة رغم كثرتها تواجه صعوبات في كسر هذه المقاطعة، وحث جمهور المستقبل على المشاركة في الاقتراع رغم احراز بعض التقدم في الاسبوعين الاخيرين، خصوصاً بعد عودة السفير السعودي الى بيروت ودعوته الى المشاركة في الانتخابات، ثم دعوة مفتي الجمهورية ايضاً للمشاركة الكثيفة في العملية الانتخابية.
وقالت مصادر متابعة في الماكينة المذكورة ان الحماس الذي سجل في الجولة الأولى من الانتخابات للمغتربين لدى المقترعين السنّة لا يوازيه الحماس المماثل في لبنان، آملة في أن يتحسن الوضع أكثر على هذا الصعيد في خلال الاسبوع الذي يسبق موعد الانتخابات.
وذكرت مصادر مطلعة في هذا المجال ان الرئيس الحريري سيستمر في التزام الصمت، ولن يصدر عنه أي موقف جديد يخالف الموقف الذي اعلنه عند تعليق العمل السياسي والانتخابي.
وأضافت ان الضغوط التي مورست وتمارس عليه معروفة وكبيرة، لكن من المستبعد ان يعلن موقفاً يشكل تجاوباً مع هذه الضغوط، او رضوخاً لها.
ووفقاً للاستطلاعات الاخيرة للاجواء الانتخابية، فان المنافسة الشديدة على الساحة المسيحية، لا سيما بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، تؤشر الى ان نسبة الاقتراع ستكون مرتفعة في الدوائر ذات الغالبية المسيحية، مع العلم ان هناك اطرافاً وقوى سياسية اخرى تتنافس مع هذين الطرفين، منها المردة وحزب الكتائب والقوى التي تخوض معركتها تحت عنوان التغيير.
كذلك تسود أيضاً اجواء مماثلة في الشوف – عاليه حيث ان هذه الدائرة تتشكل من نسبة مرتفعة للناخبين المسيحيين والدروز والسنة. ويسعى الحزب التقدمي الاشتراكي الى الاحتفاظ بمقاعده الدرزية في ظل منافسة شديدة على المقعد الدرزي الثاني في الشوف بين النائب مروان حمادة والوزير السابق وئام وهاب.
أما على الصعيد الشيعي، فان الماكينات الانتخابية القوية لثنائي امل وحزب الله تنشط لتكثيف نسبة الاقتراع في الجنوب والبقاع (بعلبك – الهرمل) لتأمين فوز كامل لوائحهما من دون حصول أي خرق كما حصل في بعلبك الهرمل في الانتخابات الماضية حيث خرقت لائحة الثنائي، لائحة تحالف المستقبل – القوات اللبنانية بمقعدين واحد للنائب انطوان حبشي وآخر للنائب بكر الحجيري”.
والجدير بالذكر ان مرشحين شيعيين في لائحة القوات في هذه الدائرة قد اعلنا انسحابهما مؤخراً لمصلحة الثنائي الشيعي. كما اعلن امس رئيس لائحة القوات اللبنانية في البقاع الغربي خالد العسكر عزوفه عن الاستمرار في المعركة الانتخابية بعد ان كان المرشح محمد قدورة قد انسحب أيضاً من اللائحة في وقت سابق، وبالتالي أصبحت اللائحة من دون مرشح سني، مع العلم ان هناك مقعدين للسنة في هذه الدائرة.Sent from my iPhone