احتفل راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر بقداس عيد القديسة ريتا في كنيسة القديسة ريتا في سن الفيل، عاونه فيه خادم الرعية الخوري جورج شهوان وخادم الكنيسة الخوري مروان عاقوري والمعاونان الخوري جان باخوس والخوري طوني الياس، بمشاركة الخوري طوني فريج والشماس جاد عنيد، وبحضور حشد من المؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران عبد الساتر عظة قال فيها: “الشكر لله الآب الذي أعطانا بفيض حبه أن نعود ونحتفل معا، وبشكل طبيعي، بعيد القديسة ريتا شفيعة هذه الكنيسة بالمحبة والرجاء والإيمان. إن وجودنا جميعا الآن وفي هذا العدد الكبير، هو علامة على عمل الروح القدس في قلوبنا هو الذي يعزينا في الشدائد ويثبتنا على الإيمان بالرب يسوع القائم من الموت، مخلصا وحيدا منتصرا على الموت، كل موت في كل إنسان”.
أضاف: “لقد سعيت وأنا أكتب هذه العظة إلى أن أجد كلاما للقديسة ريتا أتأمل فيه أو أنطلق منه. وبعد تفتيش متكرر لم أجد ضالتي. فالقدسية ريتا لم تختر أن تتكلم عن يسوع، مع أن الكلام عنه هو أمر جيد، ولكنها اختارت أن تحمل مع يسوع الصليب، من خلال الشوكة التي زرعت في جبينها، حبا بالبشر وأن تبذل ذاتها من أجلهم كما فعل هو. لم تسع القديسة خلف الألم من أجل الألم ولكنها أرادت أن تكون أمة حقيقية لله تأخذ على ذاتها خطيئة البشر أجمعين وضعفهم وأمراضهم لتكون لهم الحياة. ونحن المسيحيين وعلى مثالها، مدعوون إلى أن نصبر على ضعف الآخرين ونحتمل شرهم ونغفر إساءاتهم ونسير معهم حتى بلوغ ملء قامة المسيح فيهم”.
وتابع: “لم تختر قديستنا أن تتكلم عن المحبة بل أن تعيشها في علاقتها مع الرب ومع الآخرين ربما لأنها شعرت في داخلها أن الكلام سيكون مضيعة للوقت الذي تستطيع أن تستعمله في بنيان الآخر. وربما لأنها كانت تعرف أن الكلام من دون أفعال يصير هزيلا ويفقد الكثير من قوته. فصلت وخدمت واعتنت ولا زالت حتى اليوم تعتني من السماء بكل متألم وبكل بائس وبكل تائه، ويا ليتنا نتعلم منها الحب والعمل قبل الكلام وحتى من دون كلام. ويا ليتنا نعيش أمام الآخرين رجاء القيامة بدل أن نتكلم عن القيامة التي تعطي الرجاء، ويا ليتنا نعيش الغفران والصدق في حياتنا بدل أن نتكلم عن أهميتهما في حياتنا”.
وختم عبد الساتر: “يا ليت سياسيينا المسيحيين يتوقفون اليوم قبل الغد عن الكلام عن تفوقهم على الفريق الآخر وعن مشاريعهم المستقبلية ليعملوا مع الآخر من أجل إطعام الجائعين واستشفاء المرضى وإيجاد العمل لشبابنا وبنيان وطننا لبنان والإنسان فيه”.
عاقوري
وكانت كلمة ترحيبية في مستهل القداس للخوري عاقوري قال فيها: “سيدنا، في هذا الوقت المبارك الذي نلتقى فيه في كنيسة القديسة ريتا في سن الفيل، حتى نسلم للرب كل المستحيلات التي تواجهنا، عالمنا اليوم ووطنا، وايضا المستحيلات والصعوبات التي تواجهنا في حياتنا اليومية، حضوركم معنا في هذا العيد يذكرنا بأن محبة المسيح هي أقوى من كل الصعوبات والتحديات، وبالحب لا شي مستحيلا”. أضاف: “احتفالكم بالقداس الإلهي اليوم، هو لكي نشكر ربنا معكم، لأنكم علامة للحب الذي يبذل ذاته في كل يوم وكل لحظة من اجل رعيته على مثال الراعي الصالح، والذي بغيرتك غيرة إيليا، وبإيمانك إيمان بطرس وبكلامك كلام بولس، تكون “صوت من لا صوت لهم”، وعلامة رجاء لكثيرين فقدوا الرجاء بحياتهم”، مضيفا “من اللحظة التي تسلمت فيها، مقاليد أبرشية بيروت المارونية، ورغم كل الصعوبات والتحديات والمستحيلات التي واجهتك، ما تزحزحت عيناك عن المصلوب تماما متل القديسة ريتا، وفي كل مرة وأمام كل تحد تكون أنت شهادة أمامنا كلنا لقوة الصليب الذي يغلب كل أشكال الموت”. وختم العاقوري: “مع سيدنا نرفع كل صلواتنا وخاصة على نية وطننا لبنان، في هذا القداس الإلهي الذي نتابعه مباشرة عبر العديد من وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي”.