حزب الله نحو التهدئة.. ولكن هذه الخيارات مفتوحة

21 مايو 2022
حزب الله نحو التهدئة.. ولكن هذه الخيارات مفتوحة


للمرة الثانية على التوالي يطل الامين العام لـ”حزب الله السيد حسن نصرالله ليتحدث بعد الانتخابات النيابية، ويؤكد ان الحزب ليس في وارد الذهاب نحو صدام سياسي او شعبي او حتى اعلامي، بل يعمل على تصويب النقاش والخطاب السياسي بإتجاه  القضايا المعيشية والاقتصادية.

 
يحاول حزب الله الاستفادة بشكل كامل من خسارته الاكثرية النيابية المباشرة في ظل شعوره بالارتياح مع احتفاظه بأكثرية سياسية مرتبطة بقضية سلاحه، لذلك فهو يعمل على سحب يده بشكل كبير من القرار السياسي المرتبط بالقضايا الاقتصادية، وهذا ما يساعده على تعديل الصورة النمطية التي اسقطت عليه في المرحلة الماضية.
 
يرغب الحزب بشكل جدي بالذهاب نحو جو من التهدئة رغم علمه ان هذا الامر ليس ممكنا في ظل المساعي الداخلية والخارجية لاستمرار الضغوط الاعلامية والسياسية والمالية عليه، لذلك فإن الدفع باتجاه تهدئة بات نوع من التسويق الاعلامي بهدف تحميل خصومه مسؤولية اي توتير.
 
يعتبر الحزب ان الازمة المعيشية ستتفاقم وعليه يجب الذهاب بإتجاه علاجات مرتبطة بالحكومة المقبلة ومجلس النواب وان اي تأخير يجب ان يتحمل مسؤوليته من يسعى اليه عبر المناكفات السياسية من هنا يأتي اصرار نصرالله على الدعوة للعمل من دون الدخول في الخلافات السياسية التي لا طائل منها.
 
يحقق الحزب امرين من هذا الخطاب ، فاذا تجاوب خصومه معه يكون هو المبادر الى التهدئة، ويتمكن من التخلص من الضغوط السياسية والهجوم الاعلامي المكثف الذي يتعرض له، وفي حال لم يتجاوب خصومه معه سيتمكن من تحميلهم مسؤولية الفشل وعدم السعي للانجاز والتلهي في قضايا لا يمكن حلها بسهولة.
 
من دون ادنى شك يعمل حزب الله ضمن توقعات التصعيد الكامل، في الداخل وفي الخارج ،حتى ان الواقع  العسكري في المنطقة ليس سليما ومستقرا في ظل التهديدات الايرانية بالرد على الغارات الاسرائيلية على سوريا مع ما يستتبع ذلك من تطورات في الساحة اللبنانية.
 
كما ان الانهيار الكامل الذي ألمح اليه السيد حسن نصرالله امس والذي ربطه بتطورات سلبية على الصعيد الدولي تفتح المجال امام كل الاحتمالات والخطوات التي قد يلجأ اليها الحزب في اطار منع الضغوط الاقتصادية من التأثير على واقع بيئته الحاضنة وضرب قدراته الردعية والتقليل من هامش الحراك العسكري لديه…