كمعظم الدوائر الانتخابية، شهدت محافظة البقاع بدوائرها الثلاث معركة قاسية لا سيما في دائرتي زحلة والبقاع الشمالي بين حزب الله وحلفائه من جهة والقوات اللبنانية من جهة اخرى، علما ان المعركة في دائرة البقاع الاولى هي على المقعدين الارثودكسي والسنّي، في حين أن المقاعد الاخرى الكاثوليكية والشيعية والمارونية شبه محسومة منذ اللحظة الاولى لا سيما أن لائحة حزب الله والتيار الوطني الحر والطاشناق لم تضم الى لائحتها مرشحا كاثوليكيا قويا علما ان زحلة عاصمة الكثلكة. وفي هذا الاطار فإن الاجواء الاولية التي ترافق عملية بدء فرز الاصوات تشير الى فوز النائب جورج عقيص المرشح عن احد المقعدين الكاثوليكيين.
اما على الخط الشيعي، ذهب حزب الله الى ترشيح رامي ابو حمدان بعد اعلان فراس ابو حمدان خوض المعركة الانتخابية ضمن لائحة سياديون مستقلون التي ترأسها النائب ميشال ضاهر، لاقتناعه ان كل اصوات ال “ابو حمدان” في حزرتا قد تذهب الى فراس ، الامر الذي خلق حالا من الانقسام في صفوف العائلة وداخل البيت الواحد، خاصة وان الاخير رفض الانسحاب من المعركة لاقتناعه أن أي خيار يجب أن يراعي التعددية في زحلة والانفتاح بعيدا عن الفكر الشمولي الذي يضر صاحبه أكثر مما ينفعه وهذا ما اثبتته التجارب، وبالتالي قرر خوض الانتخابات رفضا لسياسة التبعية واقتناعا بمبادئه الوطنية علما انه لاقى تعاونا من الكثير من الشباب المحسوبين على حركة امل في هذه الدائرة.
وفيما بلغ عدد المسجلين على لوائح الشطب في دائرة البقاع الاولى ألفا و425 ناخبا، انتخب منهم نحو 38 في المئة. وخلال النهار الانتخابي وقعت اشكالات متنقلة، فوقع إشكال بين مناصري حزبين في بلدة كفرزبد شرق زحلة أمام أحد مراكز الاقترع، وعملت عناصر الجيش على فضه، كما وقع اشكال وتضارب بين مناصري مجموعتين حزبيتين، أمام مدرسة القلبين الأقدسين في البربارة – زحلة. وانتشر الجيش في المحلة وعمل على فضه. وشهدت زحلة أيضاً، إشكالاً بين حزبي القوات والسوري القومي الاجتماعي، تسبب في إقفال باب الاقتراع، في مدرسة برقايل الحريري، كما وقع إشكال بين مناصرين من القوات و”التيار الوطني الحر في الراسية.
اما دائرة راشيا البقاع الغربي يبلغ عدد الناخبين في دائرة البقاع 153,974 ناخب (سني 48.8%)، (درزي14.8 %)، (شيعي14.7%)
(روم اورثوذكس 7.42%)، (ماروني 7.22%) اقترع منهم30.12 في المئة على مستوى 65 بلدة و على 77 مركز اقتراع و262 قلم اقتراع. وتضم هذه الدائرة مقعدين للطائفة السنية، مقعد للطائفة الشيعية، مقعد درزي، مقعد ماروني، ومقعد للروم الأرثوذكس. وشهدت معركة محتدمة بين لوائح الغد الافضل، القرار الوطني وسهلنا والجبل التي تضم وجوها من قوى التغيير. والمفارقة في هذه الدائرة ان لائحة الغد الافضل شهدت صراعا بين مكوناتها لا سيما بين النائب ايلي الفرزلي المدعوم من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، والتيار الوطني الحر الذي رشح شربل مارون عن المقعد الماروني، علما ان اللائحة لا يمكن ان تحصل على اكثر من 3 حواصل. وبحسب المعلومات فقد ذهب مناصرو تيار “المستقبل” في هذه الدائرة الى توزيع اصواتهم على النائب محمد القرعاوي والفرزلي، رغم وجوده على لائحة “الغد الافضل لاعتبارات تتصل بموقفه الى جانب الرئيس سعد الحريري، وقبلان قبلان مرشح حركة امل لاسباب سياسية وخدماتية على مستوى البقاع الغربي. اما على صعيد المقعد الدرزي فثمة من يعتبر ان النائب وائل ابو فاعور وعلى رغم كل ما اشيع عن قلق يعتريه من مآل الامور في ظل تشتت الصوت السني وتصويبه على معركة يخوضها حزب الله لكسره شخصيا في دائرة البقاع الثانية، فإنه في نهاية هذا النهار كان مرتاحا للنتائج. وبالتالي من المرجح وفق الماكينات الانتخابية للاحزاب وقوى التغيير ان تحصل لائحة الغد الافضل على ثلاث مقاعد ستؤول الى قبلان، ومراد، والفرزلي، على ان تحصد لائحة القرار الوطني مقعدين لصالح ابو فاعور والقرعاوي ليذهب المقعد الماروني للإعلامية ماغي عون المرشحة ضمن لائحة سهلنا والجبل.
على صعيد البقاع الثالثة فهي تضم بعلبك-الهرمل، الممثلة بـ10 مقاعد نيابية، 2 للطائفة السنّية، 6 للطائفة الشيعية، مقعد ماروني، ومقعد للروم الكاثوليك. وتتنافس في هذه الدائرة لوائح “الأمل والوفاء” “بناء الدولة” “الائتلاف للتغيير “”مستقلون ضدّ الفساد”، لائحة “العشائر والعائلات للإنماء”، و”قادرين، بيد ان المواجهة هي بين لائحتي حزب الله (الأمل والوفاء)، والقوات اللبنانية (بناء الدولة) ، الذي اختار التحالف مع المرشح الشيعي المعارض للحزب عباس الجوهري لتأمين الحاصل الانتخابي.
وفيما بلغت نسبة الاقتراع 45.50 في المئة شهدت مراكز الاقتراع في محاولات لإخراج مندوبي لائحة “ائتلاف التغيير” من المراكز في بدنايل، يونين، وادي فعرة، ومدينة الهرمل. وتمّ طرد مندوبي لائحة “بناء الدولة” الّتي تضمّ النّائب أنطوان حبشي، من بعض البلدات ومنها ريحا والكنَيسة، بطريقة ممنهجة”. وبينما اعتبرت مصادر القوات في هذه الدائرة ان حزب الله عبر مناصريه اعتدى على المندوبين واخرجهم بالقوة من بيت شاما و بدنايل وقصرنبا ومارس انطلاقا من فائض القوة الذي يتمتع به سياسة تخويف الناس من الاقتراع ، نفى حزب الله كل ما نسب اليه معتبرا ان مندوبي القوات هم من انسحب من بعض الاقلام الانتخابية نتيجة خلاف وقع مع بعض المندوبين من لوائح اخرى وان مسؤولا من “حزب الله” اعادهم الى الأقلام وأمن لهم المستلزمات لضمان قيامهم بعملهم.
ويعدد ابناء بعلبك المخالفات على الشكل الاتي: وجود باب خلفي في تكميلية الهرمل الرسمية يتم عبره ادخال الناخبين واخراجهم في غياب اي تواجد للقوى الامنية والامر نفسه ينطبق على متوسطة الهرمل الرسمية. في الشربين يتولى مندوبو لائحة باقون نحمي ونبني ادخال المقترعين من المدخل الرئيسي وصولا الى مداخل الغرف. غياب مندوبي اللوائح الاخرى باستثناء العدد القليل من مندوبي المرشح عماد ناصر الدين الذي يتجه الى تقديم طعن بعد صدور النتائج نظرا للمخالفات التي حصلت . عدم وجود لاي مندوبين غير مندوبي لائحة نحمي ونبني في محيط مدرسة الهرمل الفنية النموذجية (ذكور بديتا) وكذلك في محيط مدرسة تكميلية الهرمل الرسمية ( اناث بديتا). كما ان المندوبين هم من يتولون ادخال الناخبين من باب المدخل الرئيسي لاقلام الاقتراع المندوبون يرافقون الناخب الى خلف الستارة تواجد خجول جدا لبعض مندوبي اللوائح الاخرى غياب العنصر الامني عن باب غرفة الاقتراع، والاستعاضة عنه بمندوبي لائحة نحمي ونبني الذين يقومون بإدخال المقترعين في المراكز التي شهدت اشكالات وخلافات. ما سبق من اشكلات مرده الحسابات السياسية والسباق للحصول على بعض المقاعد، فحزب الله عمل بكل ما اوتي لضمان وصول ينال صلح في بعلبك وملحم الحجيري عرسال، في حين ان التوجه العام لا سيما عند قوى التغيير يصب في خانة خالد الصلح من بعلبك ومحمد الحجيري من عرسال، وهذا يعني ان لائحة القوات لم تحصل الا على نسبة متدنية جدا من الاصوات السنية. وطالب المرشح في منطقة بعلبك الهرمل ضمن لائحة الائتلاف للتغيير طلال المقدسي بالغاء صناديق الاقتراع بأي قلم اقتراع يتم طرد او ازعاج اي مندوب لأي لائحة، او يتم تثبيت اقتراع أي متوفٍ، او اقتراع اي مواطن تجاوز عمره الـ110 سنوات إلا بحال حضوره شخصياً لدى مكتب المحافظ لتثبيت حقه، كذلك بحال انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ١٥ دقيقة بعد انتهاء الاقتراع او اثناء الفرز … وهذا حق مشروع لأي مرشح ولشفافية الاقتراع ومصداقيته. وأوردت “الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات- لادي”، عبر حسابها على “تويتر”، سلسلة أخطاء ابرزها تدخل عنصر أمني في عملية الاقتراع في مزرعة سجد في الهرمل. وطرد مندوبو إحدى اللوائح مندوبي أحد الأحزاب خارج مركز الاقتراع في الكنيسة على أثر خلاف. وسحب مراقبي “لادي” من الرمادية ومزرعة التوت بعد تعرضهم للتهديد من مندوبين تابعين لعناصر حزبية.
