عيّنة من تأثير اقتراع المغتربين… على الدوائر المسيحية

11 مايو 2022
عيّنة من تأثير اقتراع المغتربين… على الدوائر المسيحية


كتبت كلير شكر في ” نداء الوطن”: تفاخر وزارة الخارجية بأنّها أنجزت انتخابات غير المقيمين، بأقلّ المخالفات الممكنة، حيث رأى مدير المغتربين في الوزارة هادي هاشم أنّه «بشهادة المجتمع الدولي وهيئات الرقابة الدوليّة والمحليّة، وبرضى الأحزاب السياسيّة المختلفة، فقد أكّدوا جميعاً مهنيّة وزارة الخارجيّة وشفافيّة انتخابات المغتربين».بالفعل، إنّ إهمية اليومين الانتخابيين تكمن في مسألتين: أولاً، سعي وزارة الخارجية إلى سدّ كل الثغرات والهفوات التي كانت تواجه الطواقم الادارية والدبلوماسية والناخبين، وثانياً حماسة المغتربين للتوجه إلى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم، مع أنّ بعض مكاتب الاستطلاعات ركّزت على النسب المئوية التي سجلت يوميّ 6 و8 أيار، من باب مقارنتها بتلك التي سجّلت في الدورة الماضية، وتجاهلت أعداد المقترعين ومدى تأثير هذه الأعداد على ميزان النتائج التي ستفرزها صناديق يوم 15 أيار الجاري.وشدّد هاشم على أنّ «هذه أكبر عمليّة لوجستيّة بتاريخ لبنان الحديث»، معلناً أنّ «نسبة الاقتراع العامّة بلغت نحو 60 بالمئة في العالم كلّه، إذ اقترع ما بين 128 و130 ألف ناخب، وهذه نسبة جيّدة جدّاً»، وكاشفاً أنّ «أعلى نسبة اقتراع كانت في سوريا ووصلت إلى 84 بالمئة»… مع العلم أنّ عدد الناخبين المغتربين الذين يحقّ لهم المشاركة بلغ 225,114 ناخباً، بحسب الأرقام النهائية لمديرية الأحوال الشخصية في وزارة الداخلية والبلديات، من أصل 230,466 طلباً وردت إليها من البعثات الديبلوماسية في دول الخارج. وقد انخفض عدد الناخبين بعد تنقيح الطلبات واستبعاد كلّ من لا تتوافر في طلباتهم الشروط القانونية اللازمة للمشاركة في العملية الانتخابية.

ولهذا يؤكد خبير انتخابي أنّ الأخبار المسربة عن الدعم الذي نالته بعض اللوائح من الخارج، لا تتّسم بالدقة وهي أشبه ببروباغندا اعلامية تهدف إلى التأثير على المزاج العام لا أكثر، خصوصاً وأنّ هناك استحالة لفرز الناخبين غير المقيمين حسب طبيعة تصويتهم، من قبل المندوبين، أسوة بما يحصل في اقتراع المقيمين حيث بامكان بعض الماكينات الخروج ببوانتاجات أولية لحظة اقفال صناديق الاقتراع لتقدير خريطة المقترعين السياسية. ولكن في الاغتراب، ثمة استحالة في الخروج باستنتاجات من هذا النوع، حيث يمكن للماكينات الحزبية أن تحصي حزبييها لا أكثر. في هذه الأثناء، تحاول ماكينة «القوات» التي اشتغلت في العديد من الدول على تجميع الأرقام ودراستها بدقة (4 دول عربية من أصل 10 انتخبت يوم الجمعة و21 دولة من أصل 49 انتخبت يوم الأحد). وقد رصدت الأرقام التالية حتى الآن:في كسروان اقترع حوالى 3600 ناخب، في جبيل حوالى 3100 ناخب، في المتن حوالى 6000 ناخب، في بعبدا 4500 ناخب، مع العلم أنّ حوالى 9000 ناخب مسيحي غير مقيمين تسجّلوا في بعبدا. يذكر أنّ هذه الأرقام هي حصيلة متابعة مندوبي الماكينة في 25 دولة أساسية، لا أكثر.