كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يمكن تصور الكباش الذي سيدور حكماً حول تكليف رئيس جديد للحكومة. يمكن للمراقب ان يتساءل اذا كان التعاطي مع انتخاب رئيس مجلس نواب يتم بالشكل الحالي اي بالقفز فوق الاجماع الشيعي فكيف سيكون اختيار رئيس للحكومة من السنّة في ظل غياب مرجعية سنية وازنة وقد افرزت الانتخابات شخصيات ليست ذات ثقل من حيث قوة التمثيل والحضور وسط البيئة السنية.في المداولات الجارية خلف الكواليس فتح بازار رئاسة الحكومة على مصراعيه. المتوقع في ضوء نتائج الانتخابات النيابية ان يعود طرح اسم السفير نواف سلام الى التداول مجدداً. حظي في الماضي بتأييد كتلة القوات اللبنانية وسمّاه نواب مستقلون ومن خارج البرلمان اعتبر سلام مرشح السنيورة المباشر وهو الذي تجمعه به صلة قربى وثيقة. المرشح الذي تصدى «حزب الله» في المرة الماضية لترشحه قد لا يعترض على وصوله اليوم ليلتقي بشأنه مع حليفه التيار الوطني الحر ولكن هل سيقبل سلام التكليف في ظل الظروف الصعبة محلياً واقليمياً وعلى كل المستويات؟
وبينما بدأ البعض تلمس اشارات ايجابية بين بعض الاسماء المرشحة وقوى سياسية معنية بالاستحقاق في لبنان، تقول المعلومات إن طرح سلام هذه المرة سيكون مقبولاً وقد لا يصطدم برفض مطلق أقله من الثنائي الشيعي لاعتبارات عدة ومنها ان سلام لن يشكل حلقة تصادم معه على وجه التحديد وهو لن يسعى بأي حال الى ان يكون رئيساً تصادمياً مع اي جهة. السفير المخضرم سيكون من عوامل وصوله على رأس السلطة التنفيذية ان حصل الازمة المالية. كما أن انسداد افق الحلول قد يكون سبباً اضافياً لعدم التصدي لوصوله فضلاً عن ان اختياره يعني فك الحصار الاقتصادي عن لبنان على اضعف الايمان. قوى سياسية وازنة لها رأي مغاير يقول إن سلام لا يمكن ان يكون رئيساً للحكومة حتى ولو وافق «حزب الله» واكتفى بالتخلف عن تسميته، لتؤكد ان اسمه ليس مطروحاً بقوة حتى الساعة بينما سيكون اسم عبد الرحمن البزري الأكثر قبولاً من الجميع وهو مطروح في الكواليس انطلاقاً من سنيته وشرعيته السياسية ولكونه شخصية غير مستفزة للمقاومة ولا للمعارضة وله تجاربه الناجحة سواء في رئاسة البلدية أو في لجنة كورونا.قائمة المرشحين لن تكون طويلة ومعقدة بالنظر إلى غياب تيار المستقبل وتردد اي مرشح في قبول التحدي في ظل غياب دعم سعودي خليجي واضح والا واجهت حكومته الفشل. موقف السعودية الذي لم تتوضح معالمه بعد سيكون له الكلمة الفصل فهل سيكون قراره بمرشح مواجهة او بتسوية ما تخرج اسم مرشح من خارج التوقعات.يأتي في اول التنبؤات ان البلد مقبل على ازمة عميقة، مستنداً الى ان بري غير مستعد لأي خطوة إيجابية قبل نهاية عهد عون، ورفضه تغيير حاكم مصرف لبنان ما جعل التيار الوطني الحر يستنتج بعد الاستحقاق الانتخابي ان التعاون معه لا أمل منه، انتخابه رئيساً يعني نهاية التيار سياسياً، بينما هذا لا يعني عدم التعامل مع المؤسسة. أمامنا ايام صعبة وقد يكون الحل بمؤتمر دولي شرع الفرنسيون في استمزاج الآراء في شأنه منذ فترة.