ايام قليلة تفصل اللبنانيين عن موعد الانتخابات النيابية المنتظرة والتي يقول أكثرية المعنيين بالشأن العام انها مصيرية وستحدد مستقبل لبنان السياسي للسنوات المقبلة. وبعد اقتراع المغتربين سيصبح الخطاب السياسي للقوى السياسية بالغ التصعيد بهدف شد العصب في ما تبقى من وقت فاصل عن الاستحقاق.
الهم الاساسي للقوى المعارضة لحزب الله هو اعادة تحفيز الطائفة السنّية على الاقتراع بكثافة، الامر الذي سيعطي نوعا من التوازن الشعبي والانتخابي في الكثير من الدوائر، لكن من غير المفهوم سبب تأخر هذه الحملة التي تشارك فيها السفارة السعودية، فاذا كانت هناك رغبة بإعادة السنّة الى الاقتراع فلماذا لم يبدأ العمل على ذلك قبل اسابيع او اشهر؟لكن، بحسب مصادر مطلعة ، “هناك نوع من حشد اعلامي كبير سيرافق الايام المقبلة، وسيكون عنوانه الصوت السنّي ودفع السنّة نحو الاقتراع بكثافة للوائح الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية لمنع حزب الله من الفوز بالاكثرية”.
وترى المصادر “أن ما يحكى عن انسحاب لوائح في البقاع الغربي هو احد اهم المؤشرات، خصوصا ان التلميحات السعودية بدعم لائحة النائب وائل بو فاعور ستؤدي حتما الى دعم النائب محمد القرعاوي المدعوم من الرئيس سعد الحريري، بمعنى اخر قد تتجاوز السعودية بعض الاعتبارات من اجل الهدف الكبير”.وفي رأي المصادر”أن حضور السفير السعودي وليد البخاري الحفل الذي تحدث خلاله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس شكل اشارة واضحة ورسالة علنية الى الشارع السنّي في دائرة الشوف وعاليه من اجل دعم لائحة الاشتراكي وعدم مقاطعة الانتخابات، لكن الامر لن يكون بالسهولة المتوقعة”.اذا، الصوت السنّي هو عنوان المرحلة، وهو على الارجح من سيحدد هوية الاكثرية المقبلة، علما “تيار المستقبل” يجد ان المقاطعة وعدم المشاركة مفيدان الى حد كبير له على المستوى السياسي اذ سيصبح حاجة لكل الاطراف وامرا واقعا لا يمكن الاستغناء عنه.