لا يحصل كبار السنّ على حقوقهم في لبنان. هم فئة مهمّشة نسبيًّا في المجتمع اللّبناني، خاصّةً من النّاحية الصحيّة المتمثّلة بغياب ضمان الشّيخوخة رغم أهميّته الكبرى، ومن ناحية المساواة مع المواطنين الآخرين.
هذا الامر يناقض الدّستور اللّبناني، الّذي ينصّ في مقدّمته على “المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين دون تمايز أو تفضيل”، ويشير في مادّته السّابعة إلى أنّ “كلّ اللّبنانيّين سواء لدى القانون”.
لكن ما علاقة ذلك بالانتخابات النّيابيّة؟ الجواب بسيط، وهو أنّ أغلبيّة المسنّين لن يستطيعوا المشاركة بعمليّة الاقتراع على الأراضي اللّبنانيّة، سواء بسبب عجزهم الجسدي، أو لعدم وجود من يصطحبهم إلى مراكز الاقتراع.
فماذا عن مسنّي دور العجزة؟
تم تواصل مع أكثر من دار عجزة في مختلف المناطق اللّبنانيّة، من أجل معرفة ما إذا كان هؤلاء المسنّون سيتمكّنون من ممارسة حقّهم أم لا بأيّ طريقة كانت، لكنّ الأجوبة كانت متشابهة.
وقد لفت المدير التّنفيذي في دار الرّعاية الماروني، مالك مارون، لـ”لبنان 24″، إلى أنّ “أهالي المسنّين لم يتواصلوا بعد مع الإدارة لاصطحاب ذويهم إلى مراكز الاقتراع، يوم 15 أيّار الحالي”.
وأوضح صاحب الدّار الّتي تضمّ نحو 80 شخصًا، أنّ “أغلبيّة النّزلاء يعانون من مشاكل ذهنيّة أو جسديّة، ولا قدرة لديهم على الذّهاب إلى مراكز الاقتراع والمشاركة بالانتخابات”.
بالمقابل، قالت مسؤولة في إحدى دور رعاية المسنّين في الجنوب، إنّ “أحدًا لم يتواصل معها من أجل تصويت المسنّين في الدّار”، وكذلك الحال بالنّسبة لإحدى دور مسنّي طرابلس.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ ليس كلّ المسنّين في دور العجزة يعانون من مشاكل عقليّة، بل الكثير منهم يمكثون فيها بسبب غياب من يهتمّ بهم، لذا ليس من الحقّ تغييب أصواتهم، ومن المهم لفت النّظر اليهم بإعداد خطة محكمة تسمح لهم بالتصويت من الدار أو خطة لاصطحابهم الى مركز الاقتراع في حال أرادوا!
نذكر أنّ وفق دراسة نشرها رئيس “الدّوليّة للمعلومات” جواد عدرا، في العام 2019، فعدد اللّبنانيّين الّذين هم فوق الـ64 سنة يبلغ نحو 445 ألف شخص، وهذا رقم حتمًا ليس بقليل، ويمكنه إحداث فرق كبير بنتائج الانتخابات.