التيار يعود… ويتقدّم على «القوات»: تصويت طائفي يهدّد لبنان

17 مايو 2022
التيار يعود… ويتقدّم على «القوات»: تصويت طائفي يهدّد لبنان


كتبت” الاخبار”: مهما قال الفائزون أو الخاسرون في انتخابات 15 أيار، فإن السمة الأساسية لانتخابات الأحد الماضي أنها ثبّتت النزعة الطائفية لدى الغالبية الكبرى من المقترعين، حتى إن قسماً لا بأس به ممن امتنعوا عن التصويت فعلوا ذلك تعبيراً عن إحباط قام على خلفية طائفية. أما الخروقات الجدية لشخصيات معارضة من خارج الاصطفاف الطائفي فلا يمكن اعتبارها، على أهميتها، فوزاً ناجماً عن قوّة مستقلة كاملة، لكنها قوة تتيح المجال للقول إن لخيار التيارات غير الطائفية مكانه في لبنان، لكن قيامه يحتاج الى برامج خارج الانقسام القائم حالياً. ويبقى أن يحفظ اللبنانيون ذاكرتهم الطرية لمراجعة الفائزين أو الخاسرين في كل ما قالوه وأدلوا به خلال الشهرين الماضيين.

24 ساعة كانت كافية لقلب صورة النتائج التي أُريد لخصوم حزب الله والتيار الوطني الحر تعميمها مساء الأحد. وإذا كان حزب الله قد أمسك بقوة (مع حليفه الرئيس نبيه بري) بكامل الكتلة النيابية الشيعية على مساحة كل لبنان، فإن ما برز من تطورات في الوسط المسيحي انتهى الى غياب لصورة الانتصار التي أشاعتها القوات اللبنانية مساء الأحد، وأظهرت النتائج الرسمية وغير الرسمية أن التيار الوطني الحر حصل على كتلة نيابية تتفوّق على كتلة القوات. وإذا كانت خسارة التيار في قضاء جزين قد مثّلت ضربة كبيرة، إلا أن خسارة القوات أحد مقعدَي بشري مثّل ضربة كبيرة وغير مسبوقة، علماً بأن التدقيق في نسب الأصوات يبقى مرتبطاً بالاطلاع على كامل النتائج. وقراءة سريعة لأسماء الفائزين من أعضاء الفريقين أو المتحالفين معهما تظهر تقدم التيار على القوات بمقعد على الأقل.
في الندوة البرلمانية سيكون الاختبار الأول لطروحات الفائزين ومدى تماشيها مع مصالح الفئات الأكثر هشاشة اجتماعياً واقتصادياً مع تصدّر الهمّ المعيشي لأولويّات اللبنانيين الذين انتفضوا في 17 تشرين. تلك الفئات ستنتظر مواقفهم من صندوق النقد وكيفية توزيع خسائر الانهيار وحيال المصارف ومصير الودائع والمجالس السيادية. مهمات ليست سهلة كمن يسير في حقل ألغامٍ عليه تجنب الدوس على قنبلة تفجّر الثقة الممنوحة له كـ«تغييري». وقبل هذا وذاك استحقاقات دستورية داهمة كانتخاب رئيسٍ لمجلس النواب وتشكيل حكومة، وصولاً إلى انتخاب رئيسٍ للجمهورية.