رغم مضي نحو أسبوع على صدور نتائج الانتخابات النيابية إلا أن صداها لا يزال مسموعًا في عدد من الدوائر ومن ضمنها دائرة “الشوف-عاليه”.
كان من الواضح أن التنافس في هذه الدائرة يدور بشكل أساسي بين مرشحين عن المقعد الدرزي هما طلال أرسلان عن “لائحة الجبل” والمرشح مارك ضو عن لائحة “توحدنا للتغيير” حيث تمكن خلالها الأخير من حجز مقعد نيابي له بعد فوزه بـ 11656 صوتًا تفضيليًّا،فيما خرج الثاني من المنافسة بحصوله على 9008 أصوات.
وأثارت هذه النتيجة جدلًا واسعًا في المجتمع الدرزي، لاسيما وأن أرسلان اعتاد ضمان مقعد درزي له في الجبل، ولا يزال السؤال حتى اليوم: مَنْ الذي أسقط أرسلان؟
برزت بعض التخمينات التي تسأل ما إذا كان الحزب التقدمي الاشتراكي هو الذي قدم توجيهات من قيادته لمناصريه للتصويت بشكل يصب ضد أرسلان بالأخص أن مقعد النائب أكرم شهيب كان مضمونًا، فيتم تقديم بعض الأصوات لضو ليسقط إرسلان، إلا أن مصدرا مقربا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط نفى هذا الأمر قائلًا” إن القيادة لم توجه أبدًا أمرًا للمناصرين بالذهاب في هذا الاتجاه” من دون أن ينكر أن “بعض الناخبين المقربين من الحزب قد يكونوا صوتوا بقرار فردي لمارك ضو”.
مصدر آخر في الحزب التقدمي الاشتراكي، أشار لـ”لبنان 24″ إلى “أن الحزب التقدمي الاشتراكي لم يحزن على سقوط أرسلان لانه وضع نفسه في جبهة حزب الله وفي موقع المهاجم الذي يريد الدخول إلى عقر دار وليد جنبلاط وتقسيم الشارع الدرزي”، لافتًا إلى أن “جنبلاط كان دائمًا يحافظ على مقعد أرسلان ولكن حين أراد حزب الله أن يحاصره استخدم أرسلان لتحقيق هذا الحصار فأصبح في مرمى المواجهة المباشرة مع جنبلاط”.
وأكد المصدر أن رغم ذلك فإن “جنبلاط لم يعمل مباشرة على إسقاط أرسلان لكن كان من الممكن أن يساعده للوصول إلى مقعد نيابي، ولكنه لم يفعل لأنه وضع نفسه بمواجهة مباشرة معه”، قائلًا إن في الوقت نفسه فإن “الحزب الاشتراكي منفتح على القوى التغييرية ومن حق المواطنين في عاليه والشوف أن يكون هناك وجود للمجتمع المدني فبقي على الحياد وترك الرأي العام في دائرة عاليه والشوف يأخذ القرار”.
من جهة أخرى، كشف مصدر في الحزب القومي إلى أن “أرسلان لديه نحو 6 آلاف شخص يعطونه أصواتهم وهم يتبعون إلى الحزب الديمقراطي ومضمونون لديه، بينما يوجد نحو 500 إلى 1000 صوت له من قبل أنصار حزب الله في المنطقة، في حين هناك نحو 2000 إلى 2500 شخص من الحزب القومي كانوا يدعمونه، إلا أن مؤخرًا لم يكن القوميون راضين عن أرسلان”.
وأوضح قائلًا إنه” قبل يوم واحد فقط من الاستحقاق الانتخابي صدر قرار من قيادة الحزب القومي ليعطي المنتسبون للحزب أصواتهم لأرسلان لكنه لم يتعمم بالشكل اللازم فتوزعت نسبة كبيرة من أصوات القوميين لصالح المرشح طارق خيرالله كما ذهبت أصوات لصالح المجتمع المدني”، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن رغم القرار فإن المزاج العام لمناصري الحزب القومي لم يكن يريد أرسلان وقد حسموا أصواتهم ضده بسبب بعض الانزعاج منه”.
وعن سبب هذا الانزعاج، أشار المصدر إلى أن “منذ نحو عام رفض أرسلان أن يضع أحد مناصري الحزب القومي ضمن لائحته للترشح للانتخابات ، معتبرًا أن الأصوات التفضيلية للقوميين في حال تكرس هذا الواقع ستصب للمرشح القومي ولن تعود مضمونه له مما أدى إلى نفور قومي من أرسلان وعدم الاقتراع له رغم قرار القيادة قبل يوم بدعمه”.
وإضافة إلى هذه العوامل، لفت بعض مناصري الحزب الديمقراطي اللبناني إلى أن “جماعتن باعتن” خصوصًا وأن الأحزاب المناهضة بدأت تتجه قبل أيام إلى المنازل في قضاء عاليه لدعم العائلات ببعض الاحتياجات.
فهل يمكن القول إن كل هذه العوامل هي التي أسقطت أرسلان، وبالتالي الاستنتاج، كما يقول بعض المحللين، بأن الأخير أسقط نفسه بنفسه ؟