مَنْ فاز بالاكثرية؟

19 مايو 2022
مَنْ فاز بالاكثرية؟


عمليا، تحتفل كل القوى السياسية والتكتلات الناشطة وقوى المجتمع المدني بنتائج الانتخابات النيابية، الجميع يعتبر نفسه منتصرا.القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الله والمجتمع المدني وكذلك الحزب التقدمي الاشتراكي، لكن اين هي الاكثرية النيابية اليوم والتي كانت احدى عناوين المعركة؟ هل استطاع اي تكتل الفوز بها؟
 
لا شك بأن الاكثرية النيابية احدى معايير الفوز والخسارة في الانتخابات النيابية اللبنانية، لذلك تسعى القوى المختلفة للفوز بها ، لانها ستكون مدخلا واضحا لتغيير الواقع السياسي لصالح هذا الفريق او ذاك. عام ٢٠١٨ فاز حزب الله وحلفاؤه بالاكثرية النيابية للمرة الاولى ،فهل خسرها اليوم؟
 
اكتشف حزب الله بعد الانتخابات السابقة انه عمليا لا يملك الاكثرية، ففريقه السياسي مشرذم بشكل كبير وغير قادر على الاتفاق سياسيا او اداريا، لا بل ان التلاقي في المجلس النيابي  كان مستحيلا بين الحلفاء خلال السنوات الاربع. فقط تجمعت الاكثرية حول عنوان واحد هو السلاح وتأييده.
 
بالنظر لهذا العنوان استطاع الحزب ان يحافظ على اكثرية نيابية مؤيدة له، ومؤلفة بالحد الادنى من ٦٦ نائبا، في حين انه خسر الاكثرية النيابية في القضايا الاخرى حيث لدى فريقه السياسي نحو ٦٣ نائبا فقط. لكن خسارة الحزب للاكثرية النيابية سبقه غياب عملي لهذه الاكثرية منذ الانتخابات السابقة.
 
بالمعيار السياسي لم يخسر حزب الله الاكثرية، لان فاعليته ستبقى ذاتها كما كانت في السنوات السابقة، كما انه من المرجح ان يكون هناك اكثرية مريحة لاختيار رئيس المجلس النيابي وربما لتسمية رئيس للحكومة، لكن الخسارة الاساسية كانت في خسارة حلفائه الاساسيين  مثل طلال ارسلان وفيصل كرامي ووئام وهاب والحزب السوري القومي الاجتماعي.
 
الاهم ان التيار الوطني الحر الذي صمد نيابيا وعزز كتلته، وأجّل اي عملية انهيار سياسية قد تصيبه، تعرض لخسارة شعبية لا بأس بها في معظم الدوائر الانتخابية، وهذا سيعني ان الحزب قد يعاني من اي لحظة من اضمحلال حليفه المسيحي ما يوقعه في ازمة العزل الذي يسعى اليها خصومه.
 
واقع حزب الله الشيعي متماسك الى اقصى الحدود، هذا ما اظهرته نسبة الاقتراع اولا، ونسبة تسرّب المعترضين من بين المقترعين الشيعة بإتجاه قوى التغيير التي كانت قليلة جدا ثانيا، بحسب ما يقول مطلعون على واقع الحزب وتوجّهاته. خسارة الحزب الاساسية هي خسارة حلفائه، نيابيا وشعبيا.