آخر مستجدات اليوم الانتخابي.. هكذا بدا المشهد بين الإشكالات والخروقات

15 مايو 2022
آخر مستجدات اليوم الانتخابي.. هكذا بدا المشهد بين الإشكالات والخروقات


وسط أجواءٍ هادئة تخللها بعضُ الخروقات في فترة الصباح، تستمرّ عملية الاقتراع ضمن الانتخابات النيابية التي تُجري في كلّ لبنان، اليوم الأحد. (للإطلاع على نسبة الإقتراع كاملة.. إضغط هنا)
وجاءت عملية الاقتراع التي بدأت عند الساعة 7:00 صباحاً وسط إجراءات أمنية اتخذها الجيش وعناصر قوى الأمن الداخلي منذ ساعات الليل الأولى.
أبرز أحداث يوم الاقتراع منذ الصباح وحتى الساعة 1:30 ظهراً: 
وقرابة الساعة 9 صباحاً، أدلى رئيس الجمهورية ميشال عون بصوته في حاركة حريك، وأكد أنّ الإقتراع واجب على كلّ مواطن ولا يمكن البقاء على الحياد في قضية كبيرة تتمثل باختيار نظام الحكم.

وتابع:” نتمنى على الجميع الانتخاب”.
وقرابة الساعة العاشرة صباحاً، أدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بصوته في بلدة تبنين.
وحضر بري إلى قلم الاقتراع وسط مواكبة أمنية، وقد هتف حشدٌ من الأشخاص داخل مركز الاقتراع بالقول: “بالروح بالدم نفديك يا نبيه”.
وعند الساعة 8 صباحاً، أدلى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بصوته في ثانوية حسن الحجة (الملعب) في طرابلس ترافقه عقيلته السيدة مي ونجله مالك ميقاتي.
وقال الرئيس ميقاتي بعد الادلاء بصوته إن “الدولة بكل اجهزتها مستنفرة لانجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي وباذن الله تسير الامور على ما يرام”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أنّ “نسبة الاقتراع الصباحية جيدة”، مشدداً على “أهمية توفير الكهرباء في اقلام الاقتراع خلال الليل”.
ودعا ميقاتي”اللبنانيين الى اختيار الافضل ومن يرونه مناسباً”، مؤكداً أن “الدولة استعدت لهذا الاستحقاق وجندّت مئة الف عنصر”، مثنياً “على كل الجهود التي بذلت وستبذل من القضاة والموظفين والامنيين”، راجياً أن “تحمل الأيام المقبلة الخير للبنان”.
أما رئيس الحكومة السابق حسان دياب، فأدلى بصوته، صباح اليوم، في ثانوية عمر فروخ الرسمية للبنات – الكولا. وفي تصريح مقتضب له، أكد دياب أنه يمارس حقه بالانتخابات كمُواطن.
بدوره، أعرب رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، خلال الادلاء بصوته في صيدا، عن أمله بأن “يكون هذا اليوم بحسب توقعات اللبنانيين وأن تجري الانتخابات في ضوء التغيير في المزاج اللبناني والاسلامي”.
وتابع: “اعتبر نفسي من الامناء على ارث الشهيد رفيق الحريري وما أقوم به يصب في المحصلة في إعادة الاعتبار لهذا الارث”.
من جهته، أدلى الرئيس ميشال سليمان بصوته في ثانوية عمشيت الرسمية، وقال: “على الناخب ان يعرف أن عليه اليوم مسؤولية كبيرة في ان يعرف كيف عليه ان يصوت اما مع الدويلة او مع الدولة”.
ودعا سليمان الناخبين الى “التصويت لمن يطالب بالحياد وحصر السلاح بيد القوى الشرعية وضبط الحدود وعدم التدخل في صراعات المحاور”.
وتوقع أن “تكون نسبة الاقتراع في لبنان شبيهة بنسبة اقتراع اللبنانيين المنتشرين في بلاد الاغتراب”.
من جهته، دعا مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، خلال الادلاء بصوته للانتخابات في دائرة بيروت الثانية، الجميع للتوجه الى الاقتراع لأنه يجب أن يحدد اللبنانيون ماذا يريدون من خلال صناديق الاقتراع، متابعاً “لبنان يناديكم في هذا اليوم”.
كذلك، غرّدت سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو عبر حسابها على تويتر: “أصدقائي اللبنانيين، في هذا اليوم الذي يشهد انتخابات هامّة بالنسبة إلى مستقبل بلدكم، لديكم الفرصة لتصوّتوا للّواتي والّذين سوف يمثّلونكم في مجلس النّواب وستقع على عاتقهم مهمّة الدفاع عن حقوقكم وتطلّعاتكم لبناء لبنان الذي تريدونه. مشاركتكم لها تأثيرها”.
جولة لميقاتي على غرف عمليات الجيش وقوى الأمن الأمن العام
وفي إطار متابعته لسير العملية الانتخابية، زار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غرف العمليات التابعة لقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام.
ففي اليرزة، التقى ميقاتي وزير الدفاع وزير سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون، حيث انتقلوا معاً إلى غرفة العمليات التابعة للجيش.
وبعدها، انتقل ميقاتي إلى غرفة العمليات التابعة لقوى الأمن الداخلي، حيث كان في استقباله وزير الداخلية بسام المولوي والمدير العما لـ”قوى الأمن الداخلي” اللواء عماد عثمان.
وإثر ذلك، زار رئيس مجلس الوزراء مقر المديرية العامة للأمن العام ومعه الوزير المولوي، حيث التقا المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
وبعد لقاء استمر لبعض الوقت، انتقل ميقاتي والمولوي وابراهيم إلى غرفة العمليات التابعة للأمن العام في مبنى المديرية.
 خروقات وإشكالات
وشهدت العديد من مراكز الاقتراع مشاكل لوجستية، فضلاً عن خروقات جرى التعامل معها فوراً. 
وصباحاً، ناشدت “لادي” وزارة الداخلية والبلديات إصدار تعميم فوري لهيئات القلم يقضي بتوقيع رئيس القلم والكاتب على الجانب الخلفي لورقة الاقتراع الرسمية، وبتوقيع رئيس القلم على الظرف الرسمي الممهور.
ووردت إلى “لادي” معلومات عن تسليم أوراق اقتراع من دون الإمضاء عليها أو الإمضاء عليها من الأمام، ما يمكن اعتباره علامة إضافية على ورقة الاقتراع قد تعرّضها للإبطال.
وفي فترة الصباح، أفيد بأن بعض مراكز الاقتراع في طرابلس وبعلبك شهد انقطاعاً للتيار الكهربائي.
مع هذا، فإنّ رئيس قلم في بلدة الغابات – جبيل تأخر في الحضور إلى مركز الإقتراع، الأمر الذي أخر العملية الانتخابية لأكثر من ساعة.
وفي جبيل أيضاً، توقفت العملية الانتخابية في أحد أقلام الاقتراع بعد وصول أوراق الاقتراع الخاصة بجبيل بدل أن تكون تلك الخاصة بكسروان.
أما في الجنوب، فقد أفيد عن حصول مشاكل لوجستية وإدارية في 4 بلدات بقضاء الزهراني ضمن دائرة بيروت الثانية. ففي بلدة عنقون، سُجلت إشكالية ترتبطُ بعدم وجود لوائح في الغرفة رقم 3، بينما لا توجد محاضر في بلدة الخرطوم. أما في بلدة قناريت، فقد جرى تسجيل نقص بأوراق الاقتراع. وعلى الأثر، تمت معالجة كل تلك الأمور بسرعة من قبل المعنيين.
وفي حراجل، فقد توقفت العملية الانتخابية في أحد أقلام الاقتراع، وذلك بعد وصول لوائح الاقتراع الخاصة بجبيل بدل أن تكون تلك الخاصة بكسروان.
كذلك، أوقف الجيش العملية الانتخابية في قلمين ضمن البلدة، وقد سادت أجواء من  البلبلة والفوضى.
واتصل رئيس بلدية حراجل طوني زغيب بقائمقامية كسروان ووضعهم في الاجواء، فيما تسير العملية الانتخابية بشكل طبيعي في بقية الاقلام.
وفي مار بطرس – المتن الشمالي، فإنّ عملية الاقتراع تأخرت نتيجة نسيان رئيس القلم الختم والشمع الأحمر في وزارة الداخلية. وعلى الفور، تمت معالجة الموضوع.
وفي مشهد انساني، قام عناصر من قوى الامن الداخلي بمساعدة مواطن من ذوي الاحتياجات الخاصة للادلاء بصوته، بعد وضعه على كرسي وحمله الى الطابق الاول في أحد مراكز الاقتراع بطرابلس.
وتكرّر هذا المشهد في مراكز عدة، بسبب غياب وجود تسهيلات ومراكز خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
أما في صيدا، فقد أوقفت القوى الأمنية أحد المقترعين في مركز قلم مرجان. وفي التفاصيل، إكتشف رئيس القلم أن المقترع أدخل هاتفه الخلوي وصوّر اللائحة التي منحها صوته، ما يشكل مخالفة للاصول القانونية للعملية الانتخابية التي يحرم بموجبها من احتساب صوته.
وفي أحد أقلام الاقتراع في إبل السقي وقبريخا، تأخرت عملية الاقتراع لعدم وجود أربطة داخل صندوق الاقتراع، حيث اعترض مندوبو المرشحين على ذلك.
وعلى الفور، تم تأمين الاربطة الى القلم في ابل السقي من قائمقامية مرجعيون، لتبدأ بعدها  العملية الانتخابية بشكل سليم.
أما في حراجل، فقد أوضح رئيس بلدية حراجل طوني زغيب أن القلمين 1 و 2 للاناث، أوقفا بعدما نفدت لوائح الاقتراع وعددها 150 تم تأمينها صباحا، في حين أن هذين القلمين يضمان زهاء 500 ناخب.
مع هذا، فقد أفادت مندوبة “لبنان24” عن توقف الانتخابات في قلم رقم 33 في الرام، بعلبك وتلف الأوراق من سجل 34 إلى 50.
مع هذا، فقد اشتكى بعض المواطنين في ساحل المتن من عدم انجاز الترتيبات الإدارية المطلوبة في ساحل المتن، حيث اختفت بعض الأسماء عن لوائح الشطب ووردت أسماء أخرى بشكل خاطئ، مما أدى إلى حرمان هؤلاء المواطنين من حقهم في الاقتراع.
كذلك، وقع إشكالٌ بين مناصري حزبين في بلدة كفرزبد شرق زحلة امام احد مراكز الاقتراع، وتدخلت عناصر الجيش وعملت على فض الاشكال.
وفي كفرحونة – قضاء جزين، وقع إشكالٌ كبير بين أنصار حزب الله وحركة أمل من جهة، والقوات من جهة أخرى، ما ادى الى سقوط جريحين ف.ف و ر.ع، والى تكسير خيمة القوات.
وطالب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، عبر حسابه على “تويتر”، “الأجهزة المعنية القضائية والعسكرية والأمنية توقيف المعتدين على مندوبي لائحة “وحدتنا في صيدا وجزين”، حيث تفاجأ مندوبو هذه اللائحة في بلدة كفرحونة بهجوم مفتعل ومنظّم من قبل مجموعة تابعة لـ”حزب الله” وحركة “أمل” وتضم أكثر من خمسين عنصرا”.
وتعرض الشاب شربل طحومي للضرب والتوقيف بعد توجهه بكلام نابٍ إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، أثناء إدلائه بصوته في حارة حريك.
وفي فنيدق، توقفت العملية الانتخابية في مركزي الاقتراع في بلدة فنيدق بسبب الفوضى والاشكالات والتجاوزات التي تحصل بين مندوبي المرشحين ومؤيديهم.
وطالب الجميع الجيش والقوى الامنية التدخل الفوري لاعادة الهدوء وضبط الوضع بما يؤمن عودة العملية الانتخابية وانتظامها.
بدورهم، اشتكى أهالي بلدة السمونية – عكار من عدم وجود صندوق اقتراع لسجلاتهم، مشيرين الى أنه تم ابلاغهم بأن يدلوا أصواتهم بصندوق في بلدة الحيصة – عكار/ صندوق الذكور.يُشار إلى أنه في الانتخابات البلدية والاختيارية كان هناك صندوق اقتراع خاص للسمونية ذكور إناث.
 

ماذا رصدت الـ”LADE” مخالفات؟
بدورها، رصدت “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات” سلسلة من المخالفات التي حصلت في مختلف أقلام الاقتراع.
وفي ما يلي قائمة بالمخالفات التي حصلت:
– فوضى في الكثير من مراكز الاقتراع.
– نقص في مستلزمات القلم داخل الكثير من مراكز الإقتراع.
– لم تتمكن بعض وسائل الاعلام من التغطية في عدد من المراكز، رغم حصولها على تصاريح بالدخول.
– تأخر في فتح بعض المراكز.
– تأخر في افتتاح قلم الاقتراع الوحيد في منطقة الغابات – جبيل لأكثر من 45 دقيقة بسبب عدم وصول رئيس القلم.
– اقتراع ناخب بعد تصويره قسيمة الاقتراع في القلم رقم 117 في ثانوية عمر فروخ.
– وصول عدد من قسائم الاقتراع الخاصة بدائرة بنت جبيل إلى قلم في دائرة جبيل.
– مرافقة مندوبين لناخبين إلى خلف العازل.
– تعرض مراقبة “لادي” للتهديد من قبل مندوبي حركة “أمل” في منطقة الرمادية – صور.
– قطع القوى الأمنية الطريق أمام السيارات تمهيداً لوصول موكب رئيس مجلس النواب نبيه بري للاقتراع في مجمع بري التربوي في تبنين – بنت جبيل، ما تسبب بإقفال مركز الاقتراع بشكل كامل.
– تم تسجيل خرق متواصل للصمت الانتخابي من قبل مرشحين وسياسيين، من بينهم رئيس الجمهورية ميشال عون.
– مندوبون تابعون للائحة “الأمل والوفاء” يطردون مندوبي “القوات اللبنانية” خارج مركز الاقتراع في الكنيسة – البقاع على أثر خلاف.
– عنصر في قوى الأمن الداخلي يتدخل في عملية الاقتراع في مزرعة سجد – الهرمل.
– سحب مراقبي لادي من الرمادية ومزرعة التوت بعد تعرّضهم للتهديد من مندوبين تابعين لحركة أمل وحزب الله.
– رئيس القلم في غرفة رقم 1 قلم 72 في مدرسة راس النبع الثانية الرسمية يتعرض للتهديد والضغط من قبل حركة أمل، بحسب “لادي”.
بيانٌ من هيئة الإشراف على الانتخابات.. هذا ما أعلنته
لحظت هيئة الإشراف على الانتخابات، من خلال التقارير التي تردها من غرفة العمليات التابعة لها وبنتيجة رصدها المباشر لمجريات العملية الانتخابية، “حصول مخالفات بالمئات ناتجة من خرق الصمت الانتخابي من مختلف وسائل الإعلام والمرشحين والجهات السياسية”.
 وأشارت إلى أنها “تعكف على درس التقارير عن هذه المخالفات واتخاذ الإجراءات الفورية بشأنها، منها الإحالة على المراجع القضائية المختصة”. وأكدت “الاستمرار بمواكبة العملية الانتخابية حتى إقفال صناديق الاقتراع، لذا تطلب من وسائل الإعلام كافة والمرشحين والجهات السياسية، الالتزام الفوري للصمت الانتخابي، وفقا للأحكام المنصوص عليها في قانون الانتخاب”.
 تفاصيل أخرى
وكان وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي أعطى تعليماته الى غرفة العمليات في وزارة الداخلية والبلديات لإبلاغ رؤساء الأقلام بضرورة منع دخول اي كان وراء العازل مع المقترع، والتقيد بالقانون والتعليمات والتعاميم الصادرة عن وزارة الداخلية.
كذلك، علم “لبنان24″ أنّ عدد جوازات السفر التي تم تجديدها ليوم واحد من أجل استخدامها خلال الانتخابات النيابيّة، بلغ 8200 جواز سفر.
وأشارت المعلومات إلى أنّ عملية التجديد تستمرّ اليوم حتى الساعة 6 مساءً، ومن المتوقع أن يصل عدد الجوازات التي سيتمّ تجديدها إلى 10 آلاف جواز سفر.
كذلك، انتشر خبرٌ عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشيرُ إلى أن الوزير السابق غسان عطالله تعرّض لاعتداء في بلدته البطمة – المختارة (قضاء الشوف)، وذلك أثناء قيامه بعملية الاقتراع.
بدورها، نفت مصادر مقربة من عطالله لـ”لبنان24” هذا الخبر، مشيرة إلى أنه “عار من الصحة جملة وتفصيلاً”، وأضافت: “كان هناك استقبالٌ كبير جداً لعطالله في بلدته، ولم يكن هناك أي إشكال”.
اعتبر مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي أن “الجهل عذر مخفف، ومن يقول إن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خرق الصمت الانتخابي، قد يكون فاته قانون الانتخاب وتحديدا مادة الإعلام والإعلان والدعاية الانتخابية”.
وحيا بعد إدلائه بصوته في تكميلية زحلة الثانية الرسمية المختلطة، الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات على جهودها “من خلال السهر على حسن أداء هذا الواجب الوطني، ولكنها رغم ذلك أخطات عندما اعتبرت أن رئيس الجمهورية خرق الصمت الانتخابي”. وقال: “رئيس البلاد يستطيع في أي حين أن يوجه كلمة الى اللبنانيين بمثابة توجيهات لحثهم على كثافة الاقتراع، بهدف حسن التمثيل وفاعليته، بحسب ما ورد في اتفاق الطائف، واستكمال مسيرة الإصلاح”.
وختم: “جل من لا يخطىء والكمال لله”.