خطة “التفافية” لجنبلاط.. هكذا “سيقطفُ” الشارع السنّي في الشوف!

10 مايو 2022
خطة “التفافية” لجنبلاط.. هكذا “سيقطفُ” الشارع السنّي في الشوف!


كثّف الحزب “التقدمي الإشتراكي” مؤخراً اتصالاتهُ السياسية لتمكين ودعم لائحة “الشراكة والإرادة” في دائرة الشوف – عاليه، على أكثر من صعيد. آخر المعلومات تقول إنّ “الإشتراكي” بدأ بوضع تصوّر شبه نهائي لعملية توزيع الأصوات على مختلف المرشحين “المحسوبين عليه” ضمن اللائحة، حتى أن “الدعم” سيشملُ أيضاً المرشّحين المستقلين. مع هذا، فقد تبين أن “الإشتراكي” فعّل ماكينته الانتخابية بشكل كبير، وقد برز ذلك خلال انتخابات المغتربين يومي الجمعة والأحد الماضيين. ففي دول الخليج وتحديداً السعودية والإمارات، برز نشاطٌ لافت لماكينة “الإشتراكي”، وقد ارتبط ذلك بإصرارٍ على الاستفادة من الأصوات السنيّة والدرزية هناك لصالح “الشراكة والإرادة”. 
من وجهةِ نظر “الإشتراكي”، فإنّ الصّوت السنيّ لا يمكن أن يصبّ لصالح لوائح أخرى تمثل خط “حزب الله” ومحور الممانعة، لكن الحقيقة تكشف أن الأمور ذهبت باتجاهات أخرى. ضمنياً، يعوّل حزب وليد جنبلاط على أصوات جبهة كبيرة من الطائفة السنيّة في إقليم الخروب، وهو سينالها جزءاً منها بشكل لا لُبسَ فيه. في المقابل، فإن الجمهور السنيّ من الممكن أن يذهب باتجاه لوائح أخرى مثل لائحة “الجبل” وبشكل خاص للوزير السابق وئام وهاب.
كيف سيتعاطى “الإشتراكي” مع الصوت السنّي؟
اليوم، يُعوّل “الإشتراكي” بشكل كبير  في دائرة الشوف – عاليه على الصوت السنيّ يوم 15 أيار، وهو يسعى قدر الإمكان لإستمالة المناطق السنيّة الأساسية في الشوف لصالحه. إلا أنه رغم ذلك، لا بدّ من الاعتراف بأنّ كتلة وازنة من أصوات السُّنة ستصوّت لصالح لوائح المجتمع المدني، الأمر الذي سيخلط الأوراق بقوّة سواء عند لائحتي “الشراكة والإرادة” أو “الجبل”، ما يعني أن الصّوت السنيّ في الشوف سيقلب المعادلة رأساً على عقب. 
ورغم أن زعيم “الإشتراكي” وليد جنبلاط على تواصل دائم مع الرئيس سعد الحريري، إلا أنه حتى الآن لا إشارات واضحة من الأخير بإمكانية الانخراط إلى جانب جنبلاط في المعركة الانتخابية في الشوف – عاليه.. وهنا، يُطرح السؤال التالي: كيف سيتعاطى “الإشتراكي” مع الصوت السنيّ في الشوف؟
فعلياً، فإن ما يراقب خطاب جنبلاط وتحركات مسؤولي حزبه، إنما يكشف عن “راحةٍ” موجودة، وذلك على الرغم من الأجواء والمعطيات التي تكشف عن أزمةٍ حقيقة بشأن قدرة لائحة “الشراكة والإرادة” على حصد أعلى قدرٍ من الحواصل الانتخابيّة. حتماً، فإنّ جنبلاط يعي تماماً أن عدم مشاركة تيار “المستقبل” الفعلية معه تعني خسارة لـ15 ألف صوتاً، لكنّ الأجواء الحالية تشيرُ إلى أنّ نسبة وازنة من هؤلاء في مختلف مناطق إقليم الخروب باتت تميلُ باتجاه لائحة جنبلاط، ولم تتخذ خيار المقاطعة كسبيل لها. وهنا، فإنّ الأمر يرتكزُ بقوة على العمل المرتبط بالمرشحين عن المقعدين السّنيين ضمن اللائحة بلال عبدالله وسعد الدين الخطيب، إذ تبين أنهما يكثفان بقوة وتيرة عملهما من دون التأثير على بعضهما البعض. وبحسب المصادر، فإن عبدالله رفض إقامة أي لقاء في برجا، البلدة التي ينتمي إليها الخطيب، وذلك إفساحاً بالمجال أمام الأخير للتحرك بحريّة. إضافة إلى ذلك، فإنّ عبدالله ترك هامشاً للخطيب في مختلف المناطق السنيّة من أجل إقامة لقاءات فيها، واللافت هو أنّ هناك شرائح واسعة من جمهور “المستقبل” كانت تشارك في لقاءات الخطيب. 
وتقول مصادر سياسية إنّ جنبلاط اعتمد خطة “التفافية” عنوانها التركيز على شخصيات تطالب بها الناس ولا تكون بعيدة عنها، وهو أمرٌ يطالب به نجله تيمور بالدرجة الأولى، ويكشف عن تغيير كبير في سلوك ونمط “الإشتراكي”. 
وإزاء كل ذلك، فإنّ جنبلاط يُمكن أن يستقطب جزءاً لا يستهان به من الأصوات السنيّة من خلال عبدالله والخطيب، إذ يشكلان ثنائياً متجانساً، على عكس بعض اللوائح الأخرى التي تشهدُ تنافراً وصراعاً بين المرشحين السنّة فيها.
وفي ظل المشهد القائم، فإن الدعم المُطلق للخطيب من قبل جنبلاط قد يكون سببه “توصية” من الحريري فضلاً عن إشاراتٍ من “جهات دبلوماسية”، وهو الأمر الذي قد يتضحُ لاحقاً وتحديداً خلال الأيام القليلة المقبلة. 
أما على صعيد الجماعة الإسلامية و”الأحباش” في الشوف – عاليه، فإن تحركات مرشحيهما قائمة ومستمرّة. فعلى صعيد الجماعة، تقول مصادرها لـ”لبنان24″ إنّ “هناك مساعٍ لضمان أكبر حشد من المقترعين لصالح لائحة سيادة وطن التي ينتمي إليها مرشحها محمد عمار الشمعة”، وتضيف: “التقديرات تشيرُ إلى أن أصوات الجماعة تُقدّر في الشوف بنحو 10 آلاف صوت، وهو رقم سيقلب المعادلة رأساً على عقب”. 
في المقابل، تقول جهة سياسية وازنة في الشوف لـ”لبنان24″ إنّ “الكلام عن حشد كبير وهائل للجماعة مبالغ فيه كثيراً”، موضحة أن “مختلف إستطلاعات الرأي تتحدث عن كتلة ناخبة لا تتجاوز الـ6 آلاف صوت”.