انجزت الانتخابات النيابية على مرحلتين في بلاد الاغتراب، وانتخب بحصيلتها قرابة 130 ألفاً من المغتربين، وأظهرت المشاركة نسباً تحاكي نسب عام 2018، لكن مع فارق ارتفاع عدد المسجلين الى أكثر من الضعفين ومثله عدد المقترعين، وشهدت العواصم والمدن الكبرى حشوداً أوضحت هويتها السياسية وجود توازن سياسيّ في اتجاهات تصويت الاغتراب، حيث بدا بوضوح ميل الناخبين في دبي لتشكيلات المجتمع المدني، تحت عنوان الدعوة للتغيير، بدت انتخابات الأميركيتين واستراليا موزعة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، بينما جاهر ناخبو برلين وساحل العاج بالولاء لحركة أمل، وظهرت باريس متوازنة بين الجميع، وقرأت مصادر إحصائية في الحصيلة عيّنة مصغرة عن المشهد الانتخابي المقبل يوم الأحد في 15 أيار، حيث ستبقى الكلمة الفصل للناخب المحليّ بعد تراجع فرضية تحوّل الانتخاب الاغترابي في أوروبا الى تسونامي.
وسجلت الحكومة نجاحا في تنظيم الانتخابات وادارتها، حيث تمت معالجة الاشكالات الطبيعية في اي انتخابات بسرعة من دون ان تؤثر على سير الاقتراع.
وكتبت” البناء”: انتهت انتخابات بلاد الاغتراب على عكس المتوقع، فنسبة المشاركة لم تكن بحدود المنشود او بحدود الراغبين بالتغيير وبعقاب المنظومة السياسيّة. وهذا يعني ان رهان بعض المرشحين على اصوات المغتربين التي من شأنها ان تقلب المعادلة الراهنة قد تلاشت في الساعات الماضية. فالمزاج الاغترابي انطلاقاً مما نقلته وسائل الاعلام المرئية لم يتحرر بعد التبعية السياسية. ولكن رغم ذلك يمكن القول إن التعاون والتنسيق بين وزارتي الداخلية والخارجية نجح في تمرير انتخابات يومي الجمعة والأحد في دول الاغتراب بسلاسة وبسلام بعيداً عن الخلافات، فمشاكل الاكتظاظ وتأخر الناخبين في الإدلاء بأصواتهم تبقى أموراً طبيعية وتحصل في كل دول العالم.
وكتبت” النهار”: بحصيلة مبدئية اجمالية، سواء في النسب المئوية لاعداد المشاركين في الانتخابات او في المؤشرات والاتجاهات التي اودعت صناديق الاقتراع في سائر انحاء انتشار الدياسبورا اللبنانية، يمكن القول ان رياح التغيير عصفت في الاغتراب على امل قوي ان تنسحب العدوى باقوى منها إلى الداخل حيث الوطن الام سيكون على موعد مع “اليوم الكبير” الاحد المقبل في 15 أيار الحالي. ومع ان المشهد الانتخابي العام الاغترابي الذي توزع بين الدول العربية التسع وايران التي جرت فيها الجولة الانتخابية الاغترابية الأولى الجمعة الماضي، والدول الـ48 الأخرى في الانحاء الأخرى من العالم التي جرت فيها امس الجولة الثانية، غلب التركيز الإعلامي الكثيف فيه على الإجراءات التنظيمية والإدارية واللوجستية التي كانت معقولة في الغالب، فان الأهم والاشد تأثيرا من ذلك في تقصي وقائع الانتخاب الاغترابي في مجمله يتمثل في المعطيات عن غلبة الاتجاهات المعارضة والتغييرية التي تؤكدها ماكينات انتخابية حزبية ومستقلة في الاغتراب والداخل سواء بسواء حتى لو ان النتائج الرسمية لفرز الصناديق الاغترابية سينتظر إلى ليل الاحد المقبل.
وكتبت” نداء الوطن”: كل محاولات العهد وتياره لإسكات الصوت المغترب، سواءً عبر الدفع بدايةً باتجاه حصر مفاعيله بستة مقاعد قارية، أو من خلال السعي مؤخراً إلى تشتيته وتبديد قوته في عملية توزيع أقلام الاقتراع، باءت بالفشل تحت وطأة إصطفاف المغتربين في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم تأكيداً على كونهم عازمين على إحداث “التغيير” في صناديق الاقتراع، حسبما تقاطعت تصريحات أكثريتهم على شاشات التلفزة أمس، فالتقوا في مختلف أنحاء العالم على “كلمة اغترابية سواء” تلعن المنظومة المافيوية الفاسدة الحاكمة في وطنهم الأم، وتتوق إلى استئصالها ولفظها من سدة الحكم.إذاً، في محصلة المرحلة الثانية والأخيرة من عملية انتخاب المغتربين، شهدت أقلام الاقتراع إقبالاً ملحوظاً في معظم أنحاء العالم وسط تسجيل نسب مئوية متفاوتة في الدول الغربية تجاوز بعضها الـ65%، في وقت ناهزت نسبة الاقتراع في دولة الإمارات العربية المتحدة 70% من أصل 25066 ناخباً تسجلوا على لوائح الاقتراع في كل من دبي وأبو ظبي، مقابل تسجيل تضارب في المعلومات حول نسب المشاركة في الدول الأفريقية بين أرقام وزارة الخارجية وماكينات الثنائي الشيعي.وكتبت” اللواء”: رمى الاغتراب اللبناني بثقله في صناديق الاقتراع، في محاولة لانتشال الوضع من براثن المأساة المفتوحة منذ 17ت1 (2019). فكان إقبال منقطع النظير بلغ في دولة الإمارات العربية المتحدة 70٪ أو يزيد. واصطف اللبنانيون طوابير انتظار للإدلاء بأصواتهم، بروح رياضية تنافسية، مع تسجيل إشكالات و«اصوات مرتفعة» بين ممثلي التيارات السياسية والحزبية المتنافسة، بما يُشبه عودة الروح إلى ثورة التغيير.ومهما يكن من أمر، فإن يومي 6 و8 آذار، 2022، سيشهدان على تجدد الرهان اللبناني على اللعبة الديمقراطية، في احداث تغيير باتجاه إعادة بناء دولة تجمع ابناءها تحت علم واحد، وبجيش واحد، وحكومة واحدة ودستور واحد لأرض غير قابلة للانقسام أو التجزئة أو الاشغال من قبل غير اللبنانيين، وشبه كثيرون ما جرى من إقبال من قبل المغتربين، وقسم كبير منهم، هجم بعد احداث 17 ت1 (2019) بالغ كان أشبه بانتفاضة إغترابية باتجاه التغيير الوطني.وكتبت ” الاخبار”: لم تأت نسب الاقتراع للمغتربين في الخارج على قدر الآمال التي علّقتها عليها قوى «الثورة» و«المعارضة»، رغم كل كل حملات الاستنهاض والتجييش والشعارات التحريضية. فلا الدول العربية سجّلت التسونامي المأمول، ولا أوروبا شهدت «العقاب» الموعود لـ«المنظومة الحاكمة». التعويل الرئيسي لحزبَي القوات والاشتراكي ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على أصوات الناخبين اللبنانيين في السعودية أصاب هؤلاء بنكسة كبيرة في نهاية نهار الجمعة الانتخابي. إذ لم تتخطّ نسبة الاقتراع في المملكة عتبة الـ 50%، رغم التوقعات بوصولها الى 80%، ورغم كل العوامل التي كان يفترض أن تجعل الكفّة تميل لمصلحتهم.أما اللافت الأبرز فكان الغياب شبه التام للمجتمع المدني مقابل اكتساح الأحزاب مع وجود لافت لمندوبي «مواطنون ومواطنات في دولة»في بعض الدول العربية. وأظهرت المجموعات المعارضة ضعفاً كبيراً يعود أساساً الى عدم قدرتها على إنشاء ماكينة مركزية واحدة نتيجة تعدد لوائحها وتعدد الجناحات فيها وانقسام شبكات الاغتراب بين اللوائح، في مقابل مهمة أسهل للأحزاب باعتماد ماكينة مركزية واحدة للدوائر الخمس عشرة، ولأن المجموعات، كما تشير مصادرها، لم تكن تدري أن بإمكانها الوجود خارج مراكز الاقتراع.